استمرت حرب الأضرحة والمساجد بعد ثلاثة أيام من تفجير مئذنتي مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، إحىد أبرز العتبات المقدسة لدى الشيعة، وفجر مسلحون أمس ضريح الصحابي طلحة بن عبيد الله في البصرة، وما لا يقل عن تسعة مساجد سنية، خصوصاً شمال محافظة بابل. واعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي الاعتداء على المساجد عملاً إرهابياً، وقرر حظر التجول في البصرة"حتى إشعار آخر". واتهم أحد وكلاء المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني"جهات اقليمية لم يحددها بأن لها مصلحة في التفجيرات". واستنكر ديوان الوقف السني في بيان تفجير الضريح وحمّل الحكومة المسؤولية. ولفت الى ان"المسجد والمرقد يقع تحت حماية الجيش العراقي، إلا أن قوة كبيرة ترتدي زي الشرطة اقتحمته وسيطرت عليه، وبعد مرور ساعة تم تفجيره مع مكتبته العريقة ومئذنته التي ترتفع 30 متراً". وكان رئيس لجنة الطوارئ في البصرة، اللواء الركن علي الموسوي أعلن ان مسلحين مجهولين فجروا ضريح الصحابي ما أسفر عن تدميره بالكامل. وأوضح ان"مسلحين مجهولين ادعوا أنهم يريدون تصوير الضريح فجر اليوم أمس لكنهم وضعوا عبوات في أركانه، وفور مغادرتهم انفجر عدد منها، ما أسفر عن انهيار جزء من المكان. لكن بعد دقائق حدث انفجار آخر أدى الى تدمير المرقد في شكل كامل". واكد ان"قوات الامن اعتقلت حراس الضريح وهم يخضعون للتحقيق". ويقع ضريح الصحابي طلحة بن عبيد الله، وهو من قبتين ومئذنة في منطقة خور الزبير 26 كلم غرب البصرة. وكان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أمر بتشييده في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وكان بناء صغيراً مقاماً في المكان الذي قتل فيه الصحابي خلال موقعة الجمل عام 36 للهجرة 658 ميلادية. ويشار الى وجود مرقد للصحابي الآخر الزبير بن العوام في المنطقة ذاتها. وجاء هذا الحادث بعد ثلاثة ايام من تفجير مئذنتي مرقد الامامين العسكريين في سامراء للمرة الثانية، وكان التفجير الأول أتى على القبة الذهبية للمرقد في 22 شباط فبراير 2006 واطلق موجة من العنف الطائفي أودت بحياة الآلاف من العراقيين. وفجر مسلحون ما لا يقل عن تسعة مساجد للسنة في اعقاب التفجير الثاني. وقررالمالكي فرض حظر التجول في البصرة اعتباراً من عصر أمس"حتى إشعار آخر". وجاء في بيان للحكومة ان هذا"العمل الارهابي الذي طال اليوم أمس مرقد الصحابي طلحة بن عبيد الله يأتي ضمن سلسلة الجرائم التي تهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب". واضاف ان"رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، أمر بحماية المراقد الدينية ودور العبادة في جميع المحافظات والتصدي لجميع الخارجين عن القانون". ودان"الجريمة الارهابية التي استهدفت مرقد الامامين العسكريين ... وما تبعها من اعتداءات ... وهي أعمال مدانة تستدعي عدم التهاون مع مرتكبيها الذين هم أعداء الله والوطن والشعب". الى ذلك، اتهم وكيل السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي"جهات اقليمية"لم يحددها بأن"لها مصلحة"في تفجير مرقد الامامين العسكريين. وقال أمام آلاف المصلين في ضريح الامام الحسين ان"الذين استهدفوا مرقد سامراء ليسوا التكفيريين والبعثيين وحدهم، انما هناك جهات داخلية واقليمية لها مصلحة في ذلك، بعدما عرفت هذه الجهات نتائج التفجير الاول الذي أزهق أرواح آلاف العراقيين". واضاف ان"السلطات الامنية كان لديها معلومات ان أعداء الشعب لا يهدأ لهم بال إلا بإيقاعه في أتون حرب أهلية وطائفية". وتساءل:"لماذا هذا التلكؤ والتقصير؟ واذا كانت هناك جهات تعرقل عملهم ويبرر المسؤولون ان كشفها يؤدي الى أزمة سياسية، فهل هناك اشد من الحرب الطائفية والأهلية حتى لا يكشفوا هذه الجهات؟". غيتس في بغداد على صعيد آخر وصل وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى بغداد أمس لتقويم وضع قواته، والضغط على الحكومة العراقية كي تسرع في تمرير قوانين ترى واشنطن انها مهمة للمصالحة بين العراقيين. وكان الجيش الاميركي أعلن انه أنهى تعزيز قواته ليصل عديدها الى 160 الف عسكري. أعلن ضابط عراقي رفيع المستوى مساء الجمعة العثور على جثث فريق التايكواندو الذي خطفه مسحلون مجهولون على الطريق الدولي بالقرب من الرمادي أثناء عودتهم من عمان. أمنياً، قتل أمس أربعة جنود أميركيين. وأعلن العقيد طارق الدليمي ان"قوة من حماية الطرق الخارجية عثرت على 13 جثة متفسخة ومتحللة تعود لفريق التايكواندو الذي خطف في 17 ايارمايو 2006 لدى عودتهم من الاردن". وأوضح أنه"تم العثور على الجثث في منطقة الكيلومتر 110 بين الرمادي والرطبة في محافظة الانبار". الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي تحطم ان طائرة من طراز اف - 16 تابعة لسلاح الجو تحطمت ليل الخميس - الجمعة شمال بغداد، وكان على متنها طيار واحد. واضاف ان"الطائرة كانت تقوم بمهمة دعما لعملية حرية العراق"، مشيرا ان"الحادث يخضع للتحقيقات حاليا".