كما كان متوقعا، لم يتطرق رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت خلال محادثاته مع الرئيس محمود عباس ابو مازن في القدسالمحتلة امس الى قضايا الحل النهائي، واكتفى بالبحث في مسألة ايجاد"افق ديبلوماسي". وصرح مسؤول اسرائيلي بارز لوكالة"فرانس برس"بأن الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي التقيا في منزل اولمرت في القدسالمحتلة، تلا ذلك اجتماع منفرد بين عباس واولمرت استمر 30 دقيقة. واضاف:"ناقش اولمرت وابو مازن خلال اللقاء المنفرد الافق الديبلوماسي"، الا انهما لم يتطرقا الى قضايا الحل النهائي. وكان أولمرت اعلن في الاجتماع الوزاري الاسبوعي امس في تصريحات بثها التلفزيون:"لن نناقش القضايا الجوهرية". وتابع ان اولمرت حض عباس مجددا على بذل كل ما بوسعه للافراج عن الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت الذي اسره مسلحون فلسطينيون في غزة في حزيران يونيو الماضي، موضحا:"قال اولمرت ان على ابو مازن استخدام ثقله لحل هذه المسألة". رغم ذلك، لم يناقش الجانبان تفاصيل عملية تبادل الاسرى المحتملة بين الفلسطينيين واسرائيل والتي جرى التفاوض عليها بوساطة مصرية. وكشف المصدر ان الجانب الفلسطيني اعرب خلال اللقاء عن نيته نشر قوات من الحرس الرئاسي الموالي لعباس على طول ما يسمى بطريق فيلادلفيا الفاصل بين غزة ومصر لوقف اي تهريب للاسلحة الى قطاع غزة، مضيفا ان"اسرائيل اعادت تأكيد موقفها بضرورة وقف اطلاق صواريخ القسام"على الاراضي الاسرائيلية. وكان عباس واولمرت اتفقا خلال الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لاسرائيل والاراضي الفلسطينية الشهر الماضي على عقد لقاء كل اسبوعين بهدف تحريك عملية السلام المتوقفة منذ ست سنوات. وقال صائب عريقات احد مستشاري عباس البارزين انه يجب عدم توقع ان يصنع هذا الاجتماع الواحد معجزات. واضاف ان عباس واولمرت اتفقا على عقد اجتماعهما المقبل قبل نهاية الشهر في مدينة اريحا في الضفة الغربية. وبعد ست سنوات من بدء مفاوضات الوضع النهائي بين اسرائيل والفلسطينيين تسعى الولاياتالمتحدة الى بلورة"أفق سياسي"للطرفين، فيما تحاول كسب مساندة العرب لسياستها في العراق وتجاه ايران. وقبل اللقاء، اكد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد امس ان الحكومة لا تنتظر موقفا ايجابيا من اسرائيل، وقال في مؤتمر صحافي في غزة ان اسرائيل"ليست معنية بعملية سياسية جادة، بل معنية بكسب الوقت لتنفيذ سياستها الاستيطانية وتغيير الوقائع الديموغرافية على الارض". واضاف ان"السياسة الاسرائيلية لم تتغير رغم ان هذا هو اللقاء الثالث بينهما، حيال القضية الفلسطينية... وهناك اصرار على المطالب السابقة كالاعتراف باسرائيل وشروط الرباعية". وتابع:"رغم ان حكومة الوحدة قدمت برنامجا يجيب على كل التساؤلات، فالموقف الاسرائيلي والاميركي ما زال يمارس الابتزاز على الشعب الفلسطيني".