سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طالب المسؤولين في دمشق بمنع المقاتلين الاجانب من العبور الى العراق ووقف دعم "حزب الله" و "حماس" . وفد الكونغرس يشجع سورية على "بناء الثقة" مع إسرائيل : بوش صديقنا وآذانه معنا ... وهناك نافذة فرصة لتحسين العلاقات
طلب وفد الكونغرس الأميركي أمس من المسؤولين السوريين "الإقدام" على بعض "خطوات بناء الثقة"، بينها إعادة رفاة الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين وتحميل أعضاء الوفد بعض "المبادرات" تجاه واشنطن باعتبار الرئيس جورج بوش "صديقنا ونملك آذانه ويصغي الينا". وأجرى الوفد، الذي يضم ثلثه أعضاء جمهوريين برئاسة السناتور فرانك وولف، محادثات مع الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم قبل يومين من وصول رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي على رأس وفد من ستة نواب، بينهم واحد جمهوري هو ديفيد هوبسون. وقال ناطق رسمي إن محادثات أمس تناولت"الوضع في العراق والمنطقة عموماً". وكان لافتاً أن القائم بأعمال السفارة الأميركية مايكل كوربون حضر المحادثات بين أعضاء الكونغرس والمسؤولين السوريين، وذلك للمرة الأولى منذ إقدام بيل نيلسون نهاية العام الماضي على كسر"السياسة العملية"بفرض عزلة على دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري بداية 2005. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن وزارة الخارجية الأميركية كانت تطلب من سفارتها في دمشق عدم ارسال ديبلوماسي رفيع الى المحادثات والاكتفاء بإرسال شخص لكتابة محضر الاجتماعات. ومن غير المعروف إذا كان كوربون سيحضر لقاءات بيلوسي في دمشق. وأوضحت مصادر مطلعة ل"الحياة"أن محادثات الوفد الأميركي تركزت على الأوضاع في العراق، وتطرقت الى الوضع الفلسطيني، وأن"الوقت لم يسمح"بالتطرق الى الوضع في لبنان. وعلى رغم أن أعضاء الكونغرس أبلغوا السوريين أن بعضهم التقى الرئيس بوش قبل مجيئهم الى دمشق، وأنهم"يملكون آذانه ويصغي الينا ونحن أصدقاء له"، حرصوا على التأكيد أنهم"لا يمثلون رأي إدارة بوش"، وأنهم يؤمنون ب"الانخراط مع دمشق وبضرورة اغتنام الفرصة للتحرك باتجاه إعادة العلاقات الى مجراها". وأشار أحد المسؤولين السوريين الى امكان تعيين سفير اميركي في دمشق بعد سحب السفيرة مارغريت سكوبي بعد يومين على اغتيال الحريري، علماً ان خبراء سوريين أشاروا الى ان ذلك ممكن بترفيع كوربون الذي وصل في آب اغسطس الماضي، الى رتبة سفير باعتباره"ديبلوماسياً جيداً". واقترح أحد أعضاء الوفد الأميركي"إقدام"دمشق على خطوات لبناء الثقة مع اسرائيل في هذه المرحلة حيث تتوافر"فرصة نافذة"مثل اعادة رفاة كوهين، غير ان الجانب السوري اثار"قضية الاسرى السوريين الذين يعانون في السجون الاسرائيلية". وتناولت المحادثات الموضوع العراقي، إذ شرح السوريون الخطوات التي اتخذوها لدعم العملية السياسية في العراق وضرورة ان يكون"الحل سياسياً وليس عسكرياً". وعندما أثار أحد أعضاء الوفد موضوع وجود"بعثيين"في الاراضي السورية يدعمون"التمرد"في العراق وتسلل"مقاتلين"عبر الحدود، شرح الجانب السوري موقفه القائل ان القوائم التي كانت تسلمتها دمشق في شأن"مطلوبين عراقيين"تبين لدى التحقق منها انها تتضمن معلومات خاطئة، وان بعض الذين وردت اسماؤهم فيها موجود في دول أخرى. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني أعلن خلال وجوده في دمشق في كانون الثاني يناير الماضي، ان نائب الرئيس العراقي السابق عزت الدوري موجود في اليمن، علماً ان اسمه كان وارداً في القوائم التي سلمت الى دمشق على انه موجود في سورية. كما أوضح الجانب السوري الاجراءات التي اتخذتها السلطات الأمنية لضبط الحدود مع العراق، وان دمشق طلبت مساعدات فنية من الجانبين الاميركي والبريطاني، لكن ذلك لم ينفذ، كما ان أياً من الإجراءات الأمنية غير متخذ على الجانب العراقي. وتحدث السوريون عن"التنسيق الأمني القائم حالياً مع الحكومة العراقية بموجب مذكرة التفاهم الموقعة"بين وزيري الداخلية السوري اللواء بسام عبدالمجيد والعراقي جواد البولاني. وعندما جرى التطرق الى موضوع"حركة المقاومة الاسلامية"حماس، كان هناك استغراب سوري في شأن طلب أحد الأعضاء اغلاق مكاتب"حماس"في سورية، في وقت باتت الحركة ممثلة في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، مع وجود"تقدير"غربي لدور دمشق في اتخاذ الحركة"خطوات براغماتية". ونقل بيان صدر عن السفارة الاميركية في دمشق وتسلمت"الحياة"نسخة منه، عن وولف قوله ان المحادثات تناولت"ضرورة منع المقاتلين الاجانب الذين يقتلون الجنود الاميركيين والعراقيين الابرياء من دخول العراق عبر سورية، وضرورة انهاء الدعم ل"حزب الله"و"حماس"والاعتراف بحق اسرائيل بالوجود بأمن وسلام، ووقف التدخل في لبنان". وزاد المسؤول الاميركي:"ان كل واحد منا يؤيد بقوة استراتيجية الرئيس بوش الجديدة في العراق، ونؤمن ايضاً، كما أوصى بذلك تقرير لجنة بيكر - هاملتون حول العراق، بأنه ينبغي ان يكون هنالك جهد ديبلوماسي قوي لمعالجة القضايا والمصالح الأخرى والصراعات التي لم تحل بعد في المنطقة"، مشيراً الى ان الوفد"يسير على خطى الرئيس الراحل رونالد ريغان، الذي تعامل مع السوفيات أثناء الحرب الباردة. ففي الوقت الذي كان فيه ريغان يؤمن بقوة أنه لا مناص من الاستمرار في مواجهة الاتحاد السوفياتي في كل المجالات التي كان يعتبر سلوكه فيها غير مقبول، فإنه كان أيضاً يعتقد أنه ما كان بوسعه منفرداً أن يجبر الاتحاد السوفياتي على اجراء اصلاحات، ولذلك استمر في علاقاته الديبلوماسية".