عبر ومعانٍ كثيرة هي خلاصة منح بولندا وأوكرانيا شرف استضافة نهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم عام 2012، ومعناها الأساس "الارتباط الاتحادي" السياسي والاقتصادي، والتوجه أو النهج الذي يقوده الرئيس الجديد للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، علماً ان تحديات كثيرة وورشة تطوير بنيوية كبيرة تنتظر البلدين. في حين أن التصويت الأوروبي لصالح الدولتين ترافق والأزمة السياسية الأوكرانية، والخلاف الكروي البولندي بين اتحاد اللعبة ووزير الشباب والرياضة. في بولندا، حددت مرافق التنظيم في العاصمة وارسو وغدانسك"معقل"نقابة التضامن التي غيّرت المسار السياسي للبلاد بقيادة ليخ فاليسا في ثمانينات القرن الماضي، وفروكلاو، وبوزنان حيث يُشيّد ملعب يتوقع إنجازه أواخر العام المقبل. وفي أوكرانيا، يشيّد ملعبان، أحدهما في دونتسك سينجز في الأول من أيار مايو 2008، والآخر في دنيبروبوتروفسك 1/10/2007. كما سيجدد ملعبا كييف ولفوف، فضلاً عن بناء استاد أولمبي جدية في العاصمة. ولأن مصلحة بولندا تتخطى مناكفات الاتحاد ووزير الرياضة وصلاحياتهما، ينتظر ولو بحذر، أن تزدهر ورش البناء ومباشرة تنفيذ المشاريع المخطط لها وبعضها موضوع في الأدراج. فهناك الكثير لتأهيله وتوسيعه من بنية تحتية وخطوط نقل بما فيها الطرقات الجديدة وخدمات الحافلات وسكك الحديد وأماكن الاقامة. ولأن البلدين مترابطان والتنقل بينهما براً مضن، ومنها المسافة بين غدانسك ودونتسك البالغة 1900 كيلومتر، ما سيرهق الفرق والصحافيين والمشجعين، وبالتالي بأن خطوط القطار السريع لا بد وأن تكون الحل الأنجع، علماً أن مهلة خمس سنوات لانجازها قصيرة جداً. وتأمل وارسو أن تفي دانيتا هوبنر مندوبتها في الاتحاد الأوروبي، مفوضة السياسة الاقليمية، بوعودها التي أطلقتها عقب فوز ملف الترشح. إذ أعلنت أن مخصصات اضافية ستلحظ لبلورة صيغ مناسبة لتنفيذ المشاريع المشتركة البولندية - الأوكرانية خدمة للحدث. هكذا، تبدو خطوة التنظيم المشترك الثالثة، بعد استضافة هولندا وبلجيكا البطولة عام 2000، وتنظيمها المرتقب في النمسا وسويسرا هذا الصيف، مفيدة في رأي من يتطلع الى تنمية دول أوروبا الشرقية التي دخلت"الاتحاد"عبر البوابة الرياضية، في حين أن الوقائع تطرح تحديات لا تعدّ ولا تحصى... بينما شمّرت اتحادات أوروبية غربية عدة عن سواعدها تفعيلاً لملفات ترشحها لنسخة عام 2016، وفي مقدمها فرنسا.