أفادت صحيفة "هانوفرشيه ألغماينه تسايتونغ" الألمانية أمس، أن توصل قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى التي اختتمت أول من أمس في منتجع هايليغندام الألماني، إلى اتفاق في شأن ضرورة خفض الانبعاثات المسببة للتغير المناخي بنسبة 50 في المئة حتى سنة 2050، نتج من نقاش محتدم وطويل بين قادة الدول الثماني. وأشارت الصحيفة، استناداً إلى ملاحظات مختصرة دوّنها مسؤول في الحكومة الألمانية، إلى أن الخلاف بلغ حد تهديد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره الأميركي جورج بوش بمغادرة القمة، في حال لم يتجاوب مع مطالب القادة الأوروبيين. وأوضحت أن المسؤول الألماني كتب أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حاول مرات عدة إقناع بوش بتجنب عودة الولاياتالمتحدة إلى الوراء في شأن حماية المناخ والمشاركة في اعتماد القمة لهدف محدد في هذا الشأن، وأن الرئيس الأميركي رد بالقول:"لا أقبل في أي حال تحديد هدف لحماية البيئة، إذ لا يهمني أن يتحول ذلك إلى فشل"، وأضاف:"لن أوقع على التزامات غير ملزمة للصين أيضاّ". في غضون ذلك، أبدى كورت بك رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يشارك في الائتلاف الحكومي مع الاتحاد المسيحي الديموقراطي عدم رضاه عن النتائج التي حققتها قمة الدول الثماني. وقال بك لصحيفة"بيلد أم زونتاغ"إنه توقع أن تبذل المستشارة الألمانية أنغيلا مركل جهوداً إضافية على صعيد صناديق التحوط"هيدجفوندس"، بعدما عملت كلاً من بريطانياوالولاياتالمتحدة على الحيلولة دون اعتماد قواعد شفافة لعمل هذه الصناديق التي تركز على الاستثمارات العملاقة المحفوفة بالأخطار الكبيرة في مناطق مختلفة من العالم. وعلى رغم أن بك اعتبر توصل قادة الدول الثماني إلى اتفاق في شأن حماية المناخ"مؤشراً جيداً"، لكنه قال إن هذا الاتفاق"لم يتناول جوهر المشكلة واحتاج تعديلات كثيرة". على صعيد آخر، أكدت الشرطة الألمانية نجاح التدابير الأمنية في القمة. وقال مدير قوات حرس الحدود مانفريد لورباخ إن 2500 من رجال الشرطة شاركوا في تأمين القمة، وأن خطوط السكك الحديد كانت ضمن مناطق انتشارهم إضافة إلى موانئ ومعابر حدودية. ومنعت الشرطة 67 أوروبياً بينهم مواطنون من الدنمارك والسويد وفنلندا وأيسلندا والنروج وبولندا وبريطانيا من دخول ألمانيا قبيل عقد القمة، بعدما شكت في أنهم يميلون إلى العنف.