استبعد رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية العامة شاباك آفي ديختر أن تأتي نتائج الانتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية ب"تغييرات دراماتيكية"ترجوها اسرائيل في كل ما يتعلق بمحاربة السلطة"الارهاب"، مضيفاً ان السلطة الفلسطينية"كانت وستبقى ملاذاً للارهابيين". وكان ديختر يتحدث الى أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس في سياق تقديم التقرير الاستخباري نصف السنوي الذي ملأه بتقديرات سوداوية اسرائيليا تعود أساساً الى معارضته انسحاب اسرائيل من الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر المعروف ب"محور فيلادلفي"، ليتبين أمس انه يعارض أيضاً انسحاب جيش الاحتلال من شمال الضفة الغربية. وقال رئيس"شاباك"ان الانسحاب من المحور المذكور"غير معقول من الناحية الأمنية"حتى ان تم تنسيقه مع مصر. وأضاف انه على رغم سيطرة جيش الاحتلال الاسرائيلي على المحور نجح الفلسطينيون في تهريب أسلحة من مصر الى القطاع شملت خمسة صواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف من طراز"ستريلا"وسيكون الوضع اسوأ بكثير في حال انسحابنا وعملياً سيتحول جنوب اسرائيل المحاذي للقطاع الى"جنوبلبنان ثان"، في اشارة الى عمليات المقاومة اللبنانية التي أرغمت اسرائيل على الانسحاب من لبنان. وتابع ديختر محذراً من انسحاب الجيش من مناطق شمال الضفة الغربية في اطار خطة"فك الارتباط"ما سيؤدي برأيه الى زيادة"النشاط الارهابي"في هذه المنطقة"ليصل مستواه الى مستوى الارهاب في غزة". وزاد انه ينبغي مواصلة السيطرة العسكرية على شمال الضفة للحيلولة دون تعرض مدن وسط اسرائيل الى قذائف"القسام". وأضاف ان اكثر من 50 في المئة من"العمليات الارهابية"تنطلق من قطاع غزة وان سجون الاحتلال لم تعد قادرة على استيعاب"مزيد من الارهابيين الصغار"بسبب ازدحامها بآلاف المعتقلين الفلسطينيين"ما يدفع بنا الى تفضيل اعتقال الأسماك الكبيرة على المخربين الصغار". ووصف ديختر فلسطينيي القدسالمحتلة ب"فلسطينيين ايديولوجيا واسرائيليين من حيث قدراتهم على تنفيذ عمليات عدائية"، وقال ان 20 في المئة من الاسرائيليين الذين قضوا العام الماضي في عمليات قتلوا"جراء عمليات نفذها عرب القدسالشرقية". وتفند هذه الأرقام ادعاءات مسؤولين سياسيين كبار بأن فلسطينيي المدينة المقدسة لا يشاركون في الانتفاضة بفعل حملهم الهوية الاسرائيلية، وفقاً لقانون"توحيد شطري المدينة". ورأى مراقبون في تقويمات ديختر دعماً لموقف نواب اليمين الاسرائيلي المعارضين خطة"فك الارتباط"عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، ما استدعى بعضهم أمس الى اشتراط تنفيذ الخطة بالتنسيق مع الفلسطينيين وبشروط أبرزها تعهد فلسطيني رسمي بوقف كل أشكال المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الاسرائيلي. الى ذلك، تعرض ديختر الى العصابات اليهودية الارهابية التي تنشط في المناطق الفلسطينية المحتلة بالقول انها قليلة العدد، مقراً ان الاستخبارات تواجه صعوبات في اختراق صفوفها. وأضاف ان هذه الجهات تؤيد اللجوء الى العنف لتحقيق أهدافها وتحركها في ذلك ايديولوجياً متطرفة وإلمام بمعلومات عسكرية ودنو من مصادر الأسلحة.