رغم التفاوت البسيط في نتائج استطلاعات رأي أعضاء حزب "العمل" الإسرائيلي التي نشرتها الصحف الإسرائيلية الكبرى الثلاث "يديعوت أحرونوت" و "معاريف" و"هآرتس"، أمس اتفقت تلك النتائج على أمرين: أولهما ان الانتخابات لزعامة الحزب التي ستجري أواخر ايار مايو المقبل لن تُحسم في جولتها الأولى.. والثاني أن النائب عامي أيالون سيفوز بها في الجولة الثانية بغض النظر عن هوية منافسه. وتعني هذه النتائج أيضا ان الزعيم الحالي للحزب وزير الدفاع عمير بيرتس سيخسر كرسيه في كل الأحوال حيال الفارق الكبير بينه وبين سائر المرشحين. وهذه أول استطلاعات للرأي في أوساط حزب"العمل"بعد انتهاء عملية التنسيب وإعلان الأمين العام للحزب أن عدد الأعضاء المسجلين رسميا هو نحو 105 آلاف عضو، اي نحو ضعفي العدد الذي سجل قبل عملية التنسيب الأخيرة. وينافس على زعامة الحزب خمسة مرشحين هم بيرتس وأيالون ورئيس الوزراء زعيم الحزب السابق ايهود باراك والوزير السابق اوفير بينيس ورئيس جهاز"موساد"سابقا النائب حاليا داني ياتوم. ووفقا للنتائج فإن أعضاء الحزب يفضلون جنرالا كبيرا على رأس الحزب بعد أن رأوا اداء بيرتس"المدني"خلال الحرب على لبنان. وبحسب استطلاع"معاريف"و"هآرتس"يحصل الجنرال في الاحتياط باراك الذي شغل في الماضي أيضاً منصبي رئيس هيئة أركان الجيش ووزير الدفاع على الصدارة متقدما على أيالون، رئيس جهاز"شاباك"وقائد سلاح البحرية سابقا، فيما جاءت النتائج عكسية في استطلاع"يديعوت أحرونوت". لكن في الاستطلاعات الثلاثة فإن أياً من المرشحين لم يقترب من 40 في المئة من الأصوات، الحد الأدنى المطلوب للفوز بزعامة الحزب. وجاء بيرتس في الاستطلاعات الثلاثة ثالثا بفارق تراوح بين 6 و13 في المئة عن باراك وأيالون. ووفقا لدستور الحزب فإن الفائزيْن بأكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى ينتقلان الى الجولة الثانية. وبحسب الاستطلاعات الثلاثة فإن أيالون سيفوز بهذه الجولة متفوقا على باراك بنسبة كبيرة. وترتفع هذه النسبة أكثر في حال انحصرت المنافسة في الجولة الثانية بين أيالون وبيرتس، في حال نجح الأخير في الوصول إلى الجولة الثانية. كما يخسر بيرتس هذه الجولة أمام باراك أو حتى أمام بينيس. ورد المقربون من بيرتس على هذه الأرقام بالقول إن"من السابق لأوانه نعي بيرتس"مذكّرين بأنها سبق له أن هزم كل استطلاعات الرأي التي تنبأت قبل الانتخابات الأخيرة لزعامة الحزب، أواخر العام 2005، بخسارته الأكيدة أمام عجوز الحزب في حينه شمعون بيريز.