لا يزال نشر إفادة النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيريز أمام لجنة فحص مجريات الحرب على لبنان لجنة فينوغراد على شبكة الانترنت، يثير ردود فعل عاصفة في إسرائيل لسببين، أولهما ان نشر الشهادات"يمس بسمعة إسرائيل على الحلبة الدولية"نظراً لما تتضمنه من اعترافات مسؤوليها بفشل الحرب والمس الذي لحق بقدرات إسرائيل الردعية، وثانيا لأن الذين قدموا إفاداتهم تبلغوا مسبقاً انها ستبقى طي الكتمان. وكانت اعترافات بيريز بأنه لو كان القرار بيده لما أقر شن حرب على لبنان، وبأن العالم وقف إلى جانب إسرائيل في هذه الحرب"تعاطفاً معها بعد أن بدت ضعيفة وليس لكونها محقة"، أثارت حنق مسؤولين كبار في حزب"كديما"الحاكم الذين استهجنوا هذه الأقوال متسائلين عن تصويت بيريز إلى جانب قرار شن الحرب التي يدعي لاحقاً انه يعارضها. وهدد عدد من أركان الحزب بعدم تأييد"كديما"لبيريز في منافسته المتوقعة على منصب"رئيس الدولة"، لكن رئيس الحكومة ايهود اولمرت أعلن أمس انه يؤيد بكل قوة ترشيح بيريز. ونقلت الإذاعة العبرية عن مسؤولين سياسيين كبار اعتبارهم نشر الإفادات على الملأ"فضائحيا"يحول دون تمكن الحكومة والجيش من استخلاص عبر الحرب،"فضلاً عن أنها تخدم العدو في ادعائه ان اسرائيل فشلت في حربها". وقال البريغادير في الاحتياط عاموس مالكا الذي نشرت إفادته انه لو كان يعلم بأمر نشرها لكان أدلى بشهادة حذرة. وأضاف للإذاعة الاسرائيلية ان نشر الإفادات ينطوي على ثلاثة إشكالات رئيسة، أولها انه يشكل خرقاً لالتزام اللجنة عدم نشر الشهادات، ثم ان من شأن النشر أن يعرض أصحاب الإفادات إلى دعاوى قضائية من طرف ثالث، فيما يتمثل الإشكال الثالث في احتمال تحريف الإفادات. ومن المتوقع هذه الأيام نشر إفادات كل من اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس والرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الجنرال دان حالوتس. وحملّت أوساط في اليمين الإسرائيلي النائب من حزب"ميرتس"اليساري زهافا غالؤون مسؤولية نشر الإفادات من خلال استصدارها أمرا بالنشر من المحكمة العليا. ورأت هذه الأوساط ان النائب اليسارية"تخدم أعداء إسرائيل من خلال نشر الغسيل الوسخ على الملأ". وقررت الحكومة الإسرائيلية أمس المصادقة على توصية لجنة خاصة إطلاق"اسم حرب لبنان الثانية"على الحرب التي شنتها إسرائيل الصيف الماضي على لبنان، رغم أنها لم تعتبر الحرب الأولى على لبنان عام 1982"حربا"إنما"عملية سلامة الجليل". وتم تسويغ التسمية الجديدة بأن الاسم"نقش في ضمائر الإسرائيليين". إلى ذلك، تتواصل الاستعدادات لتنظيم تظاهرة كبرى في تل أبيب غداة نشر"لجنة فينوغراد"تقريرها المرحلي وتوصياتها الشهر المقبل. وتقوم حركات سياسية واجتماعية، يدعمها الجنود في الاحتياط بحشد كل الأوساط المعارضة للحكومة الحالية للمشاركة في التظاهرة والمطالبة بانصراف الحكومة. وشرع والد أحد الجنود الذين قتلوا في الحرب الأخيرة بإضراب مفتوح عن الطعام قبالة مكتب رئيس الحكومة أمس معلناً انه لن يتوقف عن الإضراب قبل استقالة اولمرت.