تبدأ في دبي اليوم أعمال سوق السفر العربية "الملتقى 2007" في حضور وزراء السياحة والمسؤولين الحكوميين في قطاعات السياحة والطيران والسفر من مختلف أنحاء العالم، للمشاركة في الدورة 14 للملتقى، الذي شهد توسعاً لا يقل في حجمه عن الطفرة الكبيرة التي تمر فيها المنطقة، ما يجعل منه أحد ابرز النشاطات العالمية في قطاع السياحة والسفر على غرار بورصة السفر العالمية في برلين وسوق السفر العالمية في لندن. وتغري السيولة المتدفقة والنمو الاقتصادي اللذان تشهدهما المنطقة حكومات العالم للمشاركة في المعرض، في محاولة لإصلاح أوضاعها الاقتصادية عبر اقتناص حصة من كعكة السياحة الخليجية قبل البدء في موسم السفر المقبل. إذ تشير الدلائل الى أنه سيكون موسماً سياحياً قوياً. ويعكس الحضور الحكومي في المعرض وجوداً كثيفاً، وفي أعلى المستويات لحكومات دول تعرضت لحروب أو كوارث طبيعية للبحث عن حلول للمشاكل الاقتصادية التي تعرضت لها نتيجة هذه الكوارث وتراجع السياحة إليها، مثل دول شرق آسيا الساعية الى التعافي من آثار أمراض السارس وانفلونزا الطيور وغيرهما من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل وپ"تسونامي"، أو دول تعرضت لحروب ضربت بشدة اقتصاداتها في الصميم مثل لبنان الذي يسعى هذه السنة إلى تعويض جزء من خسائر حرب تموز يوليو 2006 وجذب السياح إليه. وأعلن وزير السياحة الماليزي داتو منصور في مؤتمر صحافي عقده أمس في دبي استراتيجية ترويجية شاملة لاستقطاب نحو 300 ألف سائح من منطقة الشرق الأوسط خلال العام الجاري، مقارنة ب 180 ألفاً عام 2006. وكشف منصور الذي يشارك في الملتقى على رأس وفد حكومي يضم المدير العام للهيئة السياحة الماليزية داتو ميرزا محمد طيب، ومسؤولين يمثلون 51 فندقاً و28 شركة سياحة وسفر و8 حكومات ولايات والخطوط الجوية الماليزية وهيئة المطارات الماليزية ومنارة"كي. أل. تاور"وأكواريا كوالالمبور، أن ماليزيا"استقطبت 17.54 مليون زائر العام الماضي بزيادة نسبتها 6.8 في المئة". فيما استبقت شركة"طيران الشرق الأوسط"ميدل إيست اللبنانية الملتقى بمؤتمر صحافي عقدته أمس، للإعلان عن البرامج الترويجية السياحية لموسم الصيف المقبل، في حضور نخبة من أصحاب وكالات السياحة والسفر المحلية والإقليمية. وأوضح المدير العام للشركة في الإمارات الياس عوض ان"طيران الشرق الأوسط"تشارك في سوق السفر العربية برعاية وزارة السياحة اللبنانية بجناح وطني يضم عدداً من الشركات السياحية اللبنانية من فنادق ومنتجعات ووكلاء سفر، ل"الترويج وإبراز معالم لبنان السياحية والجغرافية المميزة ومناخه وإبقائه مقصداً سياحياً إقليمياً وعالمياً". وأكد أن لبنان، على رغم الأزمات التي مرّ بها"استمر وجهة سياحية مهمة على خريطة السياحة الخارجية"، مشيراً الى ان برنامج صيف 2007"يقدم عروضاً مغرية بأسعار تنافسية تناسب جميع القادمين من كل دول الخليج إلى لبنان، إذ اتُفق مع الجهات السياحية اللبنانية لتقديم الأفضل للسائح". ويعقد"الملتقى 2007"في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض بمشاركة 2600 جهة عارضة من 64 دولة، بزيادة نسبتها 24 في المئة مقارنة بالدورة الماضية. وقال رئيس مجلس إدارة"ريد ترافيل إكزيبشنز"المنظمة للحدث توم نوتلي ان أقطاب السياحة والوجهات العالمية"يركزون هذه الدورة على السياح والمسافرين من منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً من الخليج، الذين يتميزون بمعدلات إنفاق عالية، ما يعزز مستويات المنافسة في هذا القطاع". وأوضح أن ما يزيد على 116 عارضاً جديداً من 34 دولة"انضموا الى قائمة العارضين، بما في ذلك التمثيل الأول للصين وكرواتيا وماكاو وفلسطين وبيرو وسوازيلاند ورأس الخيمة وتايوان وزيمبابوي". واستبعد نائب مدير إدارة الترويج الخارجي في دائرة السياحة في دبي صالح الجزيري، ونائب الرئيس التنفيذي لإدارة العمليات في طيران الامارات غيث الغيث رداً على سؤال ل"الحياة"أية"تأثيرات سلبية محتملة على قطاع السفر الإقليمي نتيجة المشاكل الجيوسياسية التي تمر فيها بعض دول المنطقة". إذ أكد الجزيري ان الأزمات السياسية"لم تتوقف في المنطقة منذ عقود وعلى رغم ذلك لم يتوقف النمو". فيما أشار الغيث الى تجربة"طيران الامارات"كنموذج عالمي خرج من المنطقة في ظل كل تلك المشاكل الجيوسياسية. كما استبعد الجزيري تراجع معدلات الإشغال في فنادق المنطقة بعد طفرة الفنادق قيد الإنشاء، مؤكداً ان"الطلب لا يزال قوياً ولا يجد عرضاً كافياً". ويضم الحدث للمرة الأولى منطقة مخصصة للمشاريع السياحية الجديدة والمتكاملة التي تُطور في المنطقة، بهدف التعرف إلى مستقبل صناعة السياحة في منطقة الشرق الأوسط وآفاقها في السنوات المقبلة، عبر تسليط الضوء على المشاريع السياحية قيد التطوير. واعتبر المدير التنفيذي لإدارة العمليات والتسويق في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي محمد خميس بن حارب أن سوق السفر العربية تمثل فرصة جيدة لجميع المشاركين للتعرف إلى التطور السريع الذي تشهده دبي في كل المجالات خصوصاً في مجال السياحة والمكانة المرموقة التي تحتلها على خريطة العالم السياحية". وأشار بن حارب الى أن العائدات الفندقية في دبي"ارتفعت بنسبة 23 في المئة العام الماضي، متخطية حاجز 11 بليون درهم، فيما بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية في دبي 6.5 مليون نزيل. ويبلغ عدد المنشآت الفندقية في دبي 414 فندقاً ومجمعاً للشقق الفندقية". وتوقع إضافة 11 ألف غرفة فندقية إلى الخدمة هذه السنة للمساهمة في مواجهة الطلب المتزايد. الى ذلك، كشف الرئيس التنفيذي لمجموعة"ريد اكزيبشنز"آليستر جورنيل أن التوقعات"تشير الى نمو القطاع السياحي في السنوات العشرين المقبلة"، لافتاً الى أن حجم الاستثمار سيصل الى نحو 3 تريليونات دولار في مشاريع تتعلق بالسياحة والترفيه في شكل مباشر، وأخرى تتعلق بالبنية التحتية اللازمة لدعم نمو القطاع". وأعلن أن مطارات المنطقة"ستتمكن من استيعاب نحو 300 مليون مسافر إضافي عام 2020، كما سيُبنى ما يزيد على 200 فندق جديد تضيف نحو 100 ألف غرفة فندقية". كما توقع أن"يرتفع عدد زوار المنطقة الى نحو 150 مليون مسافر، ما سيساهم في زيادة عدد الرحلات الجوية وأساطيل الطائرات بنسبة 150 في المئة حتى عام 2025".