فتحت أسواق المال العالمية أمس نشاطها بعد عطلة نهاية الأسبوع، على تراجع في ظل استمرار حركة التصحيح التي انطلقت شرارتها من بورصة الصين الثلثاء الماضي، وعززها ارتفاع الين أمس أمام العملات العالمية. في طوكيو، تراجع مؤشر"نيكاي"القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 3.34 في المئة، مسجلاً أكبر خسائر يومية في تسعة أشهر وأدنى مستوى له هذه السنة، مع استمرار المستثمرين في حركة بيع أسهم شركات التصدير اليابانية الكبرى، مثل"تويوتا موتور"وپ"كانون"بعد ارتفاع سعر صرف الين. ودفعت موجة البيع الكبيرة لمعظم الأسهم المؤشر القياسي إلى ما دون الحاجز النفسي 17 ألف نقطة، للمرة الأولى منذ شهرين. وتراجع مؤشر"نيكاي"575.68 نقطة، وأقفل على 16642.25 نقطة، مسجلاً أكبر انخفاض بالنسبة المئوية في يوم منذ حزيران يونيو 2006، في حين تراجع مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً 3.42 المئة، إلى 1662.71 نقطة، مسجلاً أدنى مستوى إغلاق منذ كانون الثاني يناير الماضي. ولم تفلح أرقام رسمية صدرت عن وزارة المال اليابانية، أظهرت ان إنفاق الشركات اليابانية الرأسمالي ارتفع في الفصل الرابع من العام الماضي أكثر من المتوقع، بلغ 16.8 في المئة، على ضوء ارتفاع الثقة بتعافي الاقتصاد الياباني، في تحريك سوق الأسهم صعوداً. وانتقلت عدوى التراجع إلى أسواق المال العالمية أمس، لا سيما النامية، إذ تراجع مؤشر إسطنبول للأسهم مجدداً 3.2 في المئة إلى 39271.9 نقطة، بعد تسجيله تراجعاً بلغ 7 في المئة في الأسبوع الماضي. كما تراجع سعر الليرة التركية 2.1 في المئة إلى 1.462 ليرة للدولار. في الصين، واصل مؤشر"شنغهاي"للأسهم الصينية خسائره، بعدما أطلق موجة هبوط عالمية في الأسبوع الماضي، فتراجع أمس حوالى 3 في المئة. في أوروبا، سجلت الأسهم الأوروبية انخفاضاً حاداً في التعاملات المبكرة أمس، مع تنامي الاتجاه النزولي في أسواق الأسهم العالمية، لا سيما الأميركية التي فتحت أمس على تراجع. إذ فتح مؤشر"داو جونز"التداولات متراجعاً 53.04 نقطة، أي 0.44 في المئة، إلى 12061.06 نقطة، مقترباً من الحاجز النفسي 12 ألف نقطة، في حين تجاوزه مؤشر"ستاندرد آند بورز 500"متراجعاً 0.69 في المئة، إلى 1377.64 نقطة، وتراجع مؤشر"ناسداك"20.80 نقطة، أي 0.88 في المئة، إلى 2347.20 نقطة. وانخفض مؤشر"يوروفرست 300"الرئيس للاسهم الأوروبية بنسبة 2.2 في المئة، إلى 1430.79 نقطة، وانخفض مؤشر"داكس"الألماني 2.3 في المئة، ومؤشر"فاينانشال تايمز" البريطاني بنسبة 1.8 في المئة وپ"كاك 40"الفرنسي 2.1 في المئة. وتوقع الخبير المالي في شركة"بروين دولفين"، مايك لينهوف، ان تصل حركة التصحيح في الأسواق الأوروبية إلى تراجع يبلغ 10 في المئة، لتعود فتنتعش بعدها. الين يعزز مركزه في سوق القطع وارتفع الين بصفة عامة أمس، مسجلاً أعلى مستوياته في ثلاثة اشهر أمام الدولار وارتفع بشدّة أمام الجنيه الإسترليني، نتيجة توقف المستثمرين عن اقتراض الين لشراء عملات وأدوات مالية عالمية ذات عائد أعلى، بعد تراجع بورصات الأسهم. وارتفع الين أمام العملات الرئيسية مسجلاً أكبر زيادة أسبوعية أمام الإسترليني منذ تشرين الثاني نوفمبر عام 1999 الأسبوع الماضي، وارتفع إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر أمام الدولار إلى 115.16 ين، في حين ارتفع 1.8 في المئة أمام اليورو، إلى 151.22 ين. وتراجع الجنيه الإسترليني أمس خاسراً 2.3 في المئة من قيمته إلى 221.93 ين، كما تراجع أمام الدولار إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر، أي إلى 1.9221 دولار للجنيه، في حين ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى في سبعة أشهر أمام الجنيه، مسجلاً 68.42 بنس لليورو. اليون الصيني وارتفع اليوان الصيني أمس إلى 7.7416 يوان للدولار، مدعوماً من تصريح لرئيس المصرف المركزي الصيني، تشو شياو تشوان، أشار فيه إلى ان السلطات الصينية تدرس احتمال السماح بتوسيع هامش تحرك سعر اليوان أمام الدولار، من دون ان يحدد تاريخاً لاعتماده. وفقدت أسعار النفط الخام أكثر من دولار أمس، نتيجة استمرار الخسائر في بورصات الأسهم في آسيا وأوروبا، ما أجج مخاوف من تباطؤ محتمل للنمو الاقتصادي قد يضر بالطلب على النفط والسلع الرئيسة الأخرى. وقاومت أسواق النفط التقلبات التي هزت أسواق المال والسلع الأخرى في الأسبوع الماضي، لكنها تراجعت الجمعة بسبب مخاوف التجار من ان يؤدي الخروج من الأسواق التي تنطوي على مخاطرة على مستوى العالم كالصين إلى الإضرار بأسعار مواد الطاقة. وانخفض الخام الأميركي الخفيف في بداية التداولات، حوالى 1.01 دولاراً، إلى 60.63 دولار للبرميل، في حين تراجع مزيج"برنت"الخام حوالى 1.04 دولار، إلى 61.04 دولار.