أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي إجراءات لتقليص ظاهرة التهرب من الخدمة الإلزامية في الجيش التي تفاقمت في السنوات الأخيرة في أعقاب لجوء عدد كبير من المجندين إلى حيلة الادعاء بأنهم يعانون مشاكل نفسية أو إلى غياب الحافز وعدم التأقلم، فحصلوا على إعفاء من الخدمة. وأفادت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أمس بأن قيادة الجيش ستراكم، بناء على اوامر مباشرة من رئيس هيئة أركانها الجنرال غابي أشكنازي، صعوبات في وجه من يتذرع بحجج مختلفة للتهرب من الخدمة ستتمثل أولاً في عدم حصر صلاحية الإعفاء بيد"ضابط الصحة النفسية"واللجان الطبية الخاصة وإنما اعطاء دور للجنة خاصة ستشكل وتتشدد في بحث طلبات التسريح من الخدمة العسكرية. وأضافت ان معلومات جديدة أكدت ان ارتفاعاً مقلقاً طرأ في السنوات الأخيرة على عدد المتهربين من الخدمة العسكرية الإلزامية"ما استدعى تدخل قسم الموارد البشرية في الجيش لوضع حد لهذه الظاهرة وعدم الاعتماد فقط على رأي ضابط الصحة النفسية". وزادت ان هذا القسم وضع"خطة فرملة"لخفض نسبة المتهربين من الخدمة العسكرية ب1 في المئة سنوياً. ووفقاً للأرقام فإن أكثر من 17 في المئة من جنود الخدمة الإلزامية كل يهودي ودرزي بلغ 18 عاما لم يكملوا ثلاث سنوات من الخدمة وتم تسريحهم خلال العام الماضي. وهذا رقم أكثر ب3 في المئة من نسبة التهرب عام 2002 وأكثر ب5 في المئة مما كانت عليه قبل عقد من الزمن. وأضافت ان معظم المتهربين لجأوا إلى بند"مشكلة نفسية"لتبرير تسربهم من الجيش فيما تعتقد قيادة الجيش ان لا أقل من 50 في المئة منهم لا يعانون أية مشكلة نفسية أو طبية أخرى إنما جاء طلبهم لافتقارهم إلى الحوافز ولصعوبة التأقلم. وينجم القلق أساساً من حقيقة ان ارتفاع نسبة المتهربين يقضم عدد الجيش الاحتياطي"الذي يتضاءل سنويا لانخفاض عدد المجندين إلزاميا في أعقاب انخفاض عدد المهاجرين إلى إسرائيل وانخفاض نسبة الولادة، فضلاً عن حقيقة ان 25 في المئة من الملزمين التجند يتلقون إعفاء فورياً من الخدمة والمقصودون بذلك هم اليهود المتدينون المتزمتون الحرديم. وتقضي"خطة الفرملة"بأن تتم ابتداء من الشهر المقبل معالجة طلبات الجنود بالتسرح بداعي افتقارهم للحافز، بجدية أكبر وفي محاولة لايجاد حلول لمشاكلهم. وفي حال توصلت اللجنة إلى قناعة بأن ليس هناك أي سبب صحي أو نفسي حقيقي لمقدم الطلب بالتسرح فسيتم تذييل كتاب التسريح بملاحظة تقول: تم التسريح بسبب"سلوك سيىء وخطير". وتعني هذه الملاحظة حجب المساعدات المالية عن المسرحين فضلاً عن قناعة قيادة الجيش بأن مثل هذه الملاحظة ستردع كثيرين من المتهربين الذين سيدركون ان من شأن الإشارة إلى"سلوك سيىء"أن تحول دون التحاقهم بأماكن عمل تشترط القبول إليها بالخدمة العسكرية. وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى اتساع ظاهرة تهرب"المشاهير"من الفنانين ولاعبي الكرة وغيرهم من الخدمة الإلزامية الذين يحظون بمعاملة خاصة من المسؤولين عن التجنيد"تميز بينهم وبين سائر الملزمين الخدمة العسكرية".