اكدت الحكومة الكردية ان عمليات النزوح الى كردستان مستمرة في ظل التوتر الامني الذي تشهده غالبية المدن العراقية خارج الاقليم. فيما حذرت العائلات النازحة من تفاقم ازمتها الاقتصادية بسبب البطالة والتهميش. واتهمت منظمات أجنبية الحكومة والسلطات الكردية بمضاعفة أزمة اللاجئين في شمال البلاد. وأكدت عائلات لجأت العام الماضي الى السليمانية ان"التردي الاقتصادي وانعدام فرص العمل وعدم الاعتراف بحقوقها تسبب في عدم استقرارها موقتا في كردستان". وتشير اللاجئة صبرية هادي، الى ان"معظم العائلات تعتاش على المساعدات البسيطة التي تمنحها المنظمات الانسانية وجمعية الهلال الاحمر وما يرسل اليها من ذويها وأقاربها"، مع استمرار"البطالة وعدم اتخاذ قرارات تتناسب واوضاعنا كلاجئين في بلدنا". وتؤكد الحكومة على ان حصيلة عدد النازحين بلغ 740 الف شخص منذ اندلاع التوتر الطائفي الذي اعقب تفجير سامراء في شباط فبراير العام الماضي، فيما اعلنت ادارة السليمانية لجوء ألف عائلة عربية الى المدينة خلال آب اغسطس 2006 وحده، مع ارتفاع في نسبة نزوح العائلات الى 25 الفاً في اربيل و15 الفاً في دهوك، واضطر معظمها الى العيش في مخيمات. وكان رئيس اقليم كردستان زعيم الحزب"الديموقراطي الكردستاني"مسعود بارزاني عزا عمليات النزوح الى استقرار الاوضاع الامنية والاقتصادية في الاقليم، مشيراً الى ان"العائلات العربية ضيوف في كردستان حتى انتهاء الازمة الطائفية في البلاد". لكن العائلات التي فشلت في الحصول على اقامات في اربيل اتهمت السلطات بعدم استقبالها وإصدار قرارات"مجحفة". وتؤكد الاممالمتحدة ان مليوني عراقي يواجه معظمهم ظروفا قاسية في سورية والاردن وكردستان، بعد ان فر معظمهم بسبب العنف الطائفي الذي اجتاح البلاد بعد سقوط النظام السابق في نيسان ابريل 2003. وتعتقد العائلات ان غلاء الاسعار في المناطق الكردية، قياسا، بالمدن العراقية الاخرى، حرمها من الاستقرار الاجتماعي في ظل اهمال السلطات الكردية والمركزية لها. وتشير فائزة كريم الى ان ابناءها الثلاثة حرموا من اكمال دراستهم الابتدائية والمتوسطة للعام الماضي والحالي، بسبب عامل اللغة والوضع المادي المتردي كما اعتبرت عائلات لجأت الى كركوك رفض السلطات الادارية استقبال ابنائها في المؤسسات التربوية او تعيين الموظفين في الدوائر الحكومية قرارات ظالمة ضد 500 عائلة دفعتها اعمال العنف الى الانتقال الى شمال البلاد. وتؤكد منظمة"رفيوجيز انترناشيونال"، ومقرها واشنطن ان"اعداد العراقيين الذين فروا الى الشمال او خارجه أكثر بكثير من العدد المعلن وان معظمهم يواجه ظروفا حياتية قاسية امام التضخم المتصاعد وقلة فرص العمل والمساعدات الممنوحة انسانيا واهمال السلطات الكردية والحكومة العراقية لها". ويؤكد التقرير ان حركة المسيحيين البالغ عددهم خمسة الاف عائلة وفق مصادر كردية تعتبر اسهل مقارنة بالعائلات العربية مع انعدام الشروط الامنية المفروضة على العرب. وتلقى العائلات المسيحية التي اضطرت الى العيش في كردستان مساعدات مالية قدرها 85 دولاراً للعائلة من حكومة كردستان. وتطالب العائلات العربية بمنحها مبالغ مالية بدلاً عن المواد الغذائية التي توفرها البطاقة التموينية وشمولها بحق اللجوء الفعلي في كردستان. ويقول انور خليل السعدي ان"اوضاع العائلات العربية في كردستان أقسى من مثيلاتها سواء في سورية اوالاردن اذ ان الصدى الاعلامي المحلي والدولي كفيل بحل مشكلاتها وأزماتها في الخارج". وينتظر فؤاد 41 سنة بألم زيارة أحد المسؤولين او اعضاء البرلمان العراقي"مخيمات اللاجئين العرب في كردستان"، مشيراً الى ان"المسؤولين وزعامات الاحزاب والكتل السياسية التي زارت كردستان لحل الازمة السياسية في البلاد خيبت آمالنا بتهميشها أوضاعنا وتجاهلها معاناتنا".