طالب مؤرخون وباحثون عرب وأوروبيون بإقامة مؤتمر دولي في السنة 2009 في ذكرى مرور أربعة قرون على طرد العرب من الأندلس يكون محوره "الانعكاسات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية لطرد الموريسكين". جاء هذا في ختام أعمال المؤتمر العالمي الثالث عشر للدراسات الموريسكية الأندلسية الذي أقامته في تونس مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات واللجنة الدولية للدراسات الموريسكية الأندلسية واستمر ثلاثة أيام. وشارك في المؤتمر خمسون باحثاً من اسبانيا وباكستان وبورتو ريكو وتونس والجزائر والشيلي وفرنسا والولايات المتحدة. ودار المؤتمر حول محورين رئيسين هما التأثيرات الشرقية في الأدب الألخميادي الموريسكي وتعاطي محاكم التفتيش مع الموريسكيين الأندلسيين في القرنين السادس عشر والسابع عشر في اسبانيا وأميركا اللاتينية. وقدمت خلال الجلسات العلمية التسع للمؤتمر 24 ورقة بالاسبانية والفرنسية، ألقاها باحثون من أجيال مختلفة، وبرز بينهم شباب من الجيل الجديد عرضوا آخر ما توصلوا اليه في أبحاثهم في مجال"الموريسكولوجيا"، معالجين بعض الاشكالات المتصلة بالمصطلحات الدينية الإسلامية والمسيحية في المخطوطات الألخميادية وكذلك علم الدلالة والسحر في الأدب الأخميادي. وألقيت خلال المؤتمر أضواء على اللغة العربية لدى الموريسكيين المنفيين من خلال بحث تناول حياة الموريسكي لوقا في ضوء مصير مخطوط كان مفقوداً، وتوقف باحثون آخرون عند الآثار الباقية للمخطوط ودلالاتها تجاه المطبوع في الأوساط الموريسكية في أراغون. وطرحت أسئلة أخرى حول ما اذا كان الموريسكيون واعين عندما كانوا يكتبون باللغة اللاتينية مع أنها كانت في تلك الأيام لغة الكنيسة ومحاكم التفتيش. وبدت الإجابة على السؤال عسيرة لأن اللغة العربية أبصرت موتاً افتراضياً وليس موتاً حقيقياً كون الموريسكيين لم يتخلوا عنها أبداً، وانما حملهم الصراع الديني على تغيير لغتهم. كذلك أشار باحثون الى الفوارق الاجتماعية والثقافية بين الموريسكيين أنفسهم باعتبار وجود متعلمين بينهم وآخرين أميين. ونادى المشاركون في المؤتمر بإنشاء مخبر للبحث من دوره ترجمة مئات الأعمال والأطروحات حول الذاكرة الجماعية للموريسكيين الأندلسيين. لكن باحثين آخرين دعوا للكف عن النظر الى الأدب الأخميادي الموريسكي دائماً في جانبه المتعلق بالجدل الديني فقط، وحضوا على تجاوز تلك النظرة المتفق عليها لإعطائه أهدافاً أخرى أساسية في علاقة مع الفعل السياسي. كما أثيرت مسائل أخرى حول محاكم التفتيش في اسبانيا وأميركا والمقاومة النسائية والشبابية وحول المدجنين، وكذلك حول وضعية الأبحاث والدراسات المعمارية الموريسكية الأندلسية في تونس خلال العقود الثلاثة الأخيرة. وتزامن المؤتمر مع صدور أعمال المؤتمر الثاني عشر للدراسات الموريسكية بعنوان"الصور الأدبية للموريسكيين وكتاباتهم ولغتهم في القرن السادس عشر". وكانت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات نظمت في السنة 1992 مؤتمراً تاريخياً دولياً لمناسبة ذكرى مرور خمس مئة سنة على سقوط غرناطة بمشاركة مائة باحث ومؤرخ من بلدان مختلفة. وعُقدت منذئذ سلسلة من المؤتمرات الموريسكية التي نشرت المؤسسة أعمالها.