اعترف الرئيس جورج بوش بأن "الحرب فقدت شعبيتها وان الاميركيين سئموا حرب العراق ودافع عن قراره ارسال مزيد من القوات أمام عدد من الجنود على وشك التوجه الى العراق في حين حذر وزير الدفاع روبرت غيتس من "تطهير عرقي" اذا انسحب الأميركيون فجأة". وجلس عشرات من الجنود، الذين يرتدون ملابس مموهة في هدوء الى مناضد الطعام وقد انضم الى بعضهم افراد عائلاتهم، بينما كان بوش يتحدث خلال زيارة لهذه القاعدة النائية في صحراء كاليفورنيا. وقال بوش:"انها حرب صعبة. ولقد مل الشعب الاميركي هذه الحرب". وكانت كلمات بوش تعبيراً عن الاقرار بالرفض الشعبي المتزايد للحرب التي قُتل فيها اكثر من 3200 عسكري اميركي مع سعيه لاقناع الكونغرس، الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، للموافقة على نحو مئة بليون دولار لتمويل الحروب في العراق وافغانستان من دون تحديد جدول زمني للانسحاب. وقال بوش، دفاعاً عن قراره ارسال نحو 30 ألف جندي آخرين الى العراق، انه يريد احلال الاستقرار في بغداد وتجنب امتداد الصراع الى المنطقة معرضا للخطر اسرائيل حليف الولاياتالمتحدة. واضاف:"كان لا بد من أن أختار". ويأتي عدد من الجنود الذين استمعوا في هدوء من وحدات من المقرر ان تتناوب في اداء الخدمة في العراق. وجدد بوش انتقاداته للديموقراطيين لمحاولتهم ربط جدول زمني للانسحاب بمشروع قانون تمويل الحرب. وقال إن الديموقراطيين، الذين يحاولون فرض موعد نهائي للانسحاب، هم"أناس صادقون"وطنيون. واستدرك"لكن ينبغي لنا الا نسمح لاختلافات خالصة في واشنطن"بأن تضر الجنود. وكان استطلاع للرأي نشرته"نيوزويك"في عطلة نهاية الاسبوع الماضي قال ان 57 في المئة من الاميركيين يحبذون خطة الديموقراطيين لبدء سحب القوات وان 36 في المئة يرفضونها. وقال هوارد دين، رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي،"جنودنا وعائلاتهم والشعب الاميركي لم يعد بإمكانهم تحمل التزام لا نهاية له بإبقاء جنودنا في وسط حرب أهلية". وفي واشنطن حذر غيتس من أن تقليص أنشطة القوات الاميركية في العراق والانسحاب من بغداد قد يؤديان الى"تطهير عرقي"في العاصمة وسائر أجزاء البلاد. وجاءت تعليقات غيتس في أعقاب اقتراح من زعيم الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ السناتور هاري ريد بوقف غالبية النفقات الخاصة بحرب العراق العام 2008 وقصرها على عمليات مستهدفة ضد تنظيم"القاعدة"وتدريب القوات العراقية وحماية القوات الاميركية. وقال غيتس"هناك امكانية اذا تخلينا عن بعض تلك المناطق وانسحبنا الى المناطق الريفية أو أي مناطق أخرى، أن يقع تطهير عرقي حقيقي داخل بغداد وفي العراق بوجه عام". وأضاف في برنامج اذاعي"ما نعرفه تمام المعرفة هو أنه اذا كانت بغداد مشتعلة والمدينة كلها غارقة في العنف فإن الاحتمالات الممكنة لحل سياسي تكاد تكون معدومة". كانت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون طلبت تمويلاً اضافياً للحرب قدره 100 بليون دولار، وحذر غيتس مراراً من أنه يتعين حصول الجيش الاميركي على الاموال في موعد أقصاه 15 نيسان أبريل الجاري وإلا فإن عمليات التدريب وصيانة المعدات قد تتأثر. لكن الكونغرس ربط تلك الاموال بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من الحرب التي تتراجع شعبيتها بصورة مطردة متحدياً حق نقض مشاريع القوانين الفيتو الذي هدد الرئيس جورج بوش باستخدامه. وشدد ريد ضغوطه هذا الاسبوع على ادارة بوش من خلال دعم تشريع لوقف تمويل الحرب في موعد غايته 31 آذار مارس 2008 باستثناء مهمات محددة. ولم يعلق غيتس مباشرة على الجدل السياسي حول الكونغرس أو تهديد بوش باستخدام الفيتو على القوانين.