نقل مدير الاستخبارات العامة المصرية الوزير عمر سليمان امس الى القادة الاسرائيليين عرضاً مفصلاً من رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل، لاجراء صفقة تبادل اسرى تُطلق بموجبها"حماس"الجندي غلعاد شاليت مقابل 1400 اسير. وقال مسؤول في حكومة"حماس"ان العرض الذي قدمه سليمان للاسرائيليين هو ثمرة تفاهم بين مصر ورئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل جرى التوصل اليه خلال زيارة مشعل الاخيرة للقاهرة. ويتضمن العرض صفقة تبادل على ثلاث مراحل تُطلق اسرائيل في الاولى منها سراح جميع النساء والاطفال الاسرى وعددهم 400 فيما يُسلم الجندي شاليت لمصر. وفي المرحلة الثانية تسلم مصر الجندي لاسرائيل بعد اطلاق 500 أسير. وفي المرحلة الثالثة تطلق اسرائيل سراح الدفعة الاخيرة التي تطالب الحركة ان تضم 500 أسير. وتطالب"حماس"ان تتضمن الصفقة اتفاقا على مواصفات واسماء الاسرى الذين سيطلق سراحهم في هذه الصفقة وهو أمر رفضته اسرائيل في السابق ولا يتوقع ان توافق عليه كليا هذه المرة. وابلغ مشعل سليمان ان حركته تصر على ان يتصدر قادة الفصائل قائمة الاسرى المفرج عنهم في هذه الصفقة. وقالت مصادر في حركة"فتح"ان مشعل ابلغ عائلة قائد"فتح"في الضفة الغربية مروان البرغوثي ونائبه قدورة فارس ومحاميه خضر شقيرات ان اطلاق سراح مروان هو شرط رئيس لاتمام الصفقة. وقالت هذه المصادر ان مشعل اكد لهم ان الصفقة لن تتم اذا لم تشمل البرغوثي. ودأبت اسرائيل على معارضة اطلاق سراح البرغوثي المعتقل منذ العام 2003 والمحكوم بالسجن المؤبد خمس مرات بتهمة قيادة الجناح العسكري لحركة، واصدار اوامر بتنفيذ عمليات ادت الى مقتل اسرائيليين. وجرت اتصالات في الآونة الاخيرة بين اصدقاء البرغوثي وشخصيات اسرائيلية قادت الى ايصال رسائل لاعضاء الحكومة الاسرائيلية بشكل فردي لحضهم على عدم الاعتراض على اطلاق سراحه في اي تصويت مقبل حول هذه القضية. وقال احد المشاركين في هذه الاتصالات ان لديه ضمانات ان اكثر من نصف اعضاء الحكومة لم يعد لديهم اعتراض على اطلاق سراح البرغوثي، مشيرا الى اهمية ذلك في كسر الفيتو الاسرائيلي المفروض على كل من تصفه اسرائيل ب"على يديه دماء يهود". وتطالب"حماس"باطلاق جميع الاسرى الذين اعتقلوا قبل اتفاق"اوسلو"وفي مقدمهم 29 اسيرا امضوا اكثر من عشرين عاما في السجون. وكانت مصر قدمت عرضا رفضته حركة"حماس"يتمثل في اطلاق سراح الف اسير مقابل الجندي شاليت. وقال مسؤولون في"حماس"انهم لم يرفضوا العرض المصري كليا لكنهم طالبوا مصر بتحديد مواصفات للاسرى الذين يجب ان يطلق سراحهم. وقالت شخصية رفيعة المستوى التقت مدير الاستخبارات المصرية في وقت سابق ان اي ضابط امن اسرائيلي يمكنه اطلاق سراح الف اسير غدا، موضحا ان المهم هو مواصفات هؤلاء الاسرى وليس عددهم. وقال:"يوجد في السجون الاسرائيلية اكثر من عشرة آلاف اسير بينهم خمسة آلاف أسير لا مشكلة لاسرائيل في اطلاقهم غدا لكن المهم اطلاق أولئك المعتقلين منذ سنين طويلة والذين ترفض اسرائيل اطلاقهم بدعوى مشاركتهم مباشرة او غير مباشرة في قتل اسرائيليين. ومن بين الأسرى حوالي الفي اسير محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة او ينتظرون حكما من هذا النوع. وتقول"حماس"انها تدرك انها غير قادرة على اطلاق سراح كل هؤلاء، لكن صفقة من هذا النوع تحقق هدفين الاول هو اطلاق سراح الاسرى الذين لم يكن اي امل باطلاق سراحهم والثاني كسر المعيار الاسرائيلي لاطلاق سراح الاسرى وهو المعيار الذي يرفض اطلاق المتهمين بقتل يهود. ويرجح ان تستمر المفاوضات بين الجانبين لأشهر عدة قبل اتمام هذه الصفقة. وقال الدكتور احمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الحكومة اسماعيل هنية الموجود معه في القاهرة ان قبول اسرائيل بالتفاهم المصري - الفلسطيني سيؤدي الى الشروع في تنفيذ الصفقة في غضون ايام. ويعتقد ان الوصول الى اتفاق نهائي حول هذه الصفقة سيرتبط بتشكيل حكومة وحدة وطنية وهو الامر غير المتوقع في الاسابيع الستة المقبلة، نظرا لان رئيس الحكومة اسماعيل هنية سيكون في جولة خارجية تشمل عددا كبيرا من الدول.