سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زار بغداد في الذكرى الاولى لنيل حكومة المالكي الثقة ... وبعد صواريخ كاتيوشا على السفارة البريطانية . بلير ينقل الى بغداد تصورات مشتركة بحثها مع بوش تتناول المصالحة ... والحوار مع ايران ودورها في العراق
تفقد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير القوات الملكية العاملة في جنوبالعراق وعقد محادثات مع رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني ومع رئيس الوزراء نوري المالكي تناولت مراحل آلية تحقيق المصالحة الوطنية والتوافق السياسي والانسحاب المرتقب للقوات البريطانية او اعادة تمركزها في منطقة البصرة و"تصورات مشتركة بحثها مع بوش تتناول المصالحة... والحوار مع طهران ودورها في العراق". وتزامنت الزيارة مع الذكرى الاولى لنيل حكومة المالكي، التي شارك فيها السنة، ثقة البرلمان وفي الشهر الاخير الذي يسبق تخلي بلير عن الحكم تحت وطأة"الحمل العراقي". وتأتي زيارة بلير، وهي السابعة والاخيرة الى العراق قبل ان يترك الحكم، في اعقاب محادثات عقدها في واشنطن مع الرئيس جورج بوش واسفرت عن التأكيد على ان غزو العراق كان ضرورياً لإحلال الديموقراطية فيه .... وحض بلير، في مؤتمر صحافي مشترك مع طالباني والمالكي عقده في بغداد امس، العراق ليكون عائلة ديموقراطية بعيداً عن ضغوطات الارهابيين والعنف الطائفي. واكد انه ناقش مع القيادة العراقية مجموعة من التحديات والامور المطروحة للنقاش لوضع الحلول الصحيحة لبناء عراق صحيح ديموقراطي". وعن علاقة العراق مع دول الجوار قال بلير ان هناك"معادلة مع دول الجوار يجب ان يتم تحديد مستقبلها من قبل العراقيين انفسهم"معتبراً ان هذا الاجراء يُعد خطوة مهمة للعراقيين والمنطقة بأكمالها. واكد ان العراق بدأ يتواصل مع المصالحة الوطنية ورفض الارهاب والعنف وشدد على ان القوات البريطانية في الجنوب تعمل بشكل جيد في البصرة بوجود الدعم الاستراتيجي العسكري وان هناك بعض الظروف التي يتوجب تجاوزها في هذه المرحلة. وقال بلير:"انا لست نادماً على الاطاحة بصدام، ومستقبل العراق يجب ان يحدده العراقيون، وعلى الدول المجاورة ان تفهم ذلك وان تحترمه". وكانت الطائرة، التي اقلت بلير الى المنطقة الخضراء في بغداد قادمة من الكويت حطت بعد ساعات فقط من تعرض تلك المنطقة لقصف بصواريخ الكاتيوشا. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء ان تعرض المنطقة الخضراء في بغداد للقصف امر معتاد لكنه لم يُشر الى تعرض موقف مقر السفارة البريطانية لاضرار نتيجة القصف. لكن جيمس شو مراسل هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي في بغداد قال ان ثلاث قذائف كاتيوشا اطلقت صباحاً على الموقع الذي كان من المقرر ان يلتقي فيه بلير مع المسؤولين العراقيين ما اسفر عن مقتل رجل امن. وجدد بلير ما كان قاله سابقاً من انه لا يشعر بأي ندم بسبب دوره في الغزو وقال:"لا أشعر بأي ندم بشأن الاطاحة بصدام... لا". وكان استياء الرأي العام البريطاني، وعدد كبير من أعضاء حزب العمال الحاكم من مساندة بلير لبوش والحرب ضد العراق، ارغم رئيس الوزراء البريطاني على التنحي قبل انتهاء فترة ولايته الثالثة وسيترك منصبه في 27 حزيران يونيو ومن المقرر أن يخلفه وزير الخزانة غوردون براون الذي سيزور العراق فور توليه ليعيد تقويم الدور البريطاني فيه بالتشاور مع الحلفاء الاميركيين و"وفق المصالح البريطانية"كما يقول الناطق باسمه. وكانت الهجمات على القوات البريطانية زادت بنسبة كبيرة وكان نيسان ابريل الماضي أكثر الشهور دموية منذ غزو العراق وشهد سقوط 12 جندياً بريطانياً. وستخفض لندن قواتها في البصرة من سبعة الاف الى 5500 وستسحب معظم القوات الى المطار الدولي. وقال الرئيس العراقي في المؤتمر الصحافي ان العملية السياسية بدأت تشهد انسجاماً واضحاً و"ستسير باتجاه توافقات سياسية جديدة". واضاف:"من الناحية السياسية هناك انجازات مقبلة اما من الناحية الدينية فان اتفاق علماء السنة والشيعة على ثوابت جعلت الوضع العراقي في حال افضل". واشار المالكي الى وجود القدرة الكافية لتحريك العملية السياسية على اسس التوافق وقال ان"العملية السياسية لا يمكن ان تتراجع ولا بد من التقدم الى الامام". واضاف ان"الارهاب لا يستطيع اسقاط الدولة والعملية السياسية وان الحكومة العراقية ستبذل قصارى جهدها لمحاربته"لافتاً الى مناقشة عدد من الملفات المهمة منها العلاقة مع دول الجوار وعلاقة العراق مع دول العالم والتحديات التي تواجه بغداد فضلا عن المسألة السياسية وابعادها المحلية والخارجية. وقال ان الحكومة باتت عازمة على استكمال عملية المصالحة الوطنية ومحاربة العنف الطائفي والارهاب واستكمال البناء الاقتصادي والمؤسسات الحكومية. الى ذلك اكد النائب عبدالكريم العنزي، عن كتلة الائتلاف العراقي، ان زيارة بلير تأتي في اطار ترتيب الاوراق قبل اجراء المحادثات الاميركية - الايرانية المرتقبة نهاية الشهر الجاري. وقال ل"الحياة"ان"وضع النقاط الرئيسية بات امراً مهماً قبل المحادثات لا سيما ان الحوار سيركز على التعاون الامني والاستخباري بين الطرفين الذي قد يتبلور الى مشروع قانون مشترك بين العراق وايران". من جانبه لفت النائب سليم عبدالله ان الجانبين الاميركي والبريطاني بدآ الضغط على حكومة المالكي باتجاه تعزيز مشاركة باقي الاطراف السياسية في القرار السياسي وتعزيز قضية المصالحة الوطنية وادخال اطراف جديدة فيها.