تضم قوائم الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في الانتفاضة الفلسطينية عشرات الأجنّة الذين قضوا في ولادات جرت على الحواجز العسكرية، ويوم امس انضم الى القائمة جَنين آخر لكنه سقط بطريقة مختلفة، اذ اصيب بعيار ناري في الرأس وهو في بطن أمه. وقال رأفت قاطوني 37 عاماً والد الجنين الذي لم يحمل اسما ان زوجته مها 30 عاما اصيبت بعيار ناري في الظهر ادى الى قتل الجنين في بطنها عندما كانت تهم بنقل اطفالهما من غرفة الى غرفة أخرى أكثر امانا في البيت اثناء عملية عسكرية اسرائيلية في مخيم العين قرب نابلس فجر امس، علما ان لدى الزوجين قاطوني ثلاثة اطفال ذكور هم جهاد البالغ من العمر عشر سنوات، وجواد سبع سنوات، وجاد ثلاث سنوات. وفي المستشفى تظهر جثة الجنين مصابا بعيار ناري قاتل في الرأس. وكانت قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي قوامها 20 آلية عسكرية اقتحمت مخيم العين في ساعات بعد منتصف ليل الاربعاء - الخميس وشرعت في عمليات تفتيش لاعتقال من تسميهم"مطلوبين". واثناء الاعتقالات، وقعت اشتباكات مع شبان مسلحين اطلق خلالها الجنود مئات الاعيرة النارية بصورة عشوائية في المخيم. وقال رأفت انه وزوجته قررا نقل اطفالهما الثلاثة من غرفتهم المواجهة لمكان الجنود في الجهة الشمالية للمخيم الى غرفة في اتجاه آخر، وما ان تحركا حتى اصابت الزوجة رصاصة في الظهر ادت الى مقتل الجنين، فيما خضعت مها لعملية جراحية. وقال طبيب مناوب انها تجاوزت مرحلة الخطر. وفي المخيم، نظم اهل الجنين جنازة شعبية له، اذ لفوه بعلم صغير وساروا به الى مقبرة المخيم حيث ووري الثرى. وبدا الجنين البالغ من العمر سبعة اشهر كامل النمو، اذ كانت ملامحه واضحة تماما كأنه مولود قضى بعد الولادة. وقال والده:"فقدنا اليوم ابناً، انه روح وجسد وملامح، انه انسان قُتل من دون ذنب سوى انه فلسطيني". وفي رام الله، عرض وزير الاعلام الدكتور مصطفى البرغوثي شريط فيديو يوثق جريمة قتل الجنين، ويظهر صورته الملطخة بالدماء، اضافة الى الدماء التي نزفتها الأم لدى اصابتها في البيت وصورتها وهي ترقد في غرفة العناية المكثفة في المستشفى الحكومي. وقال البرغوثي ان جريمة قتل المواطنين الآمنين في بيوتهم تكررت عشرات المرات، مضيفا ان الجنود قتلوا في هذه الانتفاضة 854 طفلاً فلسطينياً، بينهم 120 سقطوا خلال عام 2006 وحده. وقال ان 24 مواطنا استشهدوا الشهر الماضي والجاري، بينهم اربعة اطفال. وتابع ان اربعة في الالف من المواليد في فلسطين يموتون جراء احتجاز النساء الحوامل على الحواجز العسكرية وعلى بوابات جدار الفصل. من جهة ثانية، اعتقل الجيش الاسرائيلي امس أربعة شبان من بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة الغربية. وذكر مواطنون من قباطية أن عدداً من الآليات العسكرية اقتحم البلدة فجراً واعتقل أربعة شبان هم عصام سباعنة 20 عاماً، وأحمد أبو الرب 19 عاماً، وأمين زكارنة 20 عاماً، وعلاء السوقي 20 عاماً.