كانوا يطلقون عليه لقب "المطرب صاحب الإحساس"، وإحساسه العالي هو ما أهله للتمثيل، وإيصال صوته الى الملايين. إنه الفنان إيمان البحر درويش، حفيد الموسيقار سيد درويش، الذي قدم عدداً من الأعمال الدرامية المتميزة، ثم سرعان ما اختفى عن الساحة الفنية، ليترك المكان مشرعاً لإشاعات تتحدث عن اعتزاله الفن. في حديث الى"الحياة"ينفي درويش هذا، ويصرّ على مواصلة عطائه الفني غناء وتمثيلاً، كما يتحدث بإسهاب عن دوره الدرامي الجديد. ويقول:"رشحت صدفة لدور الإمام الشافعي، بعدما رفضت عرض المنتجة إيمان زايد في تقديم دور عبد الله بن مسعود، كون صفاته الشكلية بعيدة مني، خصوصاً أنه كان نحيل الجسم. ويروى عنه أنه حين يتسلق النخل كان الصحابة يضحكون من ضعف ساقيه ورقتهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم"إن قدميه في الجنة أثقل من جبل أحد". بعدها عرضت علي المنتجة دور الإمام الشافعي، فلم أتردد في قبوله، وذلك لحبي الشديد بشخصية هذا الإمام الذي قرأت عنه كثيراً". وعما إذا كان قيامه بالتمثيل باللغة العربية الفصحى سيشكل عائقاً أمامه يؤكد درويش"أنه في الأصل مطرب والمطرب يستطيع أن يغني بالفصحى من دون مشاكل"، إذ"لا بد أن يكون الفنان على دراية باللغة حتى يستطيع أن ينطق الكلمات بالشكل الصحيح". ويقدم مثلاً على ذلك سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي حفظت القرآن الكريم قبل أن تتعلم الغناء، ما ساعدها في إنشاد أصعب قصائد كبار الشعراء. ويتحدث درويش عن شعوره في أول يوم تصوير، بعدما ابتعد لفترة طويلة عن الوقوف أمام الكاميرات، ويقول:"لا أستطيع أن أصف شعوري يومها، إذ لم أنم تلك الليلة، وذهبت إلى الاستوديو مبكراً وبدأت في مذاكرة أول مشهد، خصوصاً أننا نعمل أثناء التصوير بمنطق السينما، إذ نصور بكاميرا واحدة وليس بطريقة الفيديو التقليدية. بعد أداء المشهد الأول شعرت أنني استعدت لياقتي وأنني بين أهلي وأصدقائي من الفنانين الذين أعطوني شعوراً بأننا في جو عائلي وليس في مكان تصوير"لذلك حمدت الله على أن اليوم الأول مر بسلام وبعدها بدأت عجلة العمل تدور". ويشير درويش الى أن الإشاعات التي أطلقت حول اعتزاله الفن وتطرفه دينياً، خصوصاً أن بعضهم أكد أنه أطلق لحيته وارتدى الجلباب، جعلت المنتجين يحصرونه في اللون الدرامي الديني،"رغم أنني منذ أن عدت إلى الغناء في 2001 وحتى الآن، أغني كل الألوان، سواء كانت دينية أم عاطفية. من هنا أتمنى تحقيق عمل درامي اجتماعي يحمل رسالة هادفة، ويهم المشاهد في أنحاء العالم العربي، بعيداً من الأعمال التي لا تسعى الا للتسلية". ويضيف:"لم أبتعد عن الساحة الفنية من تلقاء نفسي، لكنني في الوقت ذاته لما كنت لأعرض نفسي على المنتجين. كل ما في الأمر أن هناك من صدق الإشاعات التي أطلقها بعضهم حول اعتزالي، وراح يعاملني على هذا الأساس، الى ان ساهمت مشاركتي في حفلات الأوبرا في طرح اسمي من جديد في الدراما". ويوضح أنه لجأ إلى الكتب والدراسات القديمة من أجل رسم ملامح شخصية الإمام الشافعي. ويعتبر"أن مسلسلات السير الذاتية تحمل تحدياً كبيراً للفنان"،"خصوصاً أنها تتطلب اجتهاداً كبيراً منه، فما بالك بشخصية دينية كانت وما زالت تؤثر في حياتنا اليومية". ورداً على سؤال عما إذا كان سيقوم بالغناء في المسلسل لا سيما وأن الإمام الشافعي كان عاشقاً للأشعار، قال:"سأكتفي بغناء المقدمة والنهاية، بناء على طلب مؤلف العمل الدكتور بهاء الدين إبراهيم والمخرجة شيرين قاسم، لنحافظ على قدسية الإمام الشافعي الذي لم يكن يغني بل يشدو بالأشعار فقط، ولكن هذا لا يمنع أن يكون أمامنا خيار من اثنين: أن نقول الشعر في شكل أدبي أو في شكل غنائي، فهذه مسألة فنية متروكة للمؤلف والمخرجة".