شهدت قضية مقتل الجاسوس الروسي المنشق الكسندر ليتفينينكو في لندن قبل شهور تطوراً مفاجئاً امس عندما اتهم رجل اعمال روسي تشتبه السلطات البريطانية بتورطه في تسميم الجاسوس، الاجهزة الخاصة في بريطانيا ب "تصفية ليتفينينكو بعدما خرج عن سيطرتها"، وقال انه سلّم الروس"معطيات محددة تثبت صحة اتهاماته". وتحول مؤتمر صحافي عقده رجل الاعمال اندريه لوغوفوي في موسكو امس، في اول ظهور علني له منذ مقتل ليتفينينكو، الى نقطة تحول في القضية التي اثارت ملابساتها ضجة كبيرة منذ شهور. ولم يستبعد البعض ان تسفر تصريحات الرجل الذي كان احد الاصدقاء القريبين من الجاسوس الروسي السابق عن ازمة بين موسكوولندن، خصوصاً بعدما كشف عن تفاصيل عملية قام بها جهاز"ام اي 6"البريطاني لتجنيد عملاء مهمتهم جمع معلومات سرية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأفراد عائلته بهدف الضغط على القيادة الروسية. وكانت الاجهزة القضائية البريطانية طلبت من موسكو رسمياً تسليم لوغوفوي بسبب"توافر ادلة على قيامه بقتل ليتفينينكو باستخدام مادة مشعة". وبدأ لوغوفوي حديثه بنفي صحة تأكيدات الاجهزة البريطانية حول"فراره من بريطانيا ورفضه الخضوع للتحقيق"وقال انه لم يتلق اي دعوة او رسالة تشعره بضرورة الامتثال للتحقيق. وقال ان النيابة البريطانية قررت الاعلان عن اتهامه"بهدف الاساءة الى روسيا". وبحسب معطيات الرجل، فإن الاجهزة الخاصة البريطانية جندت ليتفينينكو منذ فترة طويلة وساعد الاخير في تجنيد الثري اليهودي بوريس بيريزوفسكي الفار من روسيا لملاحقته بقضايا فساد مالي، وأوضح لوغوفوي بناء على معلومات"ابلغه بها ليتفينينكو قبل وفاته"ان بيريزوفسكي سلّم جهاز"ام اي 6"البريطاني وثائق ومعلومات مهمة حول نشاط مجلس الامن القومي الذي كان يرأسه سابقاً، في مقابل تسهيل حصوله على لجوء سياسي في لندن وبعد ذلك بسنوات على الجنسية البريطانية. والمثير ان لوغوفوي خاطب الصحافيين البريطانيين الذين حضروا المؤتمر الصحافي، مشيراً الى ان السلطات المختصة البريطانية"راهنت على التزامي الصمت بسبب الخوف، وعليها الآن ان تواجه دافعي الضرائب البريطانيين". تجنيد المهاجرين الروس وزاد ان الرأي العام البريطاني يجب ان يعرف ماذا يفعل البعض من المهاجرين الروس في لندن وكيف يتم تجنيد المواطنين الروس وكيف تباع الجنسية البريطانية مثل الالبسة الصينية الرخيصة في البازارات". وحول اتصالاته الاخيرة بليتفينينكو قال لوغوفوي انه لمس خلال الشهور الاخيرة قبل موت الرجل انه كان متوتراً ومحبطاً"من بيريزوفسكي ومن مسؤوليه في الاجهزة الخاصة البريطانية"، ولم يخف ان"الجهاز لا يقدر جهوده جيداً وانه يحصل على القليل في مقابل خدماته"، مشيراً الى ان الفكرة التي تكونت عنده لوغوفوي ان ليتفينينكو خرج تماماً من تحت السيطرة"واذا لم تكن الاجهزة الخاصة قتلته مباشرة فالأكيد انها كانت على معرفة وثيقة بما يجري وراقبت العملية في شكل كامل". وأضاف لوغوفوي انه سلم اجهزة التحقيق الروسية"معطيات محددة تثبت كلامه". بيريزوفسكي يتهم موسكو في المقابل، رد المعارض الروسي بيريزوفسكي على كلام لوغوفوي بالقول إنه بات"من الواضح أكثر من أي وقت مضى"أن موسكو تقف وراء مقتل ليتفيننكو، فيما اعتبرت لندن الحادث"جريمة"واستبعدت وقوف أجهزة استخبارات وراءها.