أعلنت الشرطة الأفغانية أمس، أن رجالها أحبطوا هجوماً انتحارياً حاول استهداف سوق العملة الرئيسية في العاصمة كابول، وأشارت إلى أن منفذه المزعوم الذي يدعى علي رضا اعترف بالتخطيط لتفجير نفسه في السوق التي تمتلئ عادة بمئات الأشخاص. وكشف قائد الشرطة علي شاه باكتياوال أن الانتحاري ينتمي إلى عرقية الهزارة ويرتبط بحركة"طالبان"التي تبنت تنفيذ هجمات انتحارية يومية عدة وهجمات ضد القوات الحكومية والغربية في أفغانستان. وقتل أكثر من 1300 مدني في أعمال عنف خلال الشهور ال 16 الماضية التي اعتبرت أكثر الفترات دموية منذ إطاحة قوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة نظام"طالبان"نهاية عام 2001. في غضون ذلك، قال الجيش الأميركي إن جنوده قتلوا بالتعاون مع القوات الأفغانية ستة من"طالبان"واعتقلت أربعة آخرين في أعقاب معركة اندلعت إثر عملية أمنية نفذت في ولاية ننغرهار شرق، لكن مسؤولاً إقليمياً وسكاناً أفادوا بأن القتلى كانوا قرويين. وصرح داداك زلماي حاكم منطقة خوجياني بأن عملية دهم نفذت على منزل في المنطقة قبل الفجر، وقال:"قتلت القوات ثلاثة مدنيين واحتجزت أربعة"، فيما أكد شهود مقتل سبعة مدنيين بينهم نساء وأطفال وجرح ثمانية في عملية الدهم. أما التحالف فأعلن في بيان عدم سقوط قتلى مدنيين أو في صفوف قوات التحالف. وكانت القوات الأميركية - الأفغانية المشتركة اعتقلت أول من أمس ثلاثة أشخاص للاشتباه في أنهم من عناصر"القاعدة"في عملية دهم مجمعين منفصلين بإقليم خوست شرق المحاذي للحدود مع باكستان. ويقول مسؤولون في الحكومة الأفغانية إن عشرات المدنيين قتلوا خلال عمليات أمنية نفذتها القوات الأجنبية ضد"طالبان"في الأشهر الثلاثة الماضية، ما زاد الضغوط على الجيش الأميركي وقوات الحلف الأطلسي. ونظم أفغان احتجاجات غاضبة في الأسابيع الأخيرة للمطالبة بطرد القوات الأجنبية واستقالة الرئيس حميد كارزاي بسبب فشله في كبح جماح الجيش الأجنبي. وحذر كارزاي الذي تواجه حكومته تمرد"طالبان"وأزمات انتشار الفساد والجريمة وافتقاد التنمية من بدء نفاد صبر الأفغان على القوات الأجنبية. وفي لندن، أفادت صحيفة"ديلي تلغراف"بأن وزير المال غوردون براون يخطط لوضع إستراتيجية جديدة لأفغانستان تهدف إلى إحياء اقتصادها، لدى تسلمه منصب رئيس الوزراء في 27 حزيران يونيو المقبل. وأوضحت الصحيفة أن براون سيدعم الوجود العسكري لبلاده في أفغانستان حيث ينتشر حوالى 6900 جندي بريطاني و"الذي يعتبره صائباً"، وسيؤيد خطط زيادة عدد الجنود البريطانيين إلى 7800 جندي هذه السنة،"لكنه يريد في الوقت ذاته بذل المزيد وتطوير إستراتيجية ربط الانخراط العسكري بالمساعدة الاقتصادية مع وصول حصيلة الجنود البريطانيين القتلى إلى 50 في أفغانستان هذا الأسبوع". وأشارت إلى أن براون يرى أن الأمل الحقيقي بمستقبل زاهر لأفغانستانينبع من توفير الظروف المناسبة للانتعاش الاقتصادي والاستقرار بعد رحيل غالبية قوات"الناتو"عن أراضيها. وقال براون للصحيفة:"يجب أن نضمن ألا تشكل تجارة المخدرات النشاط الاقتصادي الوحيد في أفغانستان، ما يحتم زيادة الغرب دعم مشاريع التنمية الاقتصادية في هذا البلد". أنصار دوستم على صعيد آخر، تصاعد التوتر بين أنصار الحكومة الأفغانية والموالين للجنرال عبد الرشيد دوستم، في أعقاب اعتقال قوات الأمن عدداً من أنصاره للاشتباه في تورطهم بمحاولة اغتيال النائب أحمد وكيلي أحد المعارضين للجنرال دوستم في الشمال. وشهدت ولايتا جوزغان وفارياب تظاهرات ضخمة، فيما اتهم الجنرال دوستم وأنصاره كابول بالسعي إلى تسليم الشمال الأفغاني للحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار عبر دعمها الحكومة لحاكم جوزغان جمعة خان همدرد والذي كان أحد قادة الحزب الإسلامي قبل أن ينضم إلى الحكومة الأفغانية. وأدت التظاهرات إلى مقتل ثمانية أشخاص وجرح أكثر من خمسين آخرين، في وقت شهدت المناطق الشمالية ما يشبه عملية فرز حزبي وعرقي بين مؤيدي القائد الأوزبكي دوستم والموالين للحكومة الأفغانية وغالبيتهم من الجيوب البشتونية في المنطقة.