أعلن حزب العمال البريطاني أمس ان وزير الخزانة غوردن براون هو المرشح الوحيد لقيادة الحزب، تمهيداً لتوليه رئاسة الوزراء خلفاً لتوني بلير الذي يتنحى في 27 حزيران يونيو المقبل. ونال براون الذي يتولى منصب وزير الخزانة منذ عشر سنين، تأييد 313 نائباً عمالياً، فيما لم يحصل منافسه الوحيد ممثل الجناح اليساري في الحزب جون ماكدونيل إلا على 29 صوتاً، أي اقل من الأصوات ال45 اللازمة لخوض سباق على الزعامة. وقال ماكدونيل:"من المخجل ان يحرم أعضاء الحزب من فرصة المشاركة في انتخابات ديموقراطية لاختيار زعيم". وزاد:"هدف ترشحي هو إعطاء نواب الحزب خياراً في هذا القرار المهم". وكان بلير أعلن في العاشر من الشهر الجاري عزمه على التنحي في 27 حزيران، وأيد تولي براون المنصب، على رغم التوتر السابق في العلاقة بينهما، مؤكداً ان وزير الخزانة سيكون رئيس وزراء"رائعاً". وفيما شدد رئيس الغالبية في مجلس العموم البرلمان وزير الخارجية السابق جاك سترو الذي يدير الحملة الانتخابية لبراون، على أهمية توحد حزب العمال خلف الأخير وتقديمه الدعم الساحق له، ردت المعارضة على نبأ توليه الزعامة بحض الحكومة على الدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة. وقال السير مينزيس كامبل القيادي في حزب الديموقراطيين الأحرار:"لن يواجه براون أي منافسة داخل حزبه، لذا يجب أن تنظم انتخابات عامة إذ يحق للبلاد أن تتخذ القرار في شأن توليه المنصب السياسي الأبرز". وتابع:"لن يفيد الانتقال الشرفي للسلطة، حزب العمال وبريطانيا، إذ لا يمكن تعيين رئيس وزراء لا يملك حزبه بديلاً عنه". وعلى براون في الأسابيع القليلة المقبلة أن يشرح سياساته في عشر مناسبات على غرار الحملات الانتخابية في أنحاء بريطانيا. وهو أكد سابقاً ان سياسته الخارجية لن تختلف كثيراً عن تلك التي اتبعها بلير على صعيد جعل بريطانيا"جسراً"بين الولاياتالمتحدة وأوروبا. وقال براون:"سنقيم دائماً علاقة متينة وودية خصوصاً مع الولاياتالمتحدة لأننا نتقاسم قيم الحرية ذاتها. كما سنحرص على علاقة متينة مع الاتحاد الأوروبي". ورأى ان تحقيق"تعددية جديدة"ممكن في السنوات المقبلة، و"أمر حيوي بالنسبة إلى عدد كبير من القضايا مثل التغيرات المناخية وأزمتي البرنامجين النوويين لإيران وكوريا الشمالية". ووصف الأزمة الإيرانية بأنها"معقدة"، داعياً الأميركيين إلى التعامل معها بطريقة حساسة،"إذا أريد تحقيق تعاون دولي وتنسيق". ويعتقد براون بأنه لا يمكن هزيمة"الإرهاب"بالوسائل العسكرية فقط، مشدداً على ان بريطانيا يجب ان تبذل مزيداً من الجهود"للفوز بالعقول والقلوب"في المعركة ضد تنظيم"القاعدة".