يستضيف فريق الوحدة مساء اليوم نظيره الشباب في أولى مواجهات المربع الذهبي من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وذلك لتحديد هوية المتأهل إلى نصف نهائي المسابقة لمواجهه نادي الاتحاد. المباراة صعبة جداً ومهمة لطموحات الفريقين، فالفائز سيواصل المشوار نحو الخطوة قبل الأخيرة لمعانقة الذهب، والخاسر سيودع الموسم خالي الوفاض، والمواجهة لا تحتمل أنصاف الحلول ولا تقبل القسمة على اثنين، لذا ستكون الحيطة والحذر هما الشعار الأول لكلا المدربين، كون الهدف يصعب تعويضه في لقاءات خروج المغلوب، وكلا الطرفين يملك عناصر الكسب، إضافة إلى اعتمادهما على الوجوه الشابة في معظم المراكز، ولن تكون المهمة سهلة لأي من الفريقين مع اقتراب جني الثمار وحصد جهد موسم رياضي كامل، وكل مدرب جهز فريقه على طريقته الخاصة، وإن كان المدربان اتفقا على فرض السرية في الحصص التدريبية الأخيرة بغية، إبعاد اللاعبين عن الضغوط النفسية وتهيئته الأجواء المناسبة لرسم الخطط الفنية ووضع اللمسات الأخيرة على التشكيل الأساسي، كما أن الجهازين الإداريين في كل فريق لعبا دوراً فاعلاً من خلال رصد مكافآت مجزية في حال الفوز، في خطوة لشحذ همم اللاعبين وتحفيزهم للظهور بالأداء المطلوب وملامسة النتيجة الإيجابية. الشباب يدخل المباراة بصفة حامل اللقب، ويحمل على عاتقه مسؤولية المحافظة على ذلك، ويدرك مدربه ولاعبوه أهميه الفوز لمواصلة المشوار وإبقاء الكأس في خزائن النادي، والفريق الشبابي من الفرق ذات الأداء الثابت الذي يعتمد على الجماعية، إلى جانب حماسة وقتالية اللاعبين في كل المراكز طوال الپ90 دقيقة، ولدى لاعبيه الخبرة الكافية في التعامل مع مثل هذه المباريات الحاسمة، ويعتمد مدربه البرتغالي جوزيه موريس على تألق العراقي نشأت أكرم وعطيف إخوان ويوسف الموينع في منطقة المناورة، إلى جانب خطورة ثنائي المقدمة ناجي مجرشي والغاني غودين أترام، كما أن ظهيري الجنب عبدالله الشهيل وحسن معاذ لهما أدوار بارزة في الشقين الدفاعي والهجومي، إذ يشاركان بفعالية كبيرة أثناء هجمة فريقهما، مع تولي الموينع مهمة التغطية في حال ارتداد الهجمة. أما على الجانب الآخر، فيدخل الوحدة المباراة بطموحات عالية متسلحاً بعاملي الأرض والجمهور، ويتطلع محبوه إلى عودة فريقهم إلى منصات التتويج بعد غياب طويل تجاوز الپ40 عاماً، وهي المرة الأولى التي يصل فيها الفريق الوحداوي إلى مربع الذهب، ولن يتنازل أبناء مكة بسهولة عن أحلامهم وطموحاتهم، وشهد مقر النادي أخيراً حضوراً إدارياً وشرفياً كبيراً لدعم اللاعبين وتحفيزهم لتحقيق ما عجز عنه زملاؤهم السابقون لأكثر من 40 عاماً مضت، ويرى عشاق الفريق أن الجيل الحالي هو الأجدر بقيادة الفريق نحو معانقة الذهب، وهناك كوكبة من النجوم تزدحم في الصفوف الحمراء تجعل المدرب الألماني بوكير في حيرة من أمره عندما ينتقي التشكيل الأنسب، إذ يتألق الشابان ناصر الشمراني وعيسى المحياني في خط المقدمة كقوة هجومية ضاربة، ومن خلفهما رباعي وسط لا يعرف الهدوء طوال شوطي المباراة، بوجود السنغالي حمادجي ومواطنه أنداي، إلى جانب حيوية ماجد الهزاني وخالد الحازمي، فيما يحمل اسامة هوساوي وكامل الموسى على عاتقيهما الذود عن مرمى عساف القرني. المواجهة ساخنة ومن العيار الثقيل، وتبقى كلمة الحسم لدى المهاجمين ومدى استثمارهم للفرص التي ستتاح أثناء مجريات اللقاء، ومثل هذه المباريات بحاجة إلى هدوء أعصاب وتعامل مختلف، ولعل أفراد الفريق الشبابي لديهم الخبرة التي تفوق مضيفهم في هذا الشأن، عطفاً على الحضور البطولي الدائم للفريق الأبيض.