يقترب فريق وفاق سطيفالجزائري، أو النسر الأسود كما يحلو لعشاقه تسميته، من المجد العربي عندما يلاقي اليوم في "مباراة العمر" على إستاد الثامن مايو 45 بمدينة سطيف، ضيفه الفيصلي الأردني ضمن ذهاب الدور النهائي من دوري أبطال العرب في نسختها الرابعة. وتخطى الفريق الجزائري جميع منافسيه بجميع المباريات بنجاح وبات المرشح الأول للتتويج باللقب بعد أن قدم لاعبوه مردوداً رائعاً وأصبح نجمه حاج عيسى مرشحاً للفوز بلقب أفضل لاعب في المسابقة، فيما فاجأ الفيصلي الأردني المتتبعين بنتائج رائعة كانت آخرها التغلب على القلعة البيضاء"الزمالك"في عقر داره. وتعيش مدينة سطيف، إحدى قلاع الكرة بالجزائر، منذ أيام على توقيت العرس العربي، ولا حديث لسكانها وسلطاتها سوى عن المغامرة العربية للنسر الأسود أو"الكحلة والبيضاء"باللهجة الجزائرية وتعني الأسود والأبيض آملين بأن تتوج بلقب بطولة المليون ونصف المليون دولار. وسارعت السلطات المحلية إلى تثبيت 18 شاشة عملاقة في عاصمة الولاية المحافظة فضلاً عن عشرات الشاشات في البلديات التابعة لها 61 بلدية لتمكين مشجعي الفريق من متابعة المباراة عن كثب و"على المباشر". ولم يتم بيع سوى 18 ألف تذكرة. وتحسباً للموعد المهم باشر الفريق السطيفي منذ بداية الأسبوع بمدينة العلمة 27 كلم شرق مدينة سطيف معسكر فضل المدرب رابح سعدان ان يكون مغلقاً بعيداً عن الأعين والضغط الجماهيري. وفيما تركز الإعداد في الأيام الأولى من المعسكر على الجانبين البدني والنفسي، وأخذ الجانب التكتيكي والتقني نصيباً أوفر في الإعداد، ولا سيما في الأيام الثلاثة الأخيرة. ويأمل الفريق الجزائري استغلال عاملي الملعب"ملعب الانتصار"والجماهير، لتحقيق فوز بفارق مريح يجعله بمنأى عن أية مفاجآت غير سارة بمباراة الإياب. والتقى الفريقان مرتين في نظام المجموعات هذا الموسم كانت الغلبة للفريق الأردني ذهاباً ب1-صفر قبل أن يتعادلا سلباً في الإياب في سطيف. وقال رئيس النادي عبدالحكيم سرار ل"الحياة":"لم يحدث ولا مرة أن بلغ الوفاق نهائياً بأي مسابقة ولم يتوج بلقبه"مضيفاً:"يكفينا الفوز بهدف نظيف في سطيف لنعانق الكأس بعمان". والحق أن الرئيس سرار صادق في كلامه، فقد بلغ فريقه ست مرات نهائي مسابقة كأس الجزائر المسابقة الثانية بالدوري الجزائري وتوج بها جميعها ليكون أول فريق جزائري يتوج بهذا العدد من الكؤوس قبل أن يتوج باللقب الأفريقي الغالي كأس الأندية الأفريقية البطلة رابطة أبطال أفريقيا حالياً عام 1988 عندما تخطى الأهلي المصري في النصف النهائي وأمطر النيجيري إيوانوانيو في النهائي برباعية تاريخية. وأكمل الإنجاز بتتويجه في العام الموالي بلقب الأفروآسيوي عندما هزم السد القطري ذهاباً وإياباً. وقبل ساعات من المباراة الحسم تلقى الفريق ومشجعوه ضربة موجعة عندما تأكد رسمياً غياب مهاجمه يسعد بورحلي 32سنة عن المواجهة بعد معاودة آلام الإصابة التي ظل يشكو منها قبل أسابيع وخضع بسببها لجراحة أبعدته عن الميادين نحو شهرين. وعندما عاود اللعب واشترك في مباراتي أهلي جدة والعناصر ضمن الدوري المحلي عاودته الآلام مجدداً وتقرر عدم إشراكه اليوم، وسيضطر للتغيب عن فريقه إلى حين مباراة الإياب في السابع عشر من الشهر الجاري. وبلا شك فإن طعم افتقاد"الثعلب"كما يصفه أنصاره لن يعوضه، برأيهم، سوى عودة صانع ألعاب الفريق الأزهر حاج عيسى الذي باشر منذ أسبوع تدريباً مع رفاقه بعد التأكد من تعافيه من الإصابة التي طاردته منذ نحو شهرين. بيد أن ذلك قد لا يشفع له بالاشتراك من أول المباراة بسبب طول غيابه عن المنافسة. واعتبر رئيس وفاق سطيف عبدالحكيم سرار العقوبات المسلطة من الاتحاد العربي على أهلي جدة بأنها"تشرف الهيئة الكروية العربية"مضيفاً أنها"أنصفت فريقه"على رغم تغريمه بخمسة آلاف دولار. وتابع موضحاً:"على رغم أن العقوبة المسلطة على فريقنا قاسية جداً إلا أنها ستدفع دون شك مشجعينا إلى الاحتراس وعدم إلقاء الألعاب النارية لما فيها من خطر على حياة اللاعبين وأرضية الملعب". من جانبه، اعتبر رئيس اتحاد الكرة الجزائري عبدالحميد حداج قرارات لجنة الانضباط التابعة للاتحاد العربي بأنها"منطقية"، وأكد أن ما بدر من لاعبي أهلي جدة وبعض إدارييها من سلوكات وتصريحات ضد النادي الجزائري ومشجعيه"أمر لا يمكن السكوت عنه".