سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نجاد يهدي "الإنجازات" إلى "فقراء العالم" والأميركيون متمسكون ب "الديبلوماسية أو العقوبات" . طهران توسع إنتاج الوقود النووي وتهدد بالإنسحاب من معاهدة عدم الإنتشار
بعد سنة على إعلانها تخصيب اليورانيوم بدرجة 3.5 في المئة كافية لإنتاج الوقود النووي، أعلنت إيران في"اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية"أمس، الانضمام إلى الدول المنتجة للوقود النووي على مستوى صناعي، ملوّحة بالانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي. وأثارت هذه الخطوة غضب الولاياتالمتحدة التي سارعت إلى اعتبارها"فرصة ضائعة"في طريق التوصل إلى حل ديبلوماسي للأزمة النووية و"مؤشراً آخر"إلى ان طهران تتحدى دعوة المجتمع الدولي للتخلي عن التخصيب. راجع ص7 وعبر البيت الأبيض عن قلقه البالغ، وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي غوردون جوندرو:"نحن قلقون جداً من إعلان إيران أنها دخلت مرحلة إنتاج الوقود النووي على نطاق صناعي. إيران مستمرة في تحدي المجتمع الدولي وزيادة العزلة من حولها من خلال توسيع برنامجها النووي، بدلاً من تعليق تخصيب اليورانيوم". وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن"النهج الحالي الذي تعتمده طهران لا يفيد الشعب الإيراني"، وتمنى على القيادات"العقلانية"في إيران أن"تعيد النظر في حساباتها". واعتبر أن"هناك مخرجاً للأزمة، وبديلاً تفاوضياً في حال اختار الإيرانيون اتباعه"، مضيفاً أن خطوة أمس"تتضمن إشارة أخرى إلى رفضهم هذا الخيار التفاوضي"من خلال اعتماد"سياسة التحدي". ورأى أن هذه السياسة"تبرر"أسلوب العقوبات الذي اتبعه مجلس الأمن في التعامل مع هذا الملف، من خلال القرار 1747. وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى ل"الحياة"أن واشنطن متمسكة بالمسار الديبلوماسي لردع إيران عن طموحاتها النووية، وأن الخطوات المستقبلية قد تشمل عقوبات أكثر تشدداً في مجلس الأمن أو قراراً دولياً ثالثاً قبل نهاية أيلول سبتمبر المقبل. وأضاف ان"هناك ما يكفي من الوقت لتجربة الخيارات الديبلوماسية ومحاولة إقناع طهران والضغط عليها للتخلي عن طموحاتها النووية". على صعيد آخر، قال المصدر إن"اجتماع القاهرة حول العراق"على مستوى وزراء الخارجية والذي ستحضره الوزيرة كوندوليزا رايس في 17 الجاري"لن يبحث الملف النووي وسينحصر في الموضوع العراقي". ودعت المفوضية الأوروبية إيران أمس إلى"التعاون الكامل"مع الوكالة الدولية، وقال الناطق باسمها تون فان ليروب:"هذا لن يغير موقفنا: على إيران التعاون الكامل مع الوكالة والالتزام بقرار الأممالمتحدة". وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال في كلمة لمناسبة"اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية"في محطة ناتانز النووية:"إيران انضمت اليوم إلى الدول القادرة على إنتاج الوقود النووي ولن نسمح لدول غربية بتقويض هذه الإنجازات. نهجنا النووي طريق لا رجعة عنه". وأكد ان إيران"ستضع قدراتها وتقدمها النووي في خدمة رفاهية الشعوب وتقدمها ونشر السلام والاستقرار في العالم"، لكنه أبقى الغموض حول المستوى الذي بلغته إيران في هذا المجال، تاركاً الباب مفتوحاً لتأويل نسبة التخصيب الصناعي وما إذا كان عدد أجهزة الطرد المركزي بلغ ثلاثة آلاف جهاز أو تجاوز ذلك. واتهم نجاد الغرب باستغلال مجلس الأمن، معتبراً أنه"على رغم التزام إيران معاهدة حظر الانتشار النووي ومعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتسليمها آلاف الوثائق السرية إلى الوكالة وسماحها بعمليات التفتيش، اتهمت طهران بعدم الالتزام بالقوانين التي وضعتها دول تعارضها الآن"، مشدداً على أنه"لا يمكننا التزام معاهدة من دون الاستفادة منها". وحذر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني من ان بلاده ستضطر إلى الانسحاب من المعاهدة إذا فرضت عليها ضغوط دولية إضافية، مشيراً إلى قانون أصدره مجلس الشورى السنة الماضية يجيز للحكومة خفض تعاونها مع الوكالة الدولية. وأعلن نائب الرئيس الإيراني رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آغازاده في الاحتفال ذاته، دخول بلاده مرحلة تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي، وبدء مرحلة جديدة من العمل النووي. وأشار إلى أن الخبراء النوويين المحليين حصلوا على المعارف اللازمة لتخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي بعد خمس سنوات من البحوث والاختبارات المكثفة.