توقعت مصادر ديبلوماسية في الرباط أن يبدأ بيتر فان فالسوم، الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مشاورات مع أطراف نزاع الصحراء الأسبوع المقبل في نيويورك، على أن تشمل في مرحلة أولى مندوب المغرب في الأممالمتحدة ومسؤولين في الدول الأعضاء في مجلس الأمن للإعداد لجولة تقوده إلى المغرب وموريتانيا والجزائر ومخيمات جبهة"بوليساريو"في تندوف جنوب غربي الجزائر. ويُعتقد أن هذه الجولة ستركز على تحديد أجندة المفاوضات المقبلة، ومكانها وأسماء أعضاء الوفود المشاركة فيها. وقالت المصادر إن الإطار العام للمفاوضات المرتقبة سيكون قرار مجلس الأمن الرقم 1754 الذي يحض على مفاوضات بين المغرب و"بوليساريو"ويدعو دول المنطقة إلى التعاون مع المجتمع الدولي لتسهيل الوصول إلى حل سياسي نهائي للنزاع. ورأت المصادر أن مشاركة المجلس الاستشاري الصحراوي هيئة مغربية رسمية في المشاورات حول خطة الحكم الذاتي قد تشكل مدخلاً لإمكان مشاركة وفد عنه في المفاوضات المرتقبة. ويقوم وفد من سفراء ما لا يقل عن سبع دول افريقية بزيارة المحافظات الصحراوية هذه الأيام، واجتمع إلى أعضاء في المجلس الاستشاري الصحراوي وشيوخ وزعماء قبائل موالين للمغرب للبحث في مدى ملاءمة خطة الحكم الذاتي لرغبات السكان. وذكرت وكالة"فرانس برس"أن الممثل الخاص الجديد للأمم المتحدة في الصحراء الغربية جوليان هارستون الذي عين في منصبه في شباط فبراير، وصل أمس الإثنين إلى الجزائر في اطار جولة"اعلامية"في المغرب العربي. ونقلت عنه:"زرت قبل شهرين العيون عاصمة الصحراء الغربية وزرت طرفي النزاع، المغرب وبوليساريو. حالياً أنا بصدد زيارة دول الجوار من اجل الاستعلام". واعتبر أن"مشكلة الصحراء الغربية استمرت لأكثر مما ينبغي". وأوضح أن"الاهتمام بالجوانب السياسية للنزاع هو من اختصاص المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بيتر فان فالسوم"وبخاصة تحديد جدول للمفاوضات"المباشرة"كما اقترح مجلس الأمن. وكان المجلس دعا في قرار بالاجماع في 30 نيسان ابريل المغرب و"بوليساريو"الى"بدء مفاوضات بلا شروط وبحسن نية مع أخذ الأحداث الأخيرة بالاعتبار، بهدف التوصل الى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين يتيح تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية". على صعيد آخر، أعلنت السلطات المغربية تفكيك خلية تضم 20 شخصاً نهاية الأسبوع الماضي قالت إنها كانت تستقطب مناصرين لتنظيم"القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، ولم تقدم تفاصيل إضافية. غير أن مصدراً أمنياً أوضح أن أفراد الخلية كانوا ينشطون في المنطقة الواقعة بين مدينتي فاس والناضور شرق البلاد شمالاً. وتعتبر الخلية الأولى ل"القاعدة"التي يتم الاعلان عن تفكيكها هذا العام، فيما كانت السلطات أعلنت العام الماضي تفكيك خلايا تضم ناشطين تلقوا تدريبات على استخدام الأسلحة في منطقة الساحل جنوب الصحراء. وكُشف النقاب وقتها عن عزم تنظيم"القاعدة"على تشكيل جناح موال له في شمال افريقياً على غرار"القاعدة في بلاد الرافدين"، قبل إعلان"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية تحويل نفسها إلى"القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"مطلع هذه السنة. كما اعتقلت قوات الأمن المغربية العام الماضي ناشطين في مدينة تطوان شمال وجّهت اليهم تهم استقطاب المتطوعين للالتحاق ب"المقاومة العراقية"، ومن بينهم مهاجرون يتحدرون من أصول مغربية كانوا يقيمون في عواصم أوروبية. لكن السلطات المغربية نفت وجود أي علاقة بين التفجيرات الانتحارية التي كانت الدار البيضاء مسرحا لها في الشهرين الأخيرين وأي تنظيمات خارجية باستثناء ما يتعلق بتغلغل الفكر الجهادي. وكان قاضي التحقيق شرع في استنطاق المتهمين في"خلايا الانتحاريين"في نهاية الاسبوع الماضي قبل احالتهم على المحكمة. في غضون ذلك أ ف ب، انتقدت صحيفة"ليكونوميست"اليومية المغربية القريبة من أوساط الأعمال الإثنين في شدة غير معهودة"الاستخفاف الذي لا مثيل له"من قبل واشنطن ازاء الرباط وغياب رد فعل مغربي تجاهه. ووصفت الصحيفة في افتتاحيتها ب"الصفعة"البيان الذي نشرته في الثالث من ايار مايو السفارة الأميركية في الرباط ويطلب من الرعايا المغاربة تقديم طلبات التأشيرة إلى"السفارات الاميركية في الدول المجاورة"بسبب إقفال القنصلية العامة الأميركية في الدار البيضاء.