حشدت تركيا امس مزيداً من الدبابات قرب حدودها مع العراق ما عزز حشدوها العسكرية التي بدأت تثير قلق الولاياتالمتحدة بأن انقرة على وشك شن هجوم في شمال العراق ضد متمردين أكراد. وخرجت مجموعة من 20 دبابة، محملة على شاحنات، من ثكنات الجيش في ماردين قرب سورية وتوجهت الى مقربة من الحدود العراقية في جنوب شرقي تركيا الذي كان بالفعل موقعاً لهجوم كبير للجيش ضد متمردين من"حزب العمال الكردستاني". وكانت انباء افادت عن حشد ما يصل الى 60 الف جندي تركي في المنطقة. وزادت التكهنات في شأن هجوم وشيك على العراق منذ ان قال رئيس الوزراء طيب أردوغان الاسبوع الماضي انه يتفق مع الجيش"في شأن عمل عسكري محتمل على رغم قلق الولاياتالمتحدة حليف تركيا في حلف شمال الاطلسي في شأن مثل هذا الاجراء". كما يوجد قلق على امتداد الحدود في جنوب شرقي تركيا حيث يشكل عدد من سكان القرى الكردية ميليشيا مدعومة من الدولة تقاتل الى جانب الجيش ضد متمردي حزب العمال الكردستاني. وقال نادر كارادينيز، وهو مسؤول في قرية غوروملو التي تقع بالقرب من قاعدة عسكرية على بعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود،"نحن ندعم العمليات في الجبال هنا لأن حزب العمال الكردستاني جعلنا نعاني كثيراً لقد فقدت عشرة من افراد عائلتي". لكن هناك تردداً لنقل المعركة الى الجبال العراقية حيث يتمركز ألوف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني في ضوء معارضة الزعيم الكردي العراقي مسعود برزاني الذي يتمتع باحترام اكراد تركيا. وقال كارادينيز، قبل ان تصل سيارة جيب عسكرية في القرية طلبت من الصحافيين مغادرة المنطقة،"لا اعتقد انه سيكون من المستحسن الذهاب الى شمال العراق لأن برزاني قال انه لن يقبل جنوداً اتراكاً هناك". والعمليات العسكرية هناك مركزة على متمردين داخل الاراضي التركية. وقتلت قوات الامن عشرة مقاتلين من حزب العمال الكردستاني في اشتباكات في الجنوب الشرقي الثلثاء. وحضت الولاياتالمتحدة مرارا تركيا على عدم ارسال قوات الى العراق لأنها تقول ان ذلك"سيعقد الموقف فحسب". واتفق البلدان على الاجراءات المختلفة التي تشمل الاجراءات المالية في محاولة لكبح جماح حزب العمال الكردستاني. ويتركز القلق المحلي على اثار شن هجوم وهو ما سيضر بالعلاقات بين الاتراك والاكراد بالاضافة الى الاقتصاد في الاقليم الفقير المرتبط عن كثب مع شمال العراق من حيث التجارة والناحية العرقية. وقال محسن كونور رئيس بلدية سيلوبي، التي تبعد 15 كلم من بوابة الحدود الرسمية الى العراق،"هذه لعملية تعني معاناة عظيمة وخسارة عظيمة وضربة للانسجام بين الاتراك والاكراد". كما اثار احتمال تنفيذ هذه العملية توترات بين تركياوالولاياتالمتحدة. وطلبت تركيا الثلثاء رسمياً من واشنطن تجنب أي انتهاك آخر لمجالها الجوي بعدما حلقت طائرتان حربيتان اميركيتان من طراز"اف - 16"في المجال الجوي التركي قرب الحدود العراقية. وقال ديبلوماسيون اميركيون ان ما حدث كان مجرد"حادث"لكن وسائل الاعلام التركية قالت انه كان رسالة الى أنقرة بعدم ارسال قواتها الى العراق. لكن الضغوط داخل تركيا لشن هجوم تتزايد بعد تفجير انتحاري في العاصمة انقرة الاسبوع الماضي ادى الى مقتل ستة اشخاص وإصابة عشرات. وألقت السلطات باللوم في الهجوم على حزب العمال الكردستاني الذي نفى أي تورط، وبعد يوم قتل ستة جنود في عربتهم التي تم تفجيرها بلغم ارضي زرعه انفصاليون. ويشعر أردوغان بالحاجة الى التحرك قبل الانتخابات العامة المقررة في تموز يوليو. وعبر الثلثاء مجددا عن استيائه في شأن تقاعس القوات الاميركية والعراقية عن سحق انصار"حزب العمال الكردستاني"في العراق على رغم نداءات انقرة باستمرار للقيام باجراء. وقتل أكثر من 30 الف شخص في الصراع مع"حزب العمال الكردستاني"منذ ان بدأت الجماعة تمرداً في العام 1984. وفي ضوء هذه الخلفية، ونظراً الى الحشد العسكري، يرى سكان محليون في سيلوبي ان القيام بعملية أصبح أمرا مرجحا بدرجة متزايدة. وقال أحد السكان المحليين"هناك فرصة نسبتها 90 في المئة كي تعبر القوات الحدود. انها تتمركز على الحدود واذا دخل الجيش الى شمال العراق سيتعين علينا مغادرة ديارنا هنا والهجرة الى الغرب".