مرة جديدة، تحوّلت الأنظار إلى كوريا الشمالية التي أطلقت أمس صواريخ قصيرة المدى في اتجاه بحر اليابان من دون أن تشكل تهديدا للأرخبيل، في وقت تراوح فيه أزمة الإفراج عن الأرصدة الكورية الشمالية المجمدة في ماكاو مكانها، والتي تشترط بيونغيانغ حلها للبدء في تفكيك برنامجها النووي. ونقلت وكالة"كيودو"اليابانية للانباء عن"مصادر قريبة من العلاقات اليابانية- الاميركية"ان بيونغيانغ"اطلقت صباح الجمعة صواريخ عدة قصيرة المدى". وهو نبأ أكدته الاستخبارات الكورية الجنوبية، في حين رفض وزير الدفاع الياباني التعليق. وقلل البيت الابيض من اهمية التجربة، مشيراً الى انها تبدو"تدريباً روتينياً". ونقلت قناة"ان اتش كاي"التلفزيونية اليابانية العامة عن مصدر حكومي ان الامر لا يتصل بصواريخ بالستية على غرار"تايبودونغ 2"الذي يراوح مداه بين 3500 و6000 كلم او"رودونغ"1300 كلم. وأضاف المصدر:"يبدو ان مدى هذه الصواريخ هو الأقصر بحيث لا تشكل تهديداً أمنياً مباشراً على اليابان". وقال ناطق باسم الاستخبارات الكورية الجنوبية:"يبدو ان إطلاق كوريا الشمالية صواريخ يشكل جزءاً من تدريبات عسكرية روتينية تجري سنوياً". تأتي هذه التطورات في مرحلة توتر بين كوريا الشماليةواليابان, بعدما فرضت الاخيرة عقوبات اقتصادية مشددة على بيونغيانغ اثر الاختبار النووي الكوري الشمالي في التاسع من تشرين الاول اكتوبر 2006. واطلقت الصواريخ أمس من السواحل الشرقية والشمالية لكوريا الشمالية, بحسب الإعلام الياباني. وتؤكد سيول ان لدى كوريا الشمالية 600 صاروخ"سكود"يراوح مداها بين 300 و500 كلم ومئة صاروخ متوسطة المدى من طراز"رودونغ اي"1300 كلم. وتخشى الولاياتالمتحدة ان تسعى بيونغيانغ الى تطوير صاروخ عابر للقارات يبلغ مداه عشرة الاف كلم ويستطيع تالياً بلوغ اراضيها. ونشرت اليابان اخيراً اول نظام دفاعي مضاد للصواريخ في قاعدة عسكرية قريبة من طوكيو، رداً على التهديد الكوري الشمالي. وهذا النظام من تصميم أميركي وكان مقرراً نشره بعد نحو سنة. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع اليابانية ان الجيش الياباني نشر بطاريتي صواريخ ارض جو من طراز"باتريوت"في قاعدة"ايروما"الجوية شمال طوكيو. كما تنوي اليابان نشر صواريخ اعتراض من طراز"باك 3"في 11 قاعدة عسكرية شرق الارخبيل وغربه بحلول اذار مارس 2011. ويبلغ شعاع عمل هذه الصواريخ عشرين كليومترا. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن وزير الدفاع كيم جانغ سو سيتوجه بعد غد إلى الهند وسنغافورة في زيارة تستغرق أسبوعاً، يشارك خلالها في منتدى الأمن الاقليمي وتبادل الأراء حول الطموحات النووية الكورية الشمالية وغيرها من القضايا المتعلقة بالأمن الاقليمي. مفاعل يونغبيون في المقابل، توقع كبير المفاوضين الأميركيين كريستوفر هيل إزالة"العقبة"التي تحول دون التزام كوريا الشمالية بتعهدها بشأن إغلاق مفاعلها النووي في يونغبيون خلال الشهر الجاري. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إن هناك خطوات بدأ اتخاذها في ما يتعلق بحل المشكلات الفنية التي تعوق إنهاء تجميد أرصدة كوريا الشمالية في مصرف"بنكو دلتا إجيا"في ماكاو، في إطار اتفاق جرى التوصل إليه مع بيونغيانغ في شباط فبراير الماضي. وقال هيل:"من الواضح أننا دخلنا في موضوعات فنية وتنظيمية وقانونية صعبة للغاية في ما يتعلق بمسألة المصرف... ونحرز تقدماً في هذا الأمر". وعن إمكانية حل المسألة خلال الشهر الجاري، قال هيل:"أعتقد ذلك. نعم"، معرباً عن أمل واشنطن في أن تفي بيونغيانغ بوعدها بمجرد حصولها على الأموال. تجدر الإشارة إلى أن هيل يزور مانيلا لحضور اجتماعات تحضيرية لقمة منتدى آسيان الاقليمي المقرر عقدها في آب أغسطس المقبل. قنابل عنقودية في إطار منفصل، ايدت اليابان أمس استخدام القنابل العنقودية المثيرة للجدل، مؤكدة انها بحاجة اليها للدفاع عن نفسها مع محاولة دول في أنحاء العالم الدفع بإعلان يحظر هذا السلاح. وقال وزير الدفاع الياباني فوميو كيوما ان اليابان لن تستخدم القنابل العنقودية للهجوم على دول أخرى، لكنها تخزنها لمنع أي قوات غازية من النزول الى شواطئها. وتجتمع وفود ممثلة لنحو سبعين دولة في عاصمة بيرو، ليما، بعد أيام لتوقيع اعلان دولي يحظر القنابل العنقودية التي تنشر عدداً كبيراً من القنابل الصغيرة القاتلة لدى انفجارها. ولن تشارك الولاياتالمتحدة وروسيا والصين أكبر الدول المنتجة للذخيرة العنقودية في العالم في مؤتمر ليما. ويعتقد أن أكثر من سبعين دولة تخزن قنابل عنقودية. وتجادل اليابان بأن أي حظر على السلاح لن يكون فعالا طالما رفضت الدول المنتجة للقنابل العنقودية دعمه.