أكد عدد من مسؤولي الأحزاب ورجال الدين المسيحيين في الموصل 400 كلم شمال بغداد ان مشاعر الخوف والقلق تسود أوساط الطائفة خلال تنقلاتهم داخل المدينة أو بين نينوى والقرى المسيحية الأخرى، سواء لقضاء أعمالهم أو دراستهم أو في الكنائس وسط تهديدات متشددين دينيين تعرضت لها النساء أو أخرى استهدفت تجاراً ورجال اعمال، بالاضافة إلى مضايقات الميليشيات الكردية لرجال الدين. ويقول دنخا بطرس، مسؤول"اتحاد بيت نهرين"في نينوى ل"الحياة"هناك"قلق مستمر لدى المسيحيين في الموصل في تحركاتهم داخل المدينة لاسيما بعد تفجير الكنائس وتهديد رجال الدين وخطف وقتل عدد من العاملين لدى قوات التحالف أو في وظائف حكومية معينة ما أثر في تغيير نمط الحياة". وأوضح بطرس ان جهات مختلفة تستهدف اخراج المسيحيين من الموصل بشكل مباشر وغير مباشر، بعضها متطرف يعتبر المسيحيين"حلفاء الأميركيين"، وأخرى تهاجم النساء وتحاول فرض الحجاب وتستهدف ايضاً بائعي الخمور وتعتبر المسيحيين"كفاراً". وقال أحد الكهنة في الموصل ان"المتشددين لا ينتمون إلى الاسلام ولكنهم ينسبون أعمالهم الاجرامية إليه"وأضاف مفضلاً عدم ذكر اسمه ان"المجرمين لا ينتمون إلى دين أو طائفة"، وأشار إلى ان"بعض المسيحيين يتعاونون مع المجرمين ويستهدفون حياة الناس وممتلكاتهم وخير دليل على ذلك ما تعرضه شاشات التلفزيون من ارهابيين ومجرمين من المسلمين والمسيحيين واليزيدين والأكراد". وأكد ان هؤلاء يحاولون"تشويه طبيعة العلاقات المتينة بين مكونات النسيج العراقي وزرع الفتنة بما يخدم مصالح الجهات التي تمولهم". وتابع:"طبيعة العلاقات بين مسلمي الموصل والمسيحيين فيها تتجسد في حماية المسلمين الكنائس ابان التفجيرات التي طاولتها ونقل المسيحيين جثث المسلمين الذين راحوا ضحايا تفجيرات المساجد والحسينيات". ويلعب الوجود العسكري الكردي في قرى سهل نينوى المسيحية دوراً في دفع المسيحيين إلى ترك الموصل إلى بغداد أو الهجرة إلى خارج العراق عن طريق ما اعتبره مسؤولو الأحزاب المسيحية"استفزازات كردية للمسيحيين القاطنين في الموصل عبر لهجة قاسية أو تعامل غير أخلاقي". وقال أسحق، مسؤول العلاقات العامة في الحركة الديموقراطية الآشورية، الممثل المسيحي في الجمعية الوطنية المنتخبة ل"الحياة"ان"تجاوزات كردية تمارس على ساكني القرى لا سيما المسيحيين العاملين في الوظائف الحكومية أو في الأحزاب السياسية". ولفت دنخا بطرس إلى ان"طبيعة هذه التجاوزات تتلخص في محاولة تفكيك العلاقات الاسلامية العربية - المسيحية في المنطقة لفرض علاقات كردية - مسيحية"و"تكريد القرى المسيحية"، لكنها لا تذهب إلى المساس بالطقوس الدينية. مؤكداً ان مذكرات عدة"تم رفعها إلى القيادات الكردية في هذا الخصوص قوبلت باعتذارات رسمية من دون ان يوضع حد لهذه الممارسات على أرض الواقع". وعن رأي مسيحيِّ الموصل في الحكومة المقبلة أشار بطرس إلى انهم"لا يعوّلون عليها كثيراً"لأن وجهات نظر الكثيرين تختصر في فقدان ثقتهم مسبقاً بالحكومة التي ستنبثق عن الجمعية الوطنية بعد التهميش الذي لحق بهم في الانتخابات وعدم قدرتهم على الادلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم. وأكد أسحق الاستياء المسيحي منذ تفجير الكنائس بالاضافة إلى انعدام ممثليهم في مجلس محافظة نينوى الحالي. وزاد بطرس ان إلقاء القبض على الجماعات الارهابية في الموصل رفع معنويات المسيحيين كما رفع معنويات المسلمين وخفف من الموقف"المضاد للحكومة".