كشف الرئيس العراقي جلال طالباني ان ضباطاً عسكريين بريطانيين عقدوا محادثات سرية مع زعماء المسلحين السنة في العراق من أجل تخفيف حدة العنف الطائفي الذي يجتاح البلاد. وقال طالباني لصحيفة"ديلي تلغراف"، خلال زيارته الأخيرة الى بريطانيا، ان الاطراف المعنية توشك ان"تحقق تقدماً تاريخياً"بعدما أوضحت هذه المفاوضات ان هناك"دلائل طيبة"على النجاح. واعرب طالباني عن اعتقاده بأن استقالة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد تُعجل برحيل قوات المملكة المتحدة من العراق. الا ان الرئيس العراقي اكد ان هذه الاجتماعات لم تكن مع جماعات ترتبط بشبكة تنظيم"القاعدة". وكشف النقاب عن ان جماعات من"المقاومة"العراقية تجتمع مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومعه ومع ضباط عسكريين بريطانيين للدخول في مفاوضات من أجل تحقيق المصالحة الوطنية. واشار الى ان الجماعات السنية، ترى ان ايران"تمثل مصدر الخطر الاكبر وليس القوات الاجنبية المنتشرة لأن نفوذ طهران يزداد في البلاد". وقال ان هناك"تغييراً كبيراً في عقلية السنة العرب حيث انهم يعتبرون ان ايران الآن تمثل الخطر ولم يعودوا يعتقدون ان اميركا هي مصدر الخطر". وأقر بأن لايران دوراً في الهجمات ضد القوات البريطانية والاميركية في العراق. وربط طالباني بشكل مباشر بين معارك ايران الداخلية ضد المتمردين وبين الهجمات التي تشنها الميليشيات المدعومة في العراق من ايران في مناطق الجنوب التي يسيطر عليها الشيعة وقد اسفرت هذه الهجمات عن مصرع عشرات الجنود البريطانيين. وقال الرئيس العراقي"لم يعلنوا الحرب ضد القوات المتعددة الجنسية لكنهم يقومون احياناً بهجمات"واوضح"انه عندما تقع هجمات من متمردين ايرانيين داخل ايران فانهم يعتقدون ان هذه انشطة تدعمها بريطانيا لذلك فإنهم يقومون بهذه الأمور المحدودة في البصرة". وعن دور بلير في الغزو قال طالباني ان"بلير كان مهندس تحرير العراق". واعرب عن قلقه من أن تُعجل استقالة بلير بموعد انسحاب القوات البريطانية ولذلك فإنه عندما التقى مع بلير الجمعة الماضي ذكره بأنه، كطالب كردي في الماضي، كان يحتج على الوجود البريطاني في العراق في فترة الخمسينات من القرن الماضي. واضاف"قلت له ان هذه المرة الاولى التي يتم فيها الترحيب بالقوات البريطانية وأنه ينبغي عليهم البقاء في العراق". وعلى رغم ان طالباني اعرب عن ثقته بأن القوات الأمنية العراقية تحقق الانتصارات ضد المتمردين، الا ان القوات البريطانية والاميركية لا ينبغي ان تفكر في الانسحاب قبل نهاية السنة المقبلة وبعد ذلك نقول لهم وداعاً ايها الاصدقاء الأعزاء. وأعرب طالباني ايضاً عن تفاؤله بأن أسوأ اعمال العنف الطائفية ستبدأ في الانحسار خلال شهور. لكنه حذر من ان سفك الدماء سيستمر. وقال"انني واثق بأنه مع نهاية فصل الصيف إن المدينة يقصد بغداد ستكون خالية من الارهابيين"، لكنه حذر من ان ذلك لن يكون معناه توقف العمليات الانتحارية او تفجير القنابل. وأوضح طالباني ان الحكومة العراقية، التي يسيطر عليها الشيعة، تتعرض لضغوط مكثفة من اجل ان تمد يد المصالحة الى خصومها المحليين، خصوصاً القبائل السنية التي فقدت السلطة والنفوذ بعد سقوط نظام صدام حسين. واكد الرئيس العراقي على ان"أكبر خطوة الى الامام ستكون هي المشاركة الكاملة في الحكم لكل الجماعات الرئيسية في العراق".