في وقت كشف زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني أن لقاء سيلتئم قبل نهاية الشهر بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور الرافضين لاتفاق أبوجا للسلام، اتهمت بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم أمس جهات لم تسمها بنقل السلاح إلى مخيمات النازحين في دارفور، ما أدى إلى زيادة وتيرة العنف في الإقليم. وأعلن الميرغني خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات أجراها مع الرئيس عمر البشير في مقر إقامته في القاهرة ليل أول من أمس، أنه سيعود إلى البلاد قريباً بعد نحو 18 عاماً أمضاها في منفاه الاختياري. ولام القيادتين السودانية والمصرية على تجاهلهما"اتفاق القاهرة"الذي وقعه مع الخرطوم. وقال إنه ناقش والرئيس قضية المصالحة الوطنية، موضحاً أنه حصل على تعهد من البشير بحضور لقاء يجمع زعماء الأحزاب السياسية والقوى والتنظيمات الرئيسية في البلاد. وحين سئل عما إذا كان هناك تضارب بين مبادرته ومبادرة"هيئة جمع الصف الوطني"التي يتزعمها الرئيس السابق عبدالرحمن سوار الذهب، أجاب الميرغني:"أنا لا أتدخل في شؤون الآخرين، ولكلٍ منهج مستقل، ولنا رؤيتنا. ولكلٍ الحق في طرح رؤاه". في غضون ذلك، اتهمت بعثة الأممالمتحدة في السودان جهات لم تسمها بنقل السلاح إلى مخيمات النازحين في دارفور. وقالت الناطقة باسم البعثة راضية عاشوري خلال مؤتمر صحافي، أمس، إن"هناك جهات تنقل السلاح إلى مخيمات النازحين، كما أن الميليشيات والمتمردين واللصوص كلهم موجودن قرب المخيمات". وذكرت أن سيارة تابعة لمنظمة دولية خُطفت، كما قُتل حارس إحدى المنظمات في مدينة كتم، مشيرة إلى أن توزيع الطعام على النازحين في مخيم"كلمة"القريب من مدينة نيالا ثاني أكبر مدن الاقليم، متوقف منذ أسبوع بعد تعرض الفريق المسؤول عن توزيع المساعدات إلى اعتداء. ولفتت إلى أن"الفرق الطبية المسؤولة عن تحصين الأطفال مُنعت من دخول المخيمات، لشكوك النازحيين في أن موظفي المنظمات المحلية جواسيس للحكومة". وأشارت إلى أن السودانيين يمثلون 90 في المئة من العاملين في المنظمات الدولية. وأشارت إلى زيادة أعداد النازحين بسبب القتال القبلي والعنف الذي تقوم به الميليشيات. وأكدت أن بعض المخيمات يستضيف نازحين أكثر من طاقته، مثل مخيم السلام في شمال دارفور. وفي سياق متصل، اتفق الأمين العام للامم المتحدة بان كي - مون ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ألفا عمر كوناري على تعيين وزير الخارجية الكونغولي السابق رودلف دادا ممثلاً مشتركاً لهما في دارفور. ولفت القرار إلى أن دادا سيرأس بعثة حفظ السلام في دارفور نيابة عن المنظمتين، ويتابع عمله وفق تفويضهما. وأجرى مبعوثا الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي إلى دارفور يان الياسون وسالم احمد سالم أمس محادثات مع رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت في جوبا عاصمة الإقليم، ركزت على جهود الأخير لتوحيد فصائل متمردي دارفور واستضافتها في جوبا قريباً. وقال إلياسون إن الصراع في دارفور يقترب من"لحظة حقيقة"تتطلب من السودان والمتمردين بدء محادثات سلام. واعتبر سالم أن مخاوف الفصائل المتمردة يمكن معالجتها. وأضاف أن"اتفاق ابوجا مهم، ولكنه ليس قرآناً ولا إنجيلاً". وأفادت البعثة الافريقية في الخرطوم أن سالم والياسون سيلتقيان اليوم مستشاري الرئيس الدكتور مجذوب الخليفة والدكتور غازي صلاح الدين لمتابعة تطورات الأوضاع في دارفور.