ثلاثة أعمال عن كاتبات بريطانيات راحلات وروايتان لاثنتين لا تزالان معنا. * "فرجينيا وولف: مذكرات نقدية" تنشر مجدداً بعدما صدرت للمرة الأولى في 1932، لم تترك ونفريد هولتبي انطباعاً لطيفاً لدى الكاتبة من الطبقة العليا التي وجدتها"ابنة مزارع من يوركشير، خرقاء ولا شكل لها". على ان هولتبي التي كانت في الثالثة والثلاثين كانت كاتبة محترمة ألفت أربع روايات وكتبت الكثير للصحافة كانت السيرة الأولى عن وولف التي ستنتحر بعد عقد عن تسعة وخمسين عاماً، ولا تزال حتى الآن من اكثر السيرات التي اقتربت من فرجينيا الحقيقية وفهمتها. أثارت هولتبي غضب وولف عندما أرسلت الأسئلة الى زوجها لينارد وشقيقتها فانيسا بل وصديقتها ايثل سميث. دعتها الى الشاي وكانت ملاحظتها الطبقية الانتقامية. في المقابل اعتمدت هولتبي اللياقة عند تناولها اعمال وولف الأولى المحدودة. عن روايتها الثانية"ليل ونهار"مثلاً تقول ان"الاجتهاد نحو حياة اكبر ومجموعة قيم اكثر ليبرالية هو ما يزعج اكتمال الكوميديا الهادئ والمحصور"وأن الشخصيات أكبر من العقدة وعن ضعف العقدة لدى وولف تقول ان ثمة واحدة في"الرحلة إلى الخارج"لكن"السيدة وولف لا تحب العقد حقاً". تبرع هولتبي في نقد الروايات الأخيرة وتقول ان السيدة رامزي في"الى المنارة"مصنوعة من نور يضيء حياة من حولها. تفهم طموح وولف إلى نوع روائي جديد تملك شخصياته"غاية مزدوجة: ان يكونوا أنفسهم ورمزاً في الوقت نفسه. انهم جزء من العالم الظاهر وتفسيره ايضاً". رأت فن وولف تراجيدياً"تفهم كل ألوان الحزن. تمر الحياة امامها تحت تهديد الموت الدائم فتحرم المرء في الوقت الذي تنجز. على رغم لمستها الخفيفة ومرحها وخروجها المتقلب عن الموضوع تكتب كواحدة رأت أسوأ ما تفعله الحياة بالرجل والمرأة، وخبرت كل احاسيس الخسارة والضياع والذل. على ان أسيد الاشمئزاز المتلف لم يدنسها. انها تعشق الحياة". * اختيرت"كبرياء وتحامل"لجين أوستن 1775 - 1817 الكتاب المفضل لدى الإنكليز لمناسبة يوم الكتاب العالمي اخيراً. وتعرض دور السينما في بريطانيا"التحول الى جين"الذي يخالف الاعتقاد السائد منذ أعوام عن علاقة الكاتبة بالشاب الأرلندي توم لفروي. يزعم الفيلم ان جين لم تقبل طلب لفروي الزواج منها ثم ترفضه لأنها لم تشعر نحوه بحب. تصرف كلاهما كعاشق منذ التقيا في حفلة في ميلاد 1795 فأنبتها شقيقتها كساندرا لتعبيرها الصريح عن مشاعرها. كانت في العشرين وأنهت لتوها"إلينور وماريان"التي ستتحول الى"حس وحساسية"وتضم موقفاً مماثلاً بين شقيقتين تفصح إحداهما عن مشاعرها في حين تكبتها الثانية. كان لفروي فقيراً واعتمدت أسرته على مساعدة خال والده بنجامين لانغلوا الذي آمن ان على توم، الأكبر بين اشقائه، ان يتزوج فتاة من اسرة ثرية ونافذة لا يطلب توم يد جين وفق الفيلم الذي لا تتضح مصادر بحثه لكن مشاعرها نحوه تبقى مدى الحياة وتؤكد لها انها عاجزة عن الزواج بمن لا تحب. بقيت عازبة حتى موتها عن اثني وأربعين عاماً، وأشعل حبها العابر إبداعها فكتبت"كبرياء وتحامل"وأعادت كتابة"إلينور وماريان"وكتبت النسخة الأولى من"دير نورثنغر"خلال عامين. * يصور تلفزيون الپبي بي سي فيلماً عن الروائية دافني دو مورييه مؤلفة"ريبيكا"وپ"العصافير"اللتين حولتهما هوليوود فيلمين عن رواية وقصة لها. يرتكز الفيلم الى السيرة الرسمية للكاتبة الإنكليزية التي صدرت في 1993 وتناولت فيها مارغريت مورستر علاقتين مثليتين جمعت دو مورييه بألين زوجة صاحب دار النشر الأميركية دوبلداي، والممثلة والمغنية غرترود لورنس. التقت دو مورييه 1907 - 1989 ألين دوبلداي على السفينة"كوفي ماري"عندما اتجهت الى نيويورك لمواجهة الكاتبة ادوينا ماكدونالد التي ادعت عليها بتهمة نحل مقاطع من"ريبيكا"من كتابها"النوافذ العمياء". ربحت دو مورييه الدعوى وعلاقة مع دوبلداي التي تبادلت معها رسائل حارة تظهر ايضاً معاناة الكاتبة في فهم حاجاتها ومشاعرها الجنسية. جعلت ألين البطلة في"ابنة عمي راشيل"، وكتبت مسرحية"مد ايلول"عن علاقتها المحرمة، وقالت انها كانت هجيناً وفضّلت العلاقة المثلية التي أشعرتها بسيطرة أكبر مقارنة بتلك مع الجنس الآخر. كانت دو مورييه زوجة وأماً، وسمت العلاقة مع الجنس الآخر"القاهرة"وتلك المثلية"البندقية"استناداً الى انطباعها عن طبيعة المدينتين. اتسمت علاقتها بوالدها الممثل جيرالد دو مورييه بالصعوبة اذ اعلن انه كان يفضل ان يرزق بذكر بدلاً منها. * استندت الكاتبة الأرلندية ماغي اوفاريل الى وثائق الثلاثينات والأربعينات لتكتب روايتها الرابعة"اختفاء ازمي لينوكس"الصادرة عن"ريفيون". تتناول شقيقتين تخضع احداهما لطريقة تربية الفتيات في تلك الحقبة وتجعل الزواج غاية وجودها في حين تتمرد الثانية وتمشي عارية القدمين في الحديقة وترفض وضع القفازين وتقرأ كتاباً في الحفلات التي يفترض فيها اصطياد عريس. تصيب والديها المحافظين بالذعر عندما ترقص امام المرآة بثياب والدتها الداخلية الحرير فيرسلانها الى مصح عقلي بتواطؤ الطبيب وشقيقتها التي تنتقم منها لتفضيل العريس الموعود ازمي عليها. تكتشف الشابة انها حامل فيبقيها أهلها في المصح اتقاء للفضيحة ويقاطعونها. تخرج في اواخر حياتها بعد ستين عاماً لتعيش مع قريبة شابة لها. تتظاهر انها نائمة لكي تستوعب العالم فتطفئ الشابة الراديو وتحس العجوز بأن ذلك ألطف عمل شهدته منذ زمن وتكاد تبكي. "اختفاء ازمي لينوكس"عن مصادرة حياة النساء اللواتي رفضن قواعد السلوك والأخلاق السائدة فاعتبرن مختلات وخسرن معظم حياتهن. الرواية تحفل بعنف يشمل الاغتصاب والقتل والتعذيب ويبقى بلا عقاب في مجتمع منافق يحافظ على نفسه بالخداع والتآمر. اوفاريل تبرع في تصوير الحب الجامح والأسرار العائلية، ولئن اتهمت بالإفراط في الغنائية تتحفظ في هذه الرواية وتعتمد اسلوباً أكثر أناقة. * كانت ديان سترفيلد استاذة ادب فرنسي في جامعة سنترال لانكشير المغمورة وتحولت فجأة الى مؤلفة رواية اكثر مبيعاً في اميركا. جاهدت البريطانية خمسة اعوام وهي تكتب وتعيد الكتابة وتصارع العقدة التي اتضحت بعد ثلاثة أعوام من العذاب."الحكاية الثالثة عشرة"الصادرة عن اوريون تروي قصة توأمين تختفي إحداهما منذ الطفولة ويتضح مصيرها تدريجاً وسط مناخ محقون بحب المحارم ومؤامرات المربية وهجر الأطفال. ناقد الپ"واشنطن بوست"ان الرواية تكثر من ذكر أعمال الشقيقات برونتي وتشارلز ديكنز لكنها أقرب الى أعمال دان براون مؤلف"شيفرة دافنشي". كان الأميركيون أكثر إقبالاً على الرواية القوطية من البريطانيين الذين اشتروا 600 نسخة منها في الأسبوع الأول لنشرها في مقابل 70 ألفاً في اسبوعين في اميركا. باتت الكاتبة معلمة سابقة بفضل الصفقة الأميركية التي عادت عليها بمليون دولار، وهي موعودة بفيلم تشويق وثلاثين سوق خارجي.