يشكو القائمون على الأضرحة الدينية والجوامع، التابعة للمذهب السني في محافظة البصرة التي تم هدمها إبان فترة العنف الطائفي عامي 2006 و 2007، من إهمال الحكومات المحلية والمركزية لها وعدم إدراج إعمارها ضمن خطط التنمية السنوية. وقال مدير إعلام دائرة الوقف السني في البصرة شاكر محمود ل»الحياة» إن «مقام طلحة بن عبيد الله تم تفجيره في حزيران (يونيو) العام 2007 أي بعد أحداث سامراء الثانية التي تم فيها تفجير مئذنة مرقد الإمامين العسكريين». وأضاف «شهدت فترة العنف الطائفي في البصرة أيضاً تفجير مرقد أنس بن مالك في منطقة الشعيبة وجامع العشرة المبشرة في منطقة الحكيمية وجامع العثمان في منطقة المعقل». وزاد «طالب الوقف السني بعد عملية صولة الفرسان العام 2008 الحكومة المحلية بإعادة إعمار هذه الأضرحة والجوامع التي دمرت على أيدي العصابات التي حاربتها الحكومة المركزية خصوصاً إن رئاسة ديوان الوقف لا تملك الأموال التي تستطيع معها إعادة إعمار هذه الأبنية». وأشار الى إن «حجم الدمار كبير ومن الأضرحة ما سوي بالأرض تماماً ويحتاج إلى إعادة بناء كاملة ونحن في الوقف السني نُعد الآن التصاميم الفنية والكشف المالي». وأشار إلى أن «الحكومة المحلية في البصرة طلبت من الديوان إعادة إعمار هذه الأضرحة من موازنته لعدم وجود المخصصات المالية الكافية لدى حكومة البصرة بالإضافة إلى أن ضريح طلحة بن عبيد الله يقع على الطريق المؤدي إلى المدينة الرياضية المخطط ان تُبنى لاستضافة دورة الخليج فيها بعد ثلاث سنوات». وقالت رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة البصرة زهرة البجاري ل»الحياة» إن «الحكومة المحلية لا تفرق بين المزارات الشيعية والأخرى السنية وتنظر إلى الأضرحة على أنها جزء من تراث المحافظة إضافة إلى أنها مقدسة لدى أطياف من المجتمع البصري المتعدد المذاهب والأديان». وأوضحت «الدليل على ذلك أن مقام علي بن ياقطين في البصرة مزار للشيعة لم تتم إعادة تأهيله على رغم أنه في حاجة إلى ذلك منذ زمن». وأضافت «كل ما في الأمر أن الحكومة المحلية لا تملك من المال ما يكفي لإعادة الأضرحة الى ما كانت عليه إذ لا يمكن أن نعيدها في شكل مختلف عما كانت سابقاً». وزادت البجاري «طلبنا من القائمين على الوزارات القيام بزيارات ميدانية للاطلاع على واقع الجوامع المهدمة ورصد جزء من الموازنات لعمليات التأهيل». وجاء هدم ضريح طلحة بن عبيد الله في قضاء الزبير غرب مركز المحافظة كرد فعل على تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء إذ دخلت مجموعة مسلحة بحسب ما يروي ناصر زاير من سكان المنطقة المجاورة للضريح الذي قال «بعد تفجير المزارات الشيعية في سامراء بأيام قليلة داهمت الضريح أربع عجلات وطردت الحراس وقت الفجر عند ذهابنا لتأدية الصلاة أمام أنظار الجميع ونسف المسلحون المبنى بعد تفخيخه». وأضاف أن «عجلات شرطة كانت برفقة المنفذين». وقال محمد مكي من سكان منطقة الهندية المجاورة لجامع العثمان وسط المحافظة، الذي تم هدمه في الفترة ذاتها، «لن ننسى أصوات قذائف الأر بي جي التي استهدفت الجامع من قرب واستمرت بذلك ثلاث ساعات متواصلة». وأضاف «قطعت العصابات الطريق المؤدي إلى منطقة المعقل المحاذي للجامع ونفذت العملية وبعد الانتهاء اكتشفنا أن حراس الجامع خطفهم المسلحون ولم نعرف مصيرهم حتى الآن».