على رغم عدم ترشحه لولاية ثالثة عام 2008، سيكون الرئيس جورج بوش الأكثر حضوراً في المناظرة الرئاسية الأولى للمرشحين الجمهوريين اليوم، والتي بحسب الخبراء ستكون معياراً لمدى قرب هؤلاء من سياسة الرئيس الحالي، وامتحاناً لقدرتهم في إبقاء مسافة من أخطاء بوش انما في الوقت ذاته عدم خسارة القاعدة اليمينية. وسيجتمع المرشحون العشرة، وهو عدد كبير نسبياً لأي حزب ويعكس التخبط الذي يعانيه الحزب الجمهوري وعدم اقتناعه كلياً بالمرشحين الحاليين، في مكتبة الرئيس الراحل رونالد ريغان 1981 -1989 في ولاية كاليفورنيا، مستفيدين من موقع الأخير وشعبيته في الوسط الأميركي والتي يتوق اليها الحزب في ظل تدني شعبية بوش الى 35 في المئة وخسارة الحزب لمجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس في الانتخابات الأخيرة. وسيحاول المرشحون والذين يتقدمهم في الاستطلاعات عمدة نيويورك السابق رودي جولياني والسناتور جون ماكاين وحاكم ماساشوستس السابق ميت رومني، على ابراز قوة الحزب في مسائل الأمن القومي والحرب على الإرهاب، إضافة إلى تمسكهم بالقيم التقليدية الأميركية، ليميزوا أنفسهم عن مرشحي الحزب الديموقراطي الذي اتهمه جولياني أخيراً بأنه ضعيف في مسائل الحرب على الإرهاب، فيما هاجمه رومني وماكاين لعدم تبنيه المبادئ المحافظة. جولياني "البطل" ويستفيد جولياني من صورته البطولية بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 في نيويورك وطريقة تعامله مع الكارثة وتوجيه شرطة المدينة اضافة الى مواساة الأميركيين، وتحول لقبه بعدها الى"عمدة أميركا"بدل عمدة نيويورك. غير أن نقاط ضعفه تبرز في ابتعاده عن القاعدة المحافظة للحزب، التي لها تحفظات على حياته الخاصة وكونه تزوج ثلاث مرات وأقرب الى الليبراليين في القضايا الاجتماعية. وبدوره يحاول ماكاين استمالة هذه القاعدة، بتبنيه برنامجاً انتخابياً محافظاً يختلف تماماً عن حملته في العام 2000 والتي خسرها أمام بوش. أما رومني صاحب الكاريزما الأكبر بين المرشحين، فسيحاول تطمين الناخب من انتمائه لطائفة المورمن المسيحية، والتي ينظر اليها الأميركيون بكثير من الريبة خاصة أنها تؤيد تعدد الزوجات. وأبدى 66 في المئة من الأميركيين ترددهم في مسألة انتخاب رئيس من طائفة المورمن المتواجدة بكثافة في ولاية يوتاه، الى الرئاسة. وستتمحور الأسئلة في مناظرة اليوم والتي تأتي بعد أسبوع من مناظرة الديموقراطيين، حول موضوع الحرب في العراق حيث خسر الجمهوريون فيها التأييد بسبب سياسة البيت الأبيض وتمسك النواب والقاعدة الحزبية بموقف الرئيس على رغم المعارضة الشعبية القوية للحرب. ولا يؤيد أي من المشاركين وضع جدول زمني للانسحاب، ويتبنى ماكاين الخطة الحالية لزيادة عدد القوات. وستتضمن الأسئلة مواقف هؤلاء من سياسات بوش في الأمن القومي والحرب على الإرهاب مثل إنشاء سجون الاستخبارات وصوغ مذكرات وزارة العدل حول غوانتانامو أو في السياسة الداخلية مثل تعيين القضاة أو الهجرة. ولن يكون من السهل بحسب الخبراء استمالة الجمهوريين للناخب الأميركي اليوم، الذي يبدو أكثر تعاطفاً مع الديموقراطيين وبعد سبع سنوات على وجود الجمهوريين في البيت الأبيض، وانعكس هذا الأمر في جمع التبرعات حيث وباستثناء ميت رومني لم يتعد مجموع التبرعات لأي مرشح جمهوري ال20 مليون دولار، في وقت وصلت أرقام كل من السناتور هيلاري كلينتون وباراك أوبام ال26 مليون دولار. ولم تحسم أسماء جمهورية معروفة بعد ترشحها الى الرئاسة، وبينها الممثل المعروف في المسلسل البوليسي"القانون والنظام"فرد تومبسون والذي يتمتع بشعبية مع المحافظين، اضافة الى رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريش القريب من اليمين والسناتور تشاك هاغل المعارض للحرب.