أفاد تقرير دولي أن البرمجيات الخبيثة تسيّدت مشهد التهديدات الالكترونية في دولة الامارات العربية المتحدة، إذ شكّلت 82.6 في المئة من إجمالي التهديدات الإلكترونية فيها. ويطلق تعبير البرمجيات الخبيثة «ماليشيوس سوفت وير» Malicious Soft Ware على برامج رقمية تستطيع الدخول الى الشبكات والحواسيب، من دون إذن أصحابها، وغالباً ما تصمّم من أجل الوصول الى معلومات في الحواسيب، أو للتأثير في عمل الشبكات أو لضرب المواقع وغيرها. وتعتبر الفيروسات الإلكترونية جزءاً من هذه البرمجيات، وكذلك الحال بالنسبة الى البرامج التي تدخل الكومبيوتر لتسحب معلومات شخصية عن صاحبه مثل رقم حسابه في البنك، وعناوين بريده الالكتروني، وصوره الخاصة وغيرها. وأشار تقرير أصدرته شركة «مايكروسوفت» أخيراً، إلى أن الجريمة الإلكترونية تشهد تطوراً متواصلاً، وكذلك يصمّم بعض منفّذيها عملياتهم بطريقة تحاكي إجراءات الأعمال التقليدية. وكشفت تلك الشركة أيضاً، في سياق تقريرها الثامن حول الأمن الإلكتروني في الإمارات، الذي يقدم رؤية واضحة عن التهديدات المحدقة بأجهزة الكومبيوتر في تلك الدولة، ان الفيروسات الالكترونية من نوع «الديدان» تشكّل الفئة الأكبر من هذه التهديدات، إذ تسببت بإصابة 23.3 في المئة من إجمالي أجهزة الكومبيوتر. ويمكن سلالات من فيروس «الديدان» الإلكترونية أن تنتشر عبر الشبكات الرقمية، كي تستقر في الحواسيب المتصلة بها، خصوصاً عندما لا يحميها أصحابها إلا بكلمات مرور ضعيفة التركيب. وكذلك تعتبر أجهزة تخزين المعلومات من نوع «فلاش»، من وسائل نشر الفيروسات الالكترونية من نوع «الديدان». وحلّت الفيروسات الرقمية من النوع المعروف باسم «حصان طروادة» Trogan (ويُعرف باسمه المختصر «تروجان») في المرتبة الثانية، بحسب التقرير عينه. ولاحظ التقرير تكاثر أنواع محددة منها في الآونة الأخيرة، مثل تلك التي تتخصص بإنزال برامج إلكترونية على الكومبيوتر، كي تخدم أصحاب الفيروسات لاحقاً. وتعرف باسم «تروجان التنزيل» Down Load Trogan. ورصد التقرير أيضاً تكاثر فيروسات «تروجان» من النوع الذي يتسلل الى مناطق حساسة في نظام تشغيل الكومبيوتر، كي يُحدث فيها ثغرة تسمح لبرمجيات خبيثة أخرى بالدخول الى الكومبيوتر المصاب. ويُشار إليها باسم «تروجان الباب الخلفي» او «المتنوّع». وشكّلت الفئتان الأخيرتان أكثر من 37 في المئة من البرمجيات الخبيثة التي أصابت أجهزة الكومبيوتر في الإمارات السنة الفائتة. وقال فيني جولوتو مدير عام «مركز مكافحة البرمجيات الخبيثة» في «مايكروسوفت»، ان التقرير يوفر دلائل واضحة على التطوّر المتواصل الذي يحققه مصمّمو الهجمات الإلكترونية، الذين باتوا يحشدون التهديدات عبر الإنترنت من أجل تحديث أدوات الاختراق وخداع المستخدمين. واستناداً إلى نتائج التقرير، نصحت «مايكروسوفت» المستخدمين بالحذر من التهديدات الالكترونية، وتحديث برامج الحماية في حواسيبهم في شكل منتظم ودوري، والحصول على برامج مضادة للفيروسات الإلكترونية ولبرامج التجسس، من مصادر موثوقة، لتعزيز الحماية في حواسيبهم من البرمجيات الخبيثة. وحضّت الشركة الجمهور على أخذ الحذر عند فتح الروابط والملفات المرفقة في رسائل البريد الإلكتروني، حتى لو كانت واردة من مصدر موثوق.