استقبلت إمارة دبي أمس وزراء سياحة عرب ومسؤولين في شركات طيران ووكلاء سياحة وسفر وفنادق عاملة في المنطقة العربية، للمشاركة في الدورة ال23 ل «معرض سوق السفر العربي» (الملتقى) الذي ينطلق اليوم، بمشاركة أكثر من 2800 شركة، تمثل أكثر من 86 دولة وأكثر من 64 جناحاً وطنياً. ويأتي انعقاد «الملتقى» هذا العام بعد زيادة في عدد السيّاح إلى المنطقة العام الماضي 3 في المئة مقارنة بعام 2014، إلى 54 مليون سائح، وفق إحصاءات «مجلس السياحة العالمي» التابع للأمم المتحدة. وقدر خبراء مشاركون في «الملتقى» إجمالي استثمارات المنطقة العربية في قطاع السياحة والسفر العام الماضي بنحو 44 بليون دولار. وتوقعت الشركة المنظمة للملتقى «ريد ترافيل اكزيبشنز» أن يشهد في دورته الحالية، منافسة قوية بين الدول والشركات العاملة في قطاع السياحة والسفر، في ضوء توجه دول المنطقة إلى تنويع مصادر دخلها بعيداً من النفط، الذي فقد أكثر من 70 في المئة من سعره خلال عام ونصف العام. وتحاول المنطقة الاستفادة من انتعاش قطاع السياحة الذي نما عالمياً 4.4 في المئة، ليصل عدد السياح في العالم العام الماضي إلى 1.2 بليون، بزيادة 50 مليون سائح مقارنة بعام 2014، وفق «مجلس السياحة العالمي»، الذي أكد في تقرير أن القطاع يساهم ب7.2 تريليون دولار في الناتج العالمي، أو 9.8 في المئة. وعزا خبراء هذه الزيادة إلى «توجه الدول إلى دعم قطاع السياحة والسفر، وتسهيل الإجراءات، إضافة إلى تراجع أسعار تذاكر السفر جراء انخفاض أسعار الوقود، وارتفاع سعر صرف الدولار في مقابل اليورو والعملات العالمية الأخرى». وكانت رئيس قسم السياحة والسفر والضيافة في مؤسسة «ديلويت» نيكولا ريد، أكدت أن «التحديات التي واجهتها المنظومة الاقتصادية العالمية خلال العام الماضي، وعلى رأسها انخفاض أسعار النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، كانت صعبة، خصوصاً بالنسبة الى الدول التي تعتمد على النفط كمصدر للإيرادات، ما دفع العديد منها إلى إطلاق استراتيجيات وطنية ركّزت على التنويع الاقتصادي والبحث عن مصادر دخل جديدة لتعويض تراجع المداخيل». وجاءت الارتفاعات التي سجلها قطاع السياحة على رغم تأثره سلباً بالتهديدات الأمنية، خصوصاً بعد الهجمات الدموية التي شهدتها كل من مصر وفرنسا ولبنان وتونس ومالي ودول أوروبية أخرى. ويبدو أن المنافسة في القطاع في المنطقة تتركز هذا العام على استقطاب «الشرائح الوسطى»، إذ إن الدورة الحالية من «الملتقى» ستركز على هذه الشرائح، وفق الجهة المنظمة. وتوقع الرئيس التنفيذي ل «مجلس السفر والسياحة العالمي» ديفيد سكوسيل، ارتفاع نسبة سفر الطبقة الوسطى حول العالم. وأكدت ريد ترافيل اكزيبشنز أن «في أعقاب النجاح الذي حققه الموضوع الرئيس في دورة العام الماضي والذي كان السياحة العائلية، تركز الدورة الحالية على سياحة السوق الوسطى، التي تعتبر فرصة رئيسة للأسواق السياحية في منطقة الشرق الأوسط التي تتطلع إلى تنويع أسواقها الرئيسة واستقطاب أعداد أكبر من السيّاح». وقالت مديرة «الملتقى» ناديج نوبلت سيغرز: «مع استمرار تطوّر البنية التحتية السياحية في الخليج والمناطق الأخرى، فإن موضوعنا الرئيس للدورة الحالية سيتمحور حول سياحة السوق الوسطى والتي تعتبر نطاق نمو كبير للمنطقة، إلا أنها لا تلقى الاهتمام الكافي، وتعزز هذه الفرصة إمكانات الطلب من الأسواق التي تشهد نمواً للطبقة الوسطى، مثل الصين والهند وأفريقيا، ويضاف إلى ذلك شرائح السياح الشباب والعائلات الصغيرة ذات الموازنات المحدودة». ومن أبرز النقاط التي سيناقشها «الملتقى»، عدد الغرف الفندقية الجديدة التي ستدخل السوق، بما فيها الحصة المقررة لفنادق الثلاث والأربع نجوم. وأظهر تقرير «بايبلاين ريبورت» الذي أصدرته شركة «اس تي آر جلوبال»، وجود 538 فندق تتضمن 151771 غرفة قيد التعاقد في الشرق الأوسط.