وجه رؤساء الطوائف المسيحية في العراق أمس نداء الى الحكومة طالبوا فيه "باتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من العمليات الارهابية" التي طالتهم في بغداد. واوضح بيان أصدره هؤلاء الرؤساء ان ابناء الطائفة المسيحية في بغداد"يتعرضون لتهجير قسري وتهديد بالتخلي عن دينهم على يد مجموعات يشتبه بانتمائها الى تنظيمات سلفية متشددة وأحزاب دينية". وناشد البطريرك مار دنخا الرابع والبطريرك عمانوئيل دلي في البيان"حكومة نوري المالكي ومجلس النواب العراقي التحرك لوقف هذه الاعمال". وطالب"الاممالمتحدة بالتدخل لوقف اعمال العنف التي تقوم بها هذه الجماعات تحت ستار الدين". وذكر البيان ان"المسيحيين في عدد من المناطق العراقية وتحديدا في المناطق التي تسيطر عليها"دولة العراق الاسلامية"يتعرضون لعمليات ابتزاز وخطف وتهجير". واضاف:"الغريب ان هذه المناطق امتدت لتصل الى أجزاء من العاصمة العراقية من دون ان تأخذ الحكومة أي إجراء حازم لوقف توسعها". ونقلت صحيفة"المؤتمر"الناطقة باسم حزب"المؤتمر الوطني"بزعامة احمد الجلبي ان بطريرك الكنيسة الكلدانية عمانوئيل دلي دعا في عظة القاها خلال قداس في كنيسة مار قرداخ في اربيل شمال العراق الأحد الماضي"الحكومة والمسؤولين الى حماية المسيحيين لما يتعرضون له من تهجير وترهيب وقتل في البلاد". وقال:"نرى في هذه الايام أننا نطرد من بيوتنا ونهجر قسرا من اوطاننا، من مساكننا، ونبعد من بين اخوتنا الذين عشنا معهم". ووجه نداء مؤثراً الى الحكومة قال فيه:"صرخة باسم المسيحيين أرسلها الى المسؤولين والى أولئك الذين بيدهم القدرة ان يضعوا السلام والامن والاستقرار بين أبناء الوطن ليعيشوا هذه السنوات القليلة على هذه الأرض حسب إرادته تعالى". واضاف:"كملنا واجباتنا ونكملها ونطالب بحقوقنا كافة، لذا اطالب الجميع بأن يوصلوا صراخنا هذا الى المسؤولين ... هذا ما أطلبه باسمكم ايها المسيحيون الحاضرون والسامعون لأن ما يقام ضدنا في هذا البلد في هذه الأيام الأخيرة لا يرضي أبناء العائلة الواحدة". يذكر ان آلاف المسيحيين الذين تعرضوا لتهديدات في السابق والذين فروا بحثاً عن الامن توجهوا الى مناطق كردستان العراق. وتابع:"أيها المسؤولون اعلموا أننا أخوة في هذا الوطن، إننا أبناء هذا الوطن كما انتم ... فلهذا أطالبكم بأن تعملوا ما في وسعكم لإعادة اخوتكم المسيحيين في هذه الايام العصيبة". وفي محاولة منه لرفع الروح المعنوية لدى المسيحيين في العراق، دعا البطريرك الى الامل وعدم الاستسلام الى اليأس. وقال:"إننا أبناء الرجاء، لذلك علينا ان نكون متفائلين لا متشائمين فبعد هذه الغيمة المعتمة سيأتي الصحو". وأضاف:"أيها المؤمنون والأحباء لأن الرب معنا الرب يذكرنا والرب يحبنا حتى في أحلك الأيام وينتظرنا يوم سعيد ونأمل بأن المسؤولين سيقومون بواجباتهم ويدافعون عنا جميعا من دون استثناء". وتعرضت الطائفة المسيحية التي تقطن في منطقة الدورة جنوببغداد لتهديدات من جماعات متطرفة مرتبطة بتنظيم"القاعدة"تطالبهم بترك دينهم واعتناق الاسلام او دفع الجزية. وتعرض عدد منهم خلال الآونة الاخيرة الى عمليات خطف وقتل أجبرت معظمهم على ترك منازلهم في تلك المنطقة والتوجه الى اقليم كردستان او خارج العراق.