أعلنت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة أن اللقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت سيعقد غداً، في وقت اعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف اسماعيل هنية ان حكومة الوحدة ستكون جاهزة خلال ايام. واوضح رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات ان لقاء عباس - اولمرت سيبحث في فرص استئناف المفاوضات النهائية أولا، اضافة الى رزمة من القضايا الإنسانية والاقتصادية والحصار والاموال المحتجزة وقضية الأسرى والوزراء المخطوفين. وافادت الناطقة باسم الحكومة الاسرائيلية ميري ايسين ان الاجتماع"سيعقد على الارجح الاحد"، مضيفة انه لم يتم بعد وضع اللمسات النهائية على بعض التفاصيل، في حين قال مسؤولون ان اولمرت سيطلب من عباس تقديم ايضاحات في شأن 100 مليون دولار من اموال الضرائب الفلسطينية حولتها اسرائيل اليه في وقت سابق من العام الحالي. من جانبه، سيحاول عباس اقناع أولمرت بتخفيف معارضته لحكومة الوحدة، ويتوقع ان يثير امكان توسيع اتفاق هدنة مضطرب في غزة ليشمل الضفة الغربية، وهو امر يعارضه بعض الناشطين الفلسطينيين، في حين تصر اسرائيل على عدم الخوض فيه الى ان يتوقف الفلسطينيون عن اطلاق صواريخ من قطاع غزة. يذكر ان اللقاء السابق بين عباس واولمرت فشل بسبب تذرع الاخير باتفاق الشراكة بين"فتح"و"حماس"الذي توصلت اليه الحركتان في مكة. ويرى مراقبون في اسرائيل ان اولمرت الذي يمر في أسوأ واضعف فترات حكمه سيستخدم حكومة الوحدة ذريعة لعدم استئناف المفاوضات النهائية مع عباس. ويتوقع ان تعود رايس الى المنطقة لاجراء محادثات منفصلة مع كل من اولمرت وعباس في وقت لاحق الشهر الجاري. في غضون ذلك، غادر عباس رام الله امس الى عمان للقاء العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني العائد من زيارة للعاصمة الاميركية. ومن المقرر ان يبحث معه نتائج الزيارة، خصوصا الدور المتوقع للادارة الاميركية في استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، وفرص رفع الحصار المالي الذي تفرضه ادارة جورج بوش على السلطة بعد تشكيل حكومة الوحدة. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان عباس سيبحث مع الملك عبدالله الثاني تطورات الاوضاع في المنطقه قبل لقائه اولمرت الاحد، مضيفا ان اللقاء"يأتي في اطار التنسيق المشترك خصوصا بعد القاء العاهل الاردني كلمته المهمة امام الكونغرس التي شدد خلالها على ضرورة احياء عملية السلام". وتابع ان عباس سيناقش مع الملك عبدالله"التحضيرات للقمة العربية المقرر انعقادها في 28 الجاري في الرياض"، و"سيضعه في صورة تطورات الوضع في الاراضي الفلسطينية والخطوات التي تمت من اجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي اتفق على الغالبية العظمى من تفاصيلها". هنية وفي غزة ا ف ب، اكد هنية للصحافيين بعد صلاة الجمعة في مسجد في غزة، ان حكومة الوحدة ستكون جاهزة"في الايام القليلة المقبلة"، مضيفا:"ايام الاسبوع المقبل ستشهد ان شاء الله خطوات عملية ومن المتوقع ان نبدأ في اجراءاتنا الدستورية". واوضح ان"هناك بعض القضايا البسيطة جدا سننهيها مع عودة الرئيس ابو مازن عباس الى قطاع غزة الاثنين المقبل". وفي شأن حقيبة وزارة الداخلية التي لم يتم حسم الشخصية التي ستتسلمها بعد، قال ان"وزارة الداخلية ستسند الى احدى الشخصيات التي سترشحها حركة حماس ونتوافق عليها مع السيد الرئيس... بتنا قريبين جدا من اتمام ذلك". وقال:"اطمئن الجميع اننا بتنا قاب قوسين او ادنى من الحوارات المتعلقة بتشكيل الحكومة وخريطة الحكومة اصبحت واضحة بالنسبة الى القوى والفصائل". وتابع:"الشخصيات المشاركة اصبحت معلومة لدينا، وسننهي هذا الموضوع بكامله مع نهاية الاسبوع المقبل". وكان عباس اعلن انه وهنية اتفقا على 99 في المئة من المسائل الخاصة بتشكيل حكومة الوحدة. ويعتقد ان تأجيل اعلان تشكيل الحكومة جاء بهدف عدم التأثير على لقاء عباس - اولمرت. ومن المقرر ان يلتقي عباس كتلة"فتح"في المجلس التشريعي بعد غد للبحث في تمثيل الحركة في الحكومة. وبموجب"اتفاق مكة"، تحصل"فتح"على ست حقائب وزارية وتسمي اثنين من الوزراء المستقلين. ومن بين وزرائها الستة، سيتولى احدهم منصب نائب رئيس الحكومة. وتقول مصادر في"فتح"ان رئيس كتلة الحركة في المجلس التشريعي عزام الاحمد ما زال صاحب الحظ الاوفر في تولي هذا المنصب، علماً ان شخصيات"فتحاوية"عديدة ومهمة ترشح وزير المال سلام فياض لهذا المنصب بسبب علاقاته الدولية. من جهة ثانية، اوضح هنية ان الشعب الفلسطيني يقوم الجمعة ب"نفير عام لنصرة المسجد الاقصى والقدس ووقوفا في وجه السياسات الاسرائيلية الهادفة الى تقويض اركان المسجد الاقصى وتهويد القدس ونزع طابعها الفلسطيني والعربي والاسلامي عنها".