رفض رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة "استنساخ رئيس جديد للبنان على الصيغة السورية"، وأكد "أن اللبنانيين يعملون جهدهم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده المحدد". ورجح أن يكون زعيم تنظيم"فتح الاسلام"شاكر العبسي"موجوداً داخل لبنان وأنه لن يستطيع الهروب الى سورية التي قد تقتله لتظهر بمظهر المحارب للإرهاب". وقال السنيورة خلال سحور استضافه اليه وزير التعليم العالي الاماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في اليوم الثاني لزيارته الرسمية دولة الامارات العربية المتحدة وحضره جمع من رجال السياسة والاقتصاد الإماراتيين وأعضاء من مجلس العمل اللبناني - الاماراتي وأبناء الجالية اللبنانية:"لبنان يحدوه الأمل الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحظى بإجماع اللبنانيين". وتجنب السنيورة الحديث عن تفاؤل أو تشاؤم في هذا المجال، وقال:"نعمل كل جهدنا للسير بهذا الاستحقاق وتعزيز الديموقراطية في لبنان وفق صيغة العيش المشترك والتي لا يمكن تحقيقها الا بقبول الآخر". واعتبر"أن سورية كان لها خلال وجودها في لبنان الكثير من المواقف الايجابية التي ساعدتنا على تجاوز الكثير من الاختلافات والمحن ومنع الفتنة، غير أنها تعمل حالياً على استنساخ لبنان على الصيغة السورية ونحن نعمل من أجل وجود رئيس يكون لجميع اللبنانيين". ولفت الى الدور السوري في التمديد للرئيس أميل لحود، وقال:"إن تعديل الدستور ممكن ولكن ليس لحساب أشخاص". وشدد على أن لبنان يمضي في معاركه"نيابة عن العرب والمسلمين ونواجه معارك تفرض علينا". پواتهم السنيورة دمشق"بتيسير دخول شاكر العبسي الى لبنان عبر طرق غير شرعية"، وقال:"معركة الشمال مع"فتح الاسلام"فرضت علينا وكان لا بد من مواجهتها والقضاء عليها على رغم تحذيرات رئيس الجمهورية والسيد حسن نصر الله الأمين العام ل"حزب الله" بأن مخيم نهر البارد خط أحمر". وأكد ان"لم يكن من بد أمام الجيش اللبناني سوى التعامل مع عصابة"فتح الاسلام"التي انتشرت في مخيم نهر البارد وسيطرت على جماعة"فتح - الانتفاضة"واستقطبت الكثير من المجموعات الارهابية التي دخلت الى لبنان آتية من العراق وبقاع أخرى وتضم أفراداً من اللبنانيين والسعوديين واليمنيين والسوريين والفلسطينيين والأتراك والتركمان والشيشان وغيرهم وارتكبت الكثير من الجرائم لإحداث الفتنة بين المسيحيين والمسلمين وكان آخرها ذبح نحو 30 جندياً لبنانياً في خيمهم". وقال:"العبسي وعصابته سرطان كان سيتفشى في لبنان لولا القضاء عليها بالقوة"، مشيراً الى التضحيات التي قدمها الجيش اللبناني والتي وصلت الى نحو 170 شهيداً ومئات الجرحى وعشرات المعوقين، إضافة الى التدمير الذي حدث للمخيم وتشريد أكثر من عشرة ألاف أسرة كانت تقيم فيه، والآثار الاقتصادية الكبيرة التي عانى منها اللبنانيون والفلسطينيون على حد سواء". ورجح السنيورة أن يكون العبسي على قيد الحياة وفي لبنان، واستبعد فراره الى دمشق. وقال:"ربما يدرك جيداً أن سورية ستعمد في حال وصوله اليها الى قتله لتقدمه دليلاً، بحسب رأيها، على أنها تحارب الارهاب". ونوه بدور القوى الفلسطينية في المخيمات الفلسطينية في لبنان والتي"ناءت بنفسها عن العبسي وعصابته"، وأكد حرص لبنان على علاقة الاخوة اللبنانية - الفلسطينية"، لكنه شدد على أنه"لا يمكن لبنان أن يسمح بوجود دولة داخل الدولة". وقال:"شعرنا في الحكومة بوجود المشكلة في المخيمات الفلسطينية وبأنه لا بد من حلها وايجاد علاقة مبنية على الثقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني وشكلنا لجنة مشتركة لحل كل المشكلات الانسانية التي يعاني منها سكان المخيمات". وانتقل السنيورة مساء الى الكويت المحطة الثانية في جولته على الدول المانحة لتوفير المساعدات لإعادة اعمار مخيم نهر البارد ومحيطه. وكان في استقبال السنيورة لدى وصوله الى مطار الكويت الدولي رئيس مجلس الوزراء والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ووزير الدفاع الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء فيصل محمد الحجي، ونائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي جراح الصباح، وعدد من الشيوخ والوزراء والمحافظين وكبار المسؤولين في ديوان رئيس مجلس الوزراء وسفيرا البلدين.