أعاد تشديد "لجنة فينوغراد" على ان رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي المستقيل الجنرال دان حالوتس كان صاحب القول الفصل سواء في شن الحرب على لبنان أو في القرارات الأخرى خلال الحرب، إلى الواجهة السجال حول دور الجيش والجنرالات في حياة الدولة العبرية. وطفا على السطح من جديد السؤال هل اسرائيل دولة لها جيش، كما سائر دول العالم، أم جيش له دولة. كما يطرح النفوذ المتراكم، الكبير والاستثنائي للعسكريين على المستوى السياسي أسئلة كثيرة حول طبيعة هذا"النظام الديموقراطي"الذي تتشدق به الدولة العبرية، وما إذا كان مماثلاً لما في الدول الغربية، في وقت تطالب المؤسسة المخابراتية بتمكينها من الرقابة على اجهزة كومبيوتر عدد من المؤسسات العامة، مثل الجامعات والبورصة والمكالمات الهاتفية التي يجريها الإسرائيليون مع الخارج، كما نشرت"يديعوت أحرونوت"أمس. ووفقاً لتقرير فينوغراد فإن جنرال الحرب الثانية على لبنان دان حالوتس تمتع بسطوة استثنائية في كل ما يتعلق بالحرب وان رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس"انجرا وراءه"بعمى بصيرة وأقرا وسائر أعضاء الحكومة كل المقترحات التي قدمها من دون توجيه أي استفسار أو سؤال. وفيما يؤكد خبراء إسرائيليون في الشؤون العسكرية ان إسرائيل، خلافاً لسائر الديموقراطيات في العالم تتميز بالغياب المطلق تقريباً للرقابة البرلمانية على جهاز الأمن، وأنه"إن وجدت رقابة كهذه فهي جزئية وعشوائية وغير سليمة"، كما يكتب رؤوفين بدهتسور، يقول جنرالات في الاحتياط ان الجبروت الكبير أو النفوذ غير المحدود للجيش على المستوى السياسي ليس بجديد وان"الجيش هو الذي قاد دائماً المستوى السياسي في زمن الحرب"، كما يقول البريغادير في الاحتياط اورن شاحور. ويضيف ان الجيش هو فعلاً من دفع نحو الحرب على"حزب الله"لاعتقاده أنها الرد الأمثل على خطف الجنديين". وتابع ان هذا ما كان حتى عندما شغل أبرز القادة العسكريين في تاريخ إسرائيل منصب وزير الدفاع مثل آرييل شارون حرب لبنان 1982 واسحق رابين إبان الانتفاضة الأولى وايهود باراك ثم شاؤول موفاز خلال الانتفاضة الثانية. وزاد انه دائماً كان للجيش هيمنة وسطوة على قرارات المستوى السياسي وفي معظم الحالات نجح الجيش في جر الحكومات لقبول مخططاته. ويتفق البريغادير في الاحتياط رون يفتاح مع زميله ولا يرى في سطوة الجيش عيباً"إنما في خطيئة الغرور التي لازمت حالوتس".