وصف رئيس الهيئة التنفيذية ل "القوات اللبنانية" سمير جعجع تنظيم "فتح الإسلام" بأنه "رأس حربة لقلب الأوضاع في لبنان واعادته الى سنة 1975". وقال في مؤتمر صحافي عقده في بزمار أمس:"ما شهده لبنان في اليومين الأخيرين جرى وفق خطة واضحة المعالم، هدفها إشعال فتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين ولو لم يتم تدارك تلك الخطة لبنانياً وفلسطينياً لعدنا الى 75". وكشف جعجع تفاصيل الخطة بعد حديث مسهب عن"فتح الاسلام"وقائدها شاكر العبسي المحكوم عليه بالاعدام في الأردن والذي كان موقوفاً في سورية وأطلق بعد الانسحاب السوري من لبنان سنة 2005، وقال:"نصت الخطة على أن تقوم"فتح الاسلام"بعملية ما، كما حصل في سرقة البنك في أميون، فيذهب الجيش لملاحقتها فيبدأ الاشتباك معها في مخيم يوجد فيه فصيل فلسطيني يأتمر بالاستخبارات السورية، عندها يقوم الموالون لسورية بتأليب الرأي العام الفلسطيني ضد الجيش اللبناني بأنه يهاجم المخيمات - وهذا ما حصل بالأمس تماماً - فتتدخل"القيادة العامة"المتمركزة في الناعمة وفي مخيمي قوسايا وحلوى على الحدود اللبنانية - السورية، و"عصبة الأنصار"من مخيم عين الحلوة، ولا تعود"منظمة التحرير الفلسطينية"قادرة على مواجهة الوضع فتضطر الى الدخول في الموجة، فنعود الى 75 أو الى ما قبل 2005. عود على بدء". وأضاف جعجع:"من أجل هذا تحرك اللبنانيون والفلسطينيون بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وأوقفوا هذه الموجة لعدم السماح بالانجرار الى صراع كبير بين اللبنانيين والفلسطينيين من مخيم نهر البارد الى مخيم الرشيدية جنوبلبنان ومن البقاع الى بيروت يؤدي الى انقلاب الواقع اللبناني كله". وأضاف جعجع:"الخطة ليست بسيطة، وهي تأتي في سياق كل المحاولات التي جرت منذ 14 آذار 2005 الى الآن، وللأسف فإن البعض ينتقد في هذه الظروف حكومة الرئيس فؤاد السنيورة". وتابع:"فتح الإسلام"هي رأس حربة في محاولة قلب الأوضاع، وهذه منظمة ارهابية ومجرمة وحاقدة وكارثة على البشرية، كارثة في طريقة تصرفها وأهدافها، والحل الوحيد يكمن في أن يتعقبها الجيش اللبناني ويطارد قياداتها وصولاً الى آخر عنصر فيها، وطالما بقي هناك فرد حر طليق قد يكمل المخطط الحالي ويبقى المواطن اللبناني في خطر". وشدد جعجع على ضرورة دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والحكومة"التي أعطت الجيش كل الدعم والتعليمات اللازمة"، مؤكداً أن"لا علاقة للفلسطينيين بما يحصل، فهم ضحايا مثلنا، والعناصر الفلسطينيون في"فتح الاسلام"لا تشكل نسبتهم 10 في المئة والبقية الله أعلم بجنسياتهم". وقال:"ليعرف الشعب اللبناني كله أننا والفلسطينيين نخوض معركة واحدة، الفلسطينيون لا علاقة لهم بهذه الظاهرة، وكل ذنبهم أن"فتح السلام"أقامت بينهم بالقوة، وهم لم يكن في امكانهم أن يفعلوا شيئاً لأن المخيم الذي أقامت فيه"فتح الاسلام"تسيطر عليه فصائل موالية لسورية". ودعا جعجع الى وقف السجال السياسي حالياً والوقوف وراء الحكومة والجيش وقوى الامن الداخلي. وقال:"نشرنا غسيلنا بما فيه الكفاية ويمكننا أن نبقى ننشره الى أبد الآبدين، لكن في الوقت الحاضر لا سبيل أمامنا سوى الالتفاف حول الحكومة المؤسسة الوحيدة المتبقية في الدولة، بعدما غيبوا المجلس النيابي ورئاسة الجمهورية، ونقف وراء الجيش وقوى الأمن حتى يكملوا العملية". وأثنى جعجع على مواقف السنيورة ورئيس كتلة"المستقبل"النائب سعد الحريري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذين اتخذوا"مواقف جريئة وشجاعة ولم يتوقفوا عند أي اعتبار"، متمنياً عليهم"الاستمرار على مواقفهم لنخلص لبنان". وطلب جعجع من كل الشعب اللبناني أن يلتف حول الحكومة والجيش وقوى الامن لانجاز المهمة وتوقيف كل افراد"فتح الاسلام". وأشار الى توافر كل الأغطية المحلية والعربية والدولية لمهمة الجيش. وأوضح جعجع:"لا نتهم سورية، لكن كل المعطيات والأهداف التي اختارتها"فتح الاسلام"تؤكد أن سورية تقف وراءها، ولو اختارت القوات الدولية أو سفارة هدفاً لها لكنا قلنا غير ذلك". وشبّه علاقة سورية ب"فتح الاسلام"بعلاقة اميركا بالمجاهدين الأفغان في الثمانينات. ولفت الى أن العبسي جند في السجن في سورية، ثم انتقل الى مخيمات فلسطينية على الحدود، حيث تسيطر فصائل تعمل بإشراف الاستخبارات السورية مثل"فتح الانتفاضة"و"القيادة العامة"، ودرّب مجموعات، ثم حاول أن ينتقل الى مخيم برج البراجنة فلم يفلح ثم البدواي كذلك الأمر، ثم انتقل الى نهر البارد حيث استقر. واعتبر جعجع أن"الأشرس من الهجوم العسكري هو التعبئة الاعلامية التي حاولت تصوير العملية على غير ما هي عليه، خصوصاً أن هناك أصواتاً كان مطلوباً منها ألا تسهم فيها". وأسف"لأن يستغل بعض السياسيين الحادث قبل أن تجف دماء الشهداء، في معاركهم الداخلية في الوقت الذي يجب أن نلتقي فيه موالاة ومعارضة، نظراً الى الخطر الذي يتعرض له البلد". ودافع جعجع عن أداء الحكومة سائلاً:"هي تعمل أقصى ما فيها، علماً أنها مطوقة من رئاسة الجمهورية الى المجموعات قرب السراي". ووصف ذلك ب"الفجور أكثر منه سياسياً". وأوضح أن المنتقدين اليوم كان رموز السلطة السابقة، مذكراً بطريقة معالجتهم حل الميليشيات اللبنانية ونزع سلاحها بينما تركوا السلاح في المخيمات، وبطريقة تعاطيهم مع"عصبة الانصار"التي اغتالت القضاة الأربعة. ووصف جعجع اقتراح الرئيس إميل لحود تشكيل حكومة وفك الاعتصام بالتزامن بأنه"ليس جدياً"، معتبراً أن لحود"يحاول أن يأخذ تحت ضغط"فتح الاسلام"ما لم يستطع ان يأخذه في المرحلة السباقة، فهل هذا يجوز؟".