سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عنصر من "فتح الإسلام" يفجر نفسه في طرابلس وفصائل المنظمة والتحالف تتفق على خطوات لوقف النار . الجيش اللبناني يحقق تقدماً على محاور نهر البارد والإغاثة تدخل المخيم رغم خرق الهدنة
في اليوم الثالث للاشتباكات الدامية بين تنظيم"فتح الإسلام"والجيش اللبناني في مخيم نهر البارد شمال لبنان توجهت الأنظار في اتجاهين: الوضع الصعب لسكان المخيم وإمكان توجيه ضربة حاسمة للتنظيم المسلح الذي تضاربت المعلومات حول تموقعه في مراكز عسكرية معروفة أو تغلغله وسط السكان. وللمرة الرابعة أعلنت هدنة لساعتين على الأقل لإجلاء الضحايا والمصابين خُرقت بعد أقل من ساعة لتندلع الاشتباكات من جديد. وتفاوتت المعلومات حول الجهة التي باشرت خرق الهدنة. ففيما قالت مصادر أمنية أن الجيش رد على مصادر النيران في المخيم، نفت"فتح الإسلام"أن يكون عناصرها خرقوا الهدنة. وتردد أن بعض عناصر"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"الذين يقاتلون إلى جانب"فتح الإسلام"هم من استأنف إطلاق النار. وكان الناطق باسم"فتح الإسلام"أبو سليم طه قال في وقت سابق من النهار:"نحن أخذنا المبادرة بالإعلان عن وقف إطلاق النار ابتداء من الساعة الثانية والنصف ونطالب الجيش بالالتزام به". وأضاف:"نريد وقف إطلاق النار لمنع ترويع المدنيين وإجلاء الجرحى ولإيقاف معركة جررنا اليها". وأوضح طه ان تنظيمه لن يرد على الفور في حال عدم التزام الجيش اللبناني بوقف إطلاق النار من دون ان يحدد مهلة زمنية معينة. وقال"إذا أصر الجيش على إطلاق النار في البداية سنصبر لإثبات حسن النية ولكننا سنرد لاحقاً إذا استمر". ولكن وفي مقابلة تلفزيونية قال المسؤول الإعلامي ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة"أنور رجا"أن هناك طرفاً ثالثاً دخل على الخط لخرق وقف إطلاق النار"، محدداً الطرف بأنه"تيار المستقبل". فرد"تيار المستقبل"في الشمال بنفي هذه"الأنباء الكاذبة"نفياً قاطعاً والتي"يطلقها تنظيم خارج عن القانون من أجل تأجيج الصراع ونقله إلى أماكن أخرى". وفي الوقت نفسه، أصدرت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني بياناً جاء فيه:"تكرر قيادة الجيش التزامها الحرص الشديد على أرواح المدنيين، لبنانيينوفلسطينيين على حد سواء، وتنفي الادعاءات التي تروجها بعض الجهات حول استهداف منازل المدنيين او أماكن العبادة". وكان أمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين اتهم الجيش اللبناني بقصف مخيم نهر البارد"عشوائياً"مهدداً بانتفاض سائر المخيمات إذا لم يتوقف هذا القصف. وأدرج الجيش اللبناني هذه"الادعاءات"في إطار تعمية الحقائق"بهدف التأثير في الرأي العام وتحويله عن موقفه الملتف حوله"مؤكداً انه يلتزم"الرد الدقيق على مصادر النيران". وتواصلت الجهود الإنسانية لإرساء الهدنة ولتتمكن آليات المؤسسات الإنسانية من إيصال المساعدات الطبية والغذائية الى مخيم نهر البارد، فأكد ناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا ان قافلة لها تضم أربع سيارات محملة بالمواد التموينية والطبية وبمولدات كهربائية دخلت الى المخيم بعد توقف الاشتباكات عصراً. ووصلت الى مدخل المخيم الجنوبي قافلة مساعدات أعدتها منسقية الشمال في"تيار المستقبل"وكتب على الشاحنات"هدية الى أهلنا في مخيم نهر البارد عن روح الشهيد رفيق الحريري". وانتظرت قافلات إغاثة تابعة للأمم المتحدة ساعات طويلة في انتظار السماح لها بالدخول. وحاولت إحدى الشاحنات الدخول فتعرضت الى إطلاق نار ما أدى الى وقوع إصابات. ميدانياً، علمت"الحياة"أن الجيش تمكن من السيطرة على قاعدة تابعة ل"فتح الإسلام"في منطقة خان العبدة التي تبعد نحو 100 متر عن حاجز الجيش، وتقدم قليلاً في اتجاه المنية فيما استمر القصف العنيف والمركز بكثافة نيران بلغت 5 قذائف مدفعية في الدقيقة الواحدة، مستخدماً المدفعية البعيدة المدى ومضادات الصواريخ وقذائف الهاون. وعلم أن القصف تركز على مبنى التعاونية الذي يضم مخزن ذخائر في حي المهجرين. وتردد أن الجيش اقتحم موقعاً ومنازل لمقاتلي"فتح الإسلام"قرب محطة كنعان عند مدخل المخيم لجهة العبدة واعتقل 5 عناصر لكن هذه المعلومات لم تتأكد. وعلم ان الجيش قبض بعد ظهر أمس عند مفترق بلدة البلمند على مسلحين من عناصر التنظيم المذكور. وسجل تقدم للجيش على ثلاثة محاور من المدخل الجنوبي ومن مفترق المحمرة والمدخل الشمالي حيث دارت اشتباكات عنيفة داخل المخيم ومشط الجيش محيط بلدة المحمرة على أوتوستراد العبدة والمنازل التابعة ل"فتح الإسلام"على تخوم نهر البارد. كما حلقت طوافات عسكرية لبنانية فوق موقع الاحداث في نهر البارد وبعض المناطق من حين الى آخر ضمن مهمات عسكرية إضافة الى نقل العناصر والجرحى الى داخل مستشفيات عكار. وفي غضون ذلك، وبالتزامن مع الهدنة حاول شباب المخيم التظاهر في اتجاه ما تبقى من مراكز ل"فتح الإسلام"للضغط على المسلحين وإجبارهم على الالتزام بالهدنة وإنهاء هذه الحال، والسماح بدخول المساعدات والمواد الأولية والغذائية والأدوية الى داخل المخيم ومحاولة وقف إطلاق النار. وكانت قيادة المقاومة الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير وفصائل قيادة التحالف الموالية لسورية عقدت اجتماعاً مع قادة المخيم وأئمة المساجد طالبت فيه بوقف فوري لإطلاق النار وسحب المظاهر المسلحة ل"فتح الإسلام"وقررت تشكيل لجنة تعمل على خطين، الأول في اتجاه قيادة حركة"فتح الإسلام"والثاني في اتجاه قيادة الجيش اللبناني والعمل على وقف النار وسحب المسلحين من الشوارع وابرز البنود التي تم الاتفاق عليها: وقف إطلاق النار وتحويله الى هدنة دائمة. وسحب المسلحين من الشوارع. ومنع وصولهم الى سطوح المباني لمنع إطلاق النار في اتجاه الجيش. وفتح المجال لإدخال المواد الغذائية والأدوية. ونقل الجرحى ودفن القتلى. وفي طرابلس ألقت القوى الأمنية القبض على و.ج في محلة أبى سمراء لتورطه في رصد حركة الجيش ووضع إشارات على المباني في المنطقة. وفي شارع المئتين، وفيما كانت القوى الأمنية ترفع البصمات وتجمع الأدلة الجنائية في مبنى عبدو الذي شهد معارك دامية أول من أمس، شعر رجال الأمن بحركة في الطبقة الخامسة من"البلوك"المواجه للمبنى. وخلال البحث تبين أن هناك فجوة في المطبخ تربط الشقتين. فتم على الفور استحضار قوة دعم اقتحمت الشقة ووجدت في داخلها عنصراً من التنظيم بحزام ناسف، فجر نفسه قبل أن يقع في قبضة القوة من دون وقوع إصابات. واتخذت وحدات مؤللة من الجيش مواقع لها في ساحة عبدالحميد كرامي على مدخل طرابلس الجنوبي وفتشت مبنى"براد الغندور"للاشتباه بوجود مسلحين في داخله. وبادرت جمعية الهلال الأحمر الكويتية بالتبرع بمئة ألف دولار أميركي لمساعدة جمعية الصليب الأحمر اللبنانية. وقالت الجمعية انها اتخذت هذه المبادرة للمساعدة على مواجهة الظروف الحالية الطارئة.