قُتل ثلاثة "انتحاريين" في مواجهات شهدتها أحياء فقيرة في ضواحي مدينة الدار البيضاء بين قوات الأمن وبقايا "خلية عبدالفتاح الرايدي" الذي فجّر نفسه في مقهى للإنترنت الشهر الماضي. وفي حين قتلت الشرطة واحداً من "الانتحاريين" الثلاثة عند دهم مخبئهم فجراً، فجّر الآخران نفسيهما في مكانين مختلفين، في الصباح وبعد الظهر، خلال قيام رجال الأمن بمحاصرة كل منهما. وبدا واضحاً من مسلسل الأحداث طوال نهار أمس والأحداث المشابهة التي حصلت منذ كشف"خلية الرايدي"ان الإنتحاريين يزنّرون أنفسهم بأحزمة ناسفة طوال الوقت خشية أن تعتقلهم قوات الأمن. وأعلنت السلطات بعد تفجير الرايدي نفسه واعتقال رفيق له كان يزنّر نفسه بحزام ناسف أيضاً، أنها تبحث عن خلية من"الانتحاريين"يتجاوز عدد أفرادها العشرة، وقالت إنهم كانوا يخططون لاستهداف بواخر في ميناء الدار البيضاء إضافة إلى منشآت أخرى لم تُحدد. أحزمة ناسفة وقال مراقبون أن تجول الانتحاريين المحتملين في أحياء هامشية في مدينة الدار البيضاء، وهم يحملون أحزمة ناسفة، يعني أن هؤلاء قرروا تفجير أنفسهم بدل الاستسلام إذا دهمت مخابئهم أو طاردتهم الشرطة. لكنهم لفتوا إلى أن ذلك يعني أيضاً"ضياع بوصلة التحكم"في الخطط التي وضعتها التنظيمات التي ينتمون إليها ولم يتمكنوا من تنفيذها. وأكدت مصادر مطلعة أن الانفجارات والمواجهات التي شهدها حي الوفاء في ضاحية الفداء في الدار البيضاء أمس أسفرت عن مقتل ثلاثة انتحاريين أحدهم برصاص قوات الأمن، وتمكنت التحريات من تحديد هوية اثنين منهم، هما محمد الراشدي ومحمد مناصلة. فيما رجح أن يكون الانتحاري الثالث أيوب الرايدي شقيق الانتحاري عبدالفتاح الرايدي الذي فجر نفسه في مقهى الانترنت في 11 آذار مارس الماضي. وقالت أن قوات الأمن دهمت محل اقامتهم إثر تلقيها معلومات يُعتقد بانها جاءت في إفادات معتقل آخر من أفراد الخلية لم يُعلن عنه بعد. واللافت ان الانتحاريين الثلاثة كانوا على استعداد لتفجير أنفسهم في لحظة المداهمة، إذ جرت مطاردتهم فوق سطوح المنازل المجاورة للمسكن الذي كانوا يقيمون فيه. وعثرت قوات الأمن لدى دهمه على متفجرات وحقائب يعتقد بانها كانت تستخدم لحمل المتفجرات على غرار تجربة انتحاريي الدار البيضاء في 16 ايار مايو 2003. إنتحاري رابع؟ وطوقت قوات الأمن كافة مداخل الحي وشرعت في تفتيش البيوت والأزقة، ما دفع الانتحاري الثالث الذي كان تمكن من الفرار أن يخرج من مخبئه وتفجير نفسه، ما أدى إلى مقتل شرطي واصابة آخرين بجروح جراء قوة الانفجار. وتردد ليلاً أن قوات الأمن تحاصر مخبئاً آخر في المنطقة ذاتها وتتفاوض مع"انتحاري"رابع وربما أكثر لتسليم نفسه. وتشن قوات الأمن منذ اسابيع حملات بحث عن مطلوبين ينتسبون الى خلية عبدالفتاح الرايدي الذي أفرج عنه بعد قضائه نصف العقوبة والإفادة من عفو ملكي كان مسجوناً على ذمة تفجيرات الدار البيضاء العام 2003. ورصدت معطيات أمنية أرقام الانتحاريين المحتملين في هذه الخلية بنحو 12 شخصاً انتحر منهم أربعة والقي القبض على اثنين على الأقل، إضافة الى اعضاء محتملين من غير الانتحاريين في التنظيم. ويعكف خبراء أمنيون مغاربة وأجانب على تحليل المواد المتفجرة والإمكانات المتاحة أمام تفكيك بقية اعضاء الشبكة الفارين بعدما طالت الاعتقالات في صفوف المشبوهين أكثر من ثلاثين شخصاً منذ التفجير الانتحاري في 11 آذار مارس الماضي.