افتتحت أسواق المال والعملات العالمية تداولات الأسبوع الجاري أمس مسجّلة ارتفاعات قياسية في أسعار العملات، لا سيّما الجنيه الإسترليني واليورو والدولارين الأسترالي والنيوزيلاندي، وفي أسواق الأسهم، على خلفية تفاؤل وزراء مال"مجموعة السبع"في آفاق الاقتصاد العالمي في بيانهم الختامي بعد اجتماعهم في واشنطن. إذ سجل سعر الجنيه الإسترليني أعلى مستوياته أمام الدولار منذ أيلول سبتمبر عام 1992، بعد إعلان"المكتب الوطني للاحصاءات"البريطاني ان بيانات أسعار المنتجين البريطانيين تجاوزت التوقعات، مرتفعة حوالى 0.6 في المئة في آذار مارس الماضي، رافعة المعدّل السنوي إلى 2.7 في المئة الأعلى منذ آب/أغسطس 2006، كما ارتفعت أسعار المنازل إلى أعلى مستوى لها في عامين في شباط فبراير الماضي، إلى معدّل 12.1 في المئة، ما عزز التوقعات بأن"بنك إنكلترا المركزي"سيرفع أسعار الفائدة في أيار مايو المقبل. وارتفع الإسترليني إلى 1.9930 دولار، مسجلاً أعلى مستوى منذ ان خرجت بريطانيا من آلية أسعار الصرف الأوروبية التي سبقت طرح اليورو في عام 1992، ومقترباً من مستوى دولارين للجنيه الواحد. وسجّل الين تراجعاً قياسياً أمام العملات الأخرى أمس، فارتفع اليورو إلى سعر قياسي بلغ 162.42 ين لليورو، كما ارتفع الدولار إلى 119.66 ين. إذ لم يبد وزراء المال في"مجموعة السبع"الكبرى قلقاً من ضعف الين، في اجتماعهم في مطلع الأسبوع، ما دفع المستثمرين إلى الاستمرار في الاقتراض بالين الرخيص، لتمويل استثماراتهم في عملات عالمية ذات عائد أعلى. وسجّل اليورو مجدداً أعلى سعر في عامين أمام الدولار أمس، مرتفعاً إلى 1.3576 دولار، مقترباً أكثر من أعلى مستوى له على الإطلاق أمامه، كان سجّله في كانون الأول ديسمبر عام 2004، حين بلغ 1.3670 دولار لليورو. وسجّل الدولار النيوزيلندي يحظى بأعلى معدّل فائدة بين عملات الدول الصناعية أعلى سعر له في سنتين أمام الدولار الأميركي، مرتفعاً إلى 0.7412 للدولار، وأعلى سعر أمام الين في 17 سنة، مرتفعاً إلى 88.65 ين، كما تبعه الدولار الأسترالي مسجلاً أعلى سعر في 10 سنوات أمام الين، مرتفعاً إلى 99.90 ين، وأعلى سعر في 17 سنة أمام الدولار مرتفعاً إلى 0.8357 دولار. أسواق الأسهم تنتعش وسجّل أمس مؤشر"إم إس سي آي للأسهم العالمية"أعلى مستوى له على الإطلاق، إذ ارتفع حوالى 0.60 في المئة، إلى 387.80 نقطة، كاسباً حوالى 5.5 في المئة من قيمته منذ بداية السنة الجارية، مقابل تسجيله ارتفاعاً بلغ 19 في المئة طوال العام الماضي. ومن ناحيتها، ارتفعت الأسهم الأوروبية إلى أعلى مستوى تسجله في 6 سنوات. وارتفع مؤشر"يوروفرست 300"الرئيسي لاسهم الشركات الأوروبية بنسبة 0.91 في المئة، إلى 1067.76 نقطة، مسجلاً أعلى مستوى له منذ كانون الأول ديسمبر عام 2000. وواصل مؤشر"فاينانشال تايمز"القياسي البريطاني ارتفاعه، بعد أن سجل أعلى مستوى إغلاق منذ أكثر من ست سنوات في الجلسة السابقة الجمعة الماضي، مستمداً الدعم من ارتفاع سعر صرف الجنيه الإسترليني ومن أنباء عن احتمال حصول اندماجات مصرفية. وارتفع مؤشر"فاينانشال تايمز 100"حوالى 33.9 نقطة، أي بنسبة 0.52 في المئة، مسجلاً 6496.30 نقطة بعد إغلاقه الجمعة الماضي على 6462.4 نقطة. وقفز سهم بنك"باركليز"حوالى 2.1 في المئة ليتصدر قائمة الأسهم الصاعدة بعد أن أبدى كونسورتيوم منافس يضم"رويال بنك أوف سكوتلاند"و"سانتاندر"و"فورتيس"الأوروبيين اهتماماً بشراء" إي بي إن أمرو"الهولندي، ما قد يُفشل محاولة"باركليز"لشرائه. وبدوره، قفز سهم بنك"إي بي إن أمرو"الهولندي حوالى 5.5 في المئة بعد أن أعلن زيادة في أرباحه بنسبة 30 في المئة إلى 1.31 بليون يورو 1.77 بليون دولار في الربع الأول من العام الحالي. وفي طوكيو، ارتفع مؤشر"نيكاي"القياسي بنسبة 1.52 في المئة، مدعوماً بارتفاع اسهم شركات التصدير، مثل"كانون"، نتيجة تراجع الين أمام العملات الأخرى. إذ من شأن ضعف الين تعزيز مكاسب الشركات التي تصدّر إنتاجها للخارج، لأنه يدعم أرباحها لدى تحويل الأموال إلى اليابان. وأوضح كبير المحللين في"راكوتن للوساطة المالية"، هيرويوكي فوكوناجا:"اشترى المستثمرون أسهم شركات الإلكترونيات والأجهزة الدقيقة بعد أن منحهم اجتماع مجموعة السبع شعوراً بالثقة في عدم حدوث حركة تصحيح تدفع بسعر الين إلى الارتفاع". وأغلق مؤشر"نيكاي"مرتفعاً 264.35 نقطة، إلى 17628.30 نقطة، في حين ارتفع مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً 1.18 في المئة، إلى 1725.60 نقطة.