تحاول بيسان الشيخ في مقالها"الترجمة ليست تفصيلاً""الحياة"12 أيار 2007 إظهار العيوب التي تشوب الترجمة الفورية على شاشات الفضائيات بتسليطها الضوء على بعض الصعوبات التي تواجه المترجم الفوري إثناء قيامه بمهمة الترجمة في البرامج الحية، وتوحي لنا في النهاية إن مهمته تلك أشبه بالمستحيلة ومن ثم فإن على المشاهد أن لا يثق تماماً بما يقوله المترجم. غير انني اختلف معها في هذا الأمر وأجد فيه انتقاصاً من قيمة الجهد الذي يبذله المترجم الفوري. والحق يقال إن البرامج الحية التي تبثها القنوات المتخصصة الأبرز تحظى بترجمة فورية من مستوى عال و أظن إن المشاهد المتابع لما تبثه قنوات"الجزيرة"وپ"العربية"وپ"الحرة". يشعر بذلك عندما يرد الضيف الأجنبي على سؤال المذيع مباشرة ويتناول بإسهاب القضية موضوع البحث التي يتضمنها السؤال الموجه إليه باستثناء حالات قليلة يطلب فيها إعادة السؤال، وربما يعود السبب في ذلك إلى صعوبات تقنية في البث أو الى مشكلة فنية أخرى غير الترجمة. پپپ وأذكر على سبيل المثال برنامجاً لقناة"الحرة"استضاف السيد مثال الألوسي عضو مجلس النواب العراقي واثنين من المتحدثين الأميركيين. فقد اختلف الألوسي مع احدهما عندما راح الضيف الأميركي المناهض للتدخل العسكري الأميركي في العراق يهوِّل بأرقام الخسائر الأميركية و يبالغ بأهمية استطلاعات الرأي وتأثيرها في السياسات الأميركية فوجه إليه الالوسي كلاماً قاسياً ما أن استمع الضيف إلى ترجمته حتى استشاط غضباً وانسحب على الطريقة العربية من البرنامج، أي إن المترجم في هذا اللقاء نقل ما قاله المصدر بأمانة و أدى مهمته بحرفية و مهنية عاليتين من دون محاولة اللجوء إلى تعابير اقل حدة أو أكثر ديبلوماسية. پپپ إن الإعلام العربي الذي قطع شوطاً لا بأس به في مجال البث الفضائي أصبح يؤدي دوره كما ينبغي وبمنتهى الكفاءة. ولا شك في أن اختيار القنوات الفضائية المتخصصة للإعلامي يخضع لمعايير صارمة تسري أيضاً على المترجم الفوري الذي يؤدي دوراً يوازي في أهميته دور مقدم البرنامج الرئيس بل يفوقه أهمية في بعض الأحيان. رعد الجواهري - بريد الكتروني