كشف وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى أن المتورطين في التفجيرات الانتحارية في 11 آذار مارس الماضي و10 نيسان ابريل الجاري ينتسبون إلى تنظيم واحد يعود في أساسه الى خلايا شكّلها المعتقلان عبدالمالك بوزكان ويوسف عداد المدانان على خلفية التفجيرات الانتحارية لعام 2003 في الدار البيضاء واللذان ارتبطا مع تنظيم"الصراط المستقيم"قبل أن تنشأ خلافات حول أهداف العمليات الانتحارية وتوقيتها، أدت إلى تفرع الخلايا إلى مجموعتين إحداهما اكتُشفت بعد تفجير مقهى للإنترنت في حي سيدي موسى في الدار البيضاء ما أدى إلى مقتل عبدالفتاح الرايدي، والثانية نفّذت التفجير الانتحاري في حي مولاي يوسف قبالة المركز اللغوي الأميركي وأدت إلى مقتل الشقيقين عمر ومحمد المها. غير أن الوزير بن موسى نفى أمام مجلس المستشارين الغرفة الثانية في البرلمان أول من أمس أن يكون لهذه التنظيمات ارتباطات خارجية باستثناء ما يتعلق بتغلغل الفكر الجهادي. وقال إن التحريات التي نفذتها السلطات المغربية أدت إلى اعتقال 59 مشتبهاً أُفرج عما لا يقل عن 10 منهم لعدم وجود أدلة حول تورطهم في أعمال إرهابية، وأحيل 31 معتقلاً على القضاء، بينما ما زالت التحقيقات متواصلة مع آخرين وما زال البحث جارياً عن مطلوبين إثنين يُشتبه في أنهما ضالعان في تلك العمليات. ولفت الوزير إلى أن الخطة الاستباقية التي نفذتها السلطات بعد تلقيها معلومات حول التهديدات المحتملة مكّنت من تطويق مخاطر تعرض منشآت حيوية إلى هجمات إرهابية، في إشارة إلى خطة كان يعتزمها الانتحاريون لضرب ميناء الدار البيضاء ومراكز أمنية وسياسية. وشدد على استمرار حال التعبئة والحذر في مواجهة أي تهديدات. وكان لافتاً أن المسؤول المغربي عرض إلى تشديد الرقابة على الموانئ والمطارات والمعابر، لكنه شدد على منطقة الراشيدية وسط شرقي البلاد، كونها الأقرب إلى الشريط الحدودي الذي يمكن أن يتسلل منه نشطاء قادمون من الساحل جنوب الصحراء، وإن كانت تحريات ذهبت في اتجاه عدم الربط بين تفكيك الخلايا الأخيرة وتزايد عمليات استقطاب المتطوعين الى جانب المقاومة العراقية. كما أكدت ذلك وقائع تفكيك خلايا سابقة يعتقد أن لها ارتباطات خارجية، وقد تكون قررت ضرب مصالح داخلية عوض الذهاب الى العراق. وأفاد أ ف ب مصدر قضائي أن قاضي التحقيق في سلا استجوب أمس الانتحاري الشاب الذي نجا من تفجير 11 آذار مارس داخل مقهى انترنت في الدار البيضاء، وذلك في حضور والده كونه قاصراً. وكان يوسف خضري 17 عاماً أصيب بجروح فيما قتل شريكه عبدالفتاح الرايدي في 11 آذار بتفجير نفسه داخل مقهى في الدار البيضاء. ونجح خضري في الفرار من المكان لكن الشرطة اعتقلته لاحقاً. من جهة أخرى، قال المصدر نفسه ان احد قضاة التحقيق في نيابة سلا لمكافحة الارهاب أجرى الثلثاء مواجهة بين خمسة من أصل 31 مشتبهاً بهم اعتقلوا بعد 11 آذار وحسن الخطاب، الزعيم المفترض لخلية"أنصار المهدي"التي يحاكم حالياً خمسون من أفرادها.