تمكّنت شركة سورية تعمل في صناعة برمجيات الكومبيوتر أخيراً من إنشاء أول نظام عربي مضاد ل "الفيروسات الالكترونية" بأنواعها المختلفة مثل"حصان طروادة"Trogan Hourse والديدان الرقمية Worms وملفات التخريب والتجسس Spy Ware. يقدر البرنامج على حماية الكومبيوتر من هجمات مخترقو المواقع الالكترونية الهاكرز. ويتمتع بواجهات استعمال باللغة العربية كليّاً، ما يسهّل التعامل معه. وعكفت شركة"بلاتينيوم"السورية على صنع هذا البرنامج لأكثر من 3 سنوات، بمساعدة خبراء في المعلوماتية من شركة روسية تدعى"الدكتور ويب"، تُمثل اليد الراعية لهذا المشروع العربي. والجدير بالذكر أن الشركة الروسية معتمدة من وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية والوزارات في بلادهها. ولا يزال العمل مستمراً على تطوير البرنامج ليتناسب مع الأنواع المختلفة من أنظمة تشغيل الكومبيوتر، مثل"ويندوز"Windows و"ماك"Mac و"لينوكس"Linux وغيرها. وفي لقاء مع"الحياة"، رأى الدكتور مؤنس كيالي المدير العام لشركة"بلاتينيوم""إن البرنامج"مهم في المنطقة العربية عموماً وسورية خصوصاً، لأن ضعف القدرة الشرائية للمواطن تجعله متردداً بالنسبة لشراء برامج حماية الحواسيب... ويرى بعضهم الحلّ في اللجوء إلى"البرامج المقرصنة من دون ان يدرك أنها تؤمن أي نوع من الحماية... هذه البرامج المقرصنة توهم المستخدم بأنها تُحَدّث قواعد بياناتها، لكنها في الواقع لا تفعل ذلك. وبعد فترة لا تعود مجدية إلا في مواجهة مجموعة صغيرة من الفيروسات، ويكفي القول إن أكثر من 120 فيروساً جديداً يظهر يومياً، لكي تغدو واضحة الأهمية الكبيرة لعملية تجديد البيانات في برامج مُكافحة تلك الفيروسات". ويتمتع البرنامج بسرعة عالية في هذه العملية، تجعل أداءه قابلاً للمقارنة بالبرامج العالمية المتطورة. كما يتمتع البرنامج بقدرة ضخمة على رصد البرامج"الخبيثة"ذات الطابع التخريبي، ومتابعة سلوكها بدقة. ويمتاز بأنه لا يحتل مساحة كبيرة على القرص الصلب الرئيس في الكومبيوتر. في مهب رياح السياسة وأوضح كيالي ان برامج الكومبيوتر في أمن المعلومات، وخصوصاً برامج مكافحة الفيروسات، تقع ضمن المواد المحظور بيعها إلى بعض البلدان العربية ومنها سورية،"من هنا أهمية انتشار برنامج عربي للحماية". وأضاف:"نظامنا الجديد يستطيع قبول أي تحد أو مقارنة بأي منتج أميركي سواء أكان ذلك من وجهة نظر مستوى الحماية الأمنية أو من وجهة نظر تقنية، وخصوصاً في مجال سرعة تفحص القرص الرئيس للحاسوب والمساحة التي يحتلها على القرص الصلب". وبحسب كيالي، ثمة احصاءات تشير إلى أن عدد الفيروسات التي أُزيلت من الرسائل الالكترونية المرسلة إلى سورية خلال شهر آذار مارس الماضي عبر خوادم الانترنت كافة وصل إلى نحو 5.8 مليون، ما يوازي نحو 2 في المئة من عددها عالمياً 215 فيروساً الكترونياً. ولا يعتمد البرنامج العربي، بحسب مُصمميه، على قواعد البيانات التي تُصدرها الشركات المُنتجة لأنظمة تشغيل الكومبيوتر، بل يستند الى قواعد بياناته الخاصة. ولذا، يستبعد المصممون أن يقع برنامجهم في مشاكل مشابهة لتلك التي حصلت أخيراً مع أحد البرامج العالمية، عندما أخطأ في التعرّف الى قواعد بيانات نظام تشغيل الكومبيوتر، فحسبها فيروسات و"عطلها"، ما ضرب نظام التشغيل برمته! وأشار كيالي الى أن البرنامج خضع لفترة من التجربة العملية على حواسيب عدّة، وجاءت النتائج مشجعة.