وصف بطل العالم سائق ماكلارين الفائز أول من أمس بسباق جائزة ماليزيا الكبرى الاسباني فرناندو الونسو، المرحلة الثانية من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد، الظروف المناخية الصعبة التي واجهت المتسابقين على حلبة سيبانغ، مشيراً الى ان مياه الشرب تحولت الى شاي بعد 10 لفات فقط، وذلك لشدة الحر وارتفاع درجات الحرارة. وعانى السائقون طوال نهاية الاسبوع الماضي من الحرارة المرتفعة، إذ بلغت مثلاً السبت الماضي في التجارب الرسمية 45 درجة مئوية وحرارة الهواء 34 درجة، فيما بلغ معدل الرطوبة 50 في المئة. وقال الونسو:"يفترض ان يحتسي السائق الماء بشكل دوري كل خمس او ست لفات، الا انه بعد 10 لفات في سيبانغ تحولت المياه الى شاي، واعتقد ان حرارتها تجاوزت الپ60 درجة مئوية كما هي حال الحرارة داخل السيارة، لذا بدا طعمها غريباً وغير قابل للشرب". هاميلتون سائق مبتدئ اتفق مراقبو عالم سباقات سيارات فورمولا واحد على انهم يقفون امام ظاهرة حقيقية تتمثل بسائق ماكلارين مرسيدس البريطاني الشاب لويس هاميلتون، الذي حقق اكثر مما يتوقعه اشد المتفائلين بقدراته في السباقين الاولين له في رياضة الفئة الاولى، إذ حل ثالثاً في المرحلة الاولى في ملبورن وثانياً أول من امس الاحد في المرحلة الثانية على حلبة سيبانغ الماليزية، خلف زميله بطل العالم الاسباني فرناندو الونسو. لكن الدهشة التي اصابت هؤلاء المراقبين لم تكن ناتجة فقط من صعود هاميلتون بسرعة قياسية الى منصة التتويج، بل أيضاً من السرعة التي قاد بها سيارته على الحلبة، ونوعية هذه القيادة، إذ اظهر نضجاً لم يظهره اي سائق مبتدئ في العصر الحديث. ويضاف الى هذه الامور، ما بدا ان هاميلتون 22 عاماً يمكنه التعامل بأعصاب باردة مع الضغوط المختلفة، كما كانت عليه الحال الاحد في سيبانغ، حيث واجه العوامل الطبيعية القاسية ارتفاع درجة الحرارة ومعدل نسبة الرطوبة، وثنائي فيراري البرازيلي فيليبي ماسا والفنلندي كيمي رايكونن اللذين ضغطا عليه بقوة في بداية السباق. وبدت المفاجأة ان هاميلتون ثبت اقدامه بين الاقوياء بإدراكه كيفية تحويل المنافسة الشديدة في مصلحته بردود فعل غير متوقعة، امنت له مكاناً على المنصة في مناسبتين، وهذا بفضل قدرته على تخطي السائقين من دون اي تهور وبحركات لا يتمتع بها سوى السائقين المخضرمين اصحاب الخبرة الطويلة في هذه الرياضة. ولا يخفى ان رئيس الفريق البريطاني-الالماني رون دينيس، الذي نجح سابقاً في جمع البرازيلي الراحل ايرتون سينا والفرنسي الن بروست في فريق واحد، يرى نفسه اليوم امام ملحمة بطولية جديدة بقيادة الثنائي الشاب هامليتون-الونسو، وهو قال:"نحن راضون الى ابعد الحدود عن النتيجة، ولا اعرف من اين ابدأ الكلام، لكن لا اعتقد انه يمكن تحقيق افضل من احراز المركزين الاولين. لقد قدم السائقان قيادة ممتازة". وعلق دينيس على اداء هاميلتون تحديداً بقوله:"لقد تفاجأت فعلاً بما قدمه في بداية السباق، اذ التزم بالتعليمات في شكل كامل وبدا حاسماً، اذ كان يمكنه تقديم قيادة اسرع، لكنه عرف استخدام المفتاح المناسب لتحقيق نتيجة ايجابية من دون المخاطرة، وهذا يدل على مستوى الاحتراف الذي يتمتع به، على رغم انه من الصعب ظهور اي سائق بهذه الصورة في سباقه الثاني فقط". وختم دينيس ان ماكلارين تتطلع الى سباق البحرين على حلبة صخير للارتقاء الى اعلى مستوياتها، علماً بأن فيراري بدت الاسرع هناك في التجارب التي سبقت انطلاق الموسم.