حاولت موسكو أمس استباق العاصفة المتوقعة لإعلانها بدء تسليمها طهران وقوداً نووياً لتشغيل محطة"بوشهر"الكهروذرية الإيرانية، بتأكيد حصولها من الجمهورية الإسلامية على ضمانات خطية جديدة بعدم استخدام الوقود النووي الروسي في أي أغراض غير إنتاج الطاقة. وفيما أعلن البيت الأبيض ان تسليم موسكو الوقود الى طهران، حصل بالتشاور مع واشنطن، وان الخطوة تشكل سبباً إضافياً لإقناع الإيرانيين بتعليق التخصيب، قال مصدر مطلع في طهران ل"الحياة"، أن خطوة تسليم الوقود النووي، تظهر مدى"الافتراق بين الموقفين الروسي والأميركي، ليس في الملف النووي الإيراني فحسب، بل ايضاً في كثير من الملفات". وأشار المصدر إلى أن تقريري الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاستخبارات الأميركية ساهما في شكل كبير في دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اتخاذ قرار مماثل. وتوقع المصدر ان ترد إيران على الخطوة الروسية بتمرير رسائل تفيد بدرس طهران إمكان التوصل الى اتفاق حول عمليات التخصيب المشترك في الخارج، على ان يقترن ذلك بتعهدات دولية بتزويدها الوقود اللازم من الأسواق العالمية وبأسعار مدروسة، في مقابل وقف تطوير قدراتها التكنولوجية في مجال تخصيب اليورانيوم مع الاحتفاظ بالمستوى العلمي الذي حققته الى الآن، من دون الحاجة الى التخصيب على نطاق صناعي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو إن"عملية تسليم الوقود تشكل سببا إضافياً لتعمد إيران الى تعليق برنامجها النووي"لتخصيب اليورانيوم، مضيفاً:"إذا كان الروس يسلمون الإيرانيين وقودهم فلا سبب لهؤلاء ليقوموا بتخصيب اليورانيوم بأنفسهم". وردا على سؤال عن احتمال انحراف اليورانيوم المسّلم عن غايته المدنية، وعن الضمانات التي تلقتها روسيا، قال جوندرو ان واشنطن كانت على اتصال مع موسكو في شأن عملية التسليم. وأشار الى دور للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تسهر على وقف انتشار السلاح النووي، في عملية تسليم الوقود الروسي. وأضاف:"ان المجتمع الدولي يبقى موحداً في رغبته في رؤية النظام الإيراني يمتثل الى قرارات مجلس الأمن". لكن مدير وكالة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آغازاده، قال أمس إن إيران لن توقف تخصيب اليوارنيوم تحت أي ظرف حتى بعد تسليم الوقود النووي الروسي لأول محطة نووية إيرانية. وتزامن الإعلان عن تسليم الوقود النووي مع الكشف عن بدء قوات الحرس الثوري مناورات عسكرية في مياه الخليج وبحر عمان، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية في وقت سابق عن تحضير لهذه المناورات، من دون تحديد لموعدها. واعتبر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ان إصرار إيران على التخصيب، دليل على أنها تسعى الى حيازة قنبلة ذرية.