خطت الخرطوم خطوة لافتة نحو قبول دور أكبر للأمم المتحدة في دارفور عندما أوصى مسؤولون كبار في الحكومة الرئيس عمر البشير بالسماح لقوات حفظ السلام في الإقليم باستخدام طائرات هليكوبتر هجومية. وجاءت الخطوة السودانية قبل ساعات من بدء جون نيغروبونتي، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، محادثاته مع المسؤولين السودانيين للضغط عليهم لقبول تشكيل قوة مشتركة من المنظمة الدولية والاتحاد الافريقي في دارفور. وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن وزير الخارجية السوداني لام اكول استقبل نيغروبونتي صباح أمس بعدما قابل الأخير مساء الخميس وزير الدولة للشؤون الخارجية السماني الوسيلة. وذكرت"سونا"ان المحادثات تركزت حول الوضع الإنساني والأمني في دارفور والبحث عن حل سياسي للنزاع ودعم الأممالمتحدة للقوة الافريقية. وقال المسؤول الأميركي الذي كان يرأس حتى وقت مجلس الاستخبارات القومي الذي يضم أجهزة الاستخبارات الأميركية كافة، ان الوضع الانساني في دارفور يتطلب انتشار قوات دولية في الإقليم. وقال للصحافيين بعد لقائه أكول:"الموقف الانساني في دارفور يدعو الى ارسال مثل هذه القوة على وجه السرعة واعتقد انه من المهم ان يتم ذلك في اقرب وقت ممكن. هذه هي الرسالة الاساسية التي احضرتها معي". واضاف:"النقطة المهمة هي ارسال قوات حفظ السلام الى اقليم دارفور في اسرع وقت ممكن". وذكرت وكالة"فرانس برس"أن نيغروبونتي توجه أمس إلى جوبا عاصمة اقليم الجنوب لمقابلة نائب الرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت والتعرف على تطورات تطبيق اتفاق السلام الذي ابرم مطلع 2005 وأنهى حرباً اهلية دامت قرابة 21 عاما بين الشمال والجنوب. ويزور نيغروبونتي الأحد دارفور ثم يعود في اليوم نفسه الى الخرطوم حيث سيجري محادثات جديدة مع عدد من المسؤولين السودانيين يحتمل ان يكون من بينهم الرئيس عمر البشير. ويغادر المسؤول الاميركي السودان بعد ذلك الى تشاد ثم ليبيا قبل أن يزور موريتانيا. وتأتي زيارة نيغروبونتي الى السودان غداة قرار الولاياتالمتحدة تأجيل فرض عقوبات من جانب واحد على السودان من أجل اتاحة الفرصة للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليتوصل الى اتفاق مع الخرطوم حول نشر قوات دولية في دارفور قوامها 20 الف رجل. وطلب بان كي مون أخيراً مهلة اضافية من اسبوعين الى اربعة اسابيع للضغط على الحكومة السودانية وحملها على القبول بإرسال قوات دولية قوامها 20 الف رجل الى دارفور. واتفق السودان والاتحاد الافريقي هذا الاسبوع على المرحلة الثانية من خطة دعم قوات الاتحاد الافريقي في دارفور ب3 آلاف رجل من القوات الدولية. أما المرحلة الثالثة التي يفترض ان تشهد تشكيل قوة مشتركة تحت قيادة الأممالمتحدة فلم تجر مناقشات في شأنها بعد بين الحكومة السودانية والاممالمتحدة. وفي هذا الإطار، أفادت وكالة"رويترز"أن مسؤولين سودانيين يعكفون على وضع اللمسات النهائية لاتفاق بشأن الدعم الذي ستقدمه الاممالمتحدة لقوات الاتحاد الافريقي في دارفور أوصوا الخرطوم بالسماح باستخدام طائرات هليكوبتر هجومية لقوات حفظ السلام. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية علي الصادق ل"رويترز"أمس:"قدموا توصية ايجابية والآن الامر متروك للقيادة. الرئيس يجب ان يقرر". وأكد الامين العام للأمم المتحدة الخميس ان طائرات الهليكوبتر لن تستخدم في اغراض هجومية وانما لمساعدة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في حماية نفسها. وهدد بعض الدول الافريقية المساهمة بجنود في دارفور بسحبهم إذا لم تتوفر لهم معدات أفضل.