يستأنف الاتحاد الأوروبي مفاوضات انضمام صربيا اليه الاربعاء المقبل، ودعا مجلس الأمن لاصدار قرار جديد في شأن كوسوفو، فيما واصلت السلطات الصربية حملة اعتقالات ضد"الاسلاميين السلفيين"في منطقة السنجاق المحاذية للحدود مع جمهورية البوسنة - الهرسك. وقال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو في تصريح نقله تلفزيون بلغراد أمس"ان الاتحاد الاوروبي، قرر استئناف مفاوضاته مع صربيا بدءاً من الاربعاء المقبل، في ضوء تعاون الحكومة الصربية مع المحكمة الدولية لجرائم الحرب خلال الأيام الاخيرة"، وأضاف:"نعتبر خطوات بلغراد الاخيرة، مساهمة مهمة وبناءة في تحقيق العدالة والمصالحة الدائمة في غرب البلقان". ووصف رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا، إعلان الاتحاد الاوروبي، بأنه"نبأ جيد كان يتوقعه الشعب الصربي كونه يتماشى مع النهج الديموقراطي الصائب الذي تسلكه الحكومة الصربية ومساعيها للاندماج الكامل مع المؤسسات الأوروبية". وتوقع"ان تؤدي هذه المفاوضات الى منح صربيا العضوية الكاملة في الاتحاد الاوروبي في أسرع وقت". وفي غضون ذلك، دعا الاتحاد اعضاء مجلس الأمن الى"تكثيف جهودهم لتبني قرار جديد في شأن مستقبل كوسوفو"بعد فشل قمة مجموعة الثماني في التوصل الى موقف مشترك تجاه هذه القضية. ونقل تلفزيون بلغراد، عن بيان للرئاسة الألمانية الحالية للاتحاد الأوروبي، ان"من الضروري ان يشكل قرار جديد الاساس لتسوية وضع كوسوفو، لأن هذه المسألة تبقى المشكلة الاساس الأكثر إلحاحاً في دول البلقان الغربية، ويقتضي الإسراع في تسويتها". وأشارت الرئاسة الألمانية، الى ان"اخفاق مجموعة الثماني في التوصل الى موقف مشترك في شأن كوسوفو، حصل بسبب تباين وجهات النظر حول الوضع المستقبلي للإقليم الصربي". يذكر ان الخطة التي اقترحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على المجموعة والقاضية بتعليق المحادثات حول الوضع النهائي للاقليم مدة ستة شهور، لم تحظ بالقبول من الأطراف كلها. ويمثل مجلس الأمن الجهة الوحيدة التي لها صلاحية البت النهائي بمستقبل كوسوفو، وترفض روسيا الى حد التلويح بحقها في النقض الفيتو خطة المشرف الدولي مارتي اهتيساري المؤدية الى الاستقلال الكامل للاقليم تحت الاشراف الدولي، على رغم ان الاتحاد الاوروبي يعتبر الخطة اساساً جيداً للتسوية. ملاحقة السلفيين الى ذلك، اعتقلت الاجهزة الامنية الصربية، ثلاثة من قادة السلفيين، هم: ارهان سمايلوفيتش 32 سنة وعلاء الدين بوليتش 22 سنة وحسين تشوليكا 29 سنة في نوفي بازار عاصمة منطقة السنجاق. وأعلنت ان المعتقلين"دأبوا على إثارة النعرات الدينية بين سكان صربيا وأوقفوا بتهمة العمل ضد دستور البلاد وحضوا على التمرد الاسلامي والحرب الأهلية". وأشارت الأجهزة الأمنية الى انها"عثرت بحوزة المعتقلين على عبوات معدة للتفجير وقنابل يدوية وأسلحة متنوعة ومواد تستخدمها الوحدات العسكرية". وكانت حملات الملاحقة ضد"السلفيين الاسلاميين"تصاعدت منذ 20 نيسان أبريل الماضي، إثر المواجهة بين الشرطة الصربية ومجموعة سلفية في احدى القرى الجبلية في منطقة السنجاق، أسفرت عن مصرع سلفي وجرح واعتقال عدد آخر. وتتقاسم صربيا 250 ألف نسمة والجبل الأسود 50 ألف نسمة منطقة السنجاق وغالبية سكانها من المسلمين، الذين ينتمون الى العرق البوشناقي للمسلمين البوسنيين، وتشتد بينهم دعوات الانفصال عن صربيا والجبل الاسود والانضمام الى البوسنة. وينتمي الى هذه المنطقة وزير العمل والشؤون الاجتماعية الصربي رئيس اللجنة الحكومية للتعاون مع محكمة لاهاي راسم لياييتش، ويمثلها ثلاثة نواب في البرلمان الصربي الذي يضم 250 عضواً.